أمد/ نيويورك: عبر خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة الخميس عن قلقهم إزاء تقارير عن حالات “اختفاء قسري” ضحيتها فلسطينيون جوعى كانوا يحاولون الحصول على الطعام في مواقع توزيع تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وطالبوا إسرائيل بوضع حد لهذه “الجريمة البشعة”.

وأفاد اء المستقلون السبعة في بيان مشترك، نشرته فرانس برس، أنهم تلقوا تقارير تفيد بأن عددا من الأفراد، بينهم طفل، كانوا ضحية “الاختفاء القسري” بعد توجههم إلى مواقع لتوزيع المساعدات في رفح بجنوب القطاع الفلسطيني.

وأضاف اء المكلفون من قبل مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة لكنهم لا يتحدثون باسم المنظمة، أن “التقارير عن اختفاء قسري يطال مدنيين يسعون الى حقهم الأساسي بالغذاء ليست صادمة فحسب، بل ترقى الى التعذيب”.

واعتبروا أن “استخدام الغذاء كوسيلة لتنفيذ عمليات إخفاء مستهدفة وجماعية يجب أن ينتهي الآن”.

ولفت اء الى تقارير ترجح أن الجيش الإسرائيلي “متورط بشكل مباشر في حالات الاختفاء القسري لأشخاص كانوا يسعون للحصول على المساعدة”.

ووقع البيان اء الخمسة في الفريق العامل بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، إضافة الى المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، والمقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري.

وأشار البيان الى أن الجيش الإسرائيلي “يرفض توفير معلومات بشأن مصير ومكان الأشخاص الذين حرموا حريتهم”، ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي، معتبرا أن “الفشل في الإقرار بالحرمان من الحرية من قبل عناصر تابعين لدولة، ورفض الاقرار بالاحتجاز يعد اخفاء قسريا”.

أعلنت الأمم المتحدة رسميا في 22 آب/أغسطس المجاعة في غزة حيث يعاني 500 ألف شخص من الجوع الذي بلغ مستوى “كارثيا”، استنادا الى تقرير خبراء وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنّه “كذب صريح”.

واعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أنه كان في الإمكان تفادي المجاعة لولا “العرقلة الممنهجة التي تمارسها إسرائيل” على دخول المساعدات.

وأطبقت الدولة العبرية حصارها على غزة في آذار/مارس لنحو شهرين. ومع تخفيف القيود في أواخر أيار/مايو، بدأت “مؤسسة غزة الانسانية” المدعومة من الولايات المتحدة والدولة العبرية، توزيع المساعدات في بضعة مراكز في القطاع.

ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات دولية التعاون مع المؤسسة الغامضة التمويل.

ولفت اء الأمميون الى أن “القصف الجوي وإطلاق النار اليومي في وحول المراكز المكتظة أسفرا عن سقوط عدد كبير من الضحايا”، مشددين على أن “مؤسسة غزة الانسانية ملزمة توفير مواقع توزيع آمنة، وتعاقدت مع شركات عسكرية أمنية خاصة لهذه الغاية”.

وأعلنت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي توثيق مقتل 1857 فلسطينيا أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات منذ أواخر أيار/مايو، بمن فيهم 1021 شخصا قرب مراكز مؤسسة غزة الانسانية.

وحذّر اء من أن “نقاط التوزيع باتت تفرض مخاطر إضافية على الأفراد… بالتعرض للاخفاء القسري”، ودعوا الحكومة الإسرائيلية الى “وضع حد للجريمة البشعة بحق سكان ضعيفين في الأساس”.

وطالبوا السلطات بأن “توضح مصير وأماكن الاشخاص المخفيين والتحقيق في الاخفاء القسري بشكل معمق وحيادي، ومعاقبة مرتكبيه”.

شاركها.