اخر الاخبار

حول إعادة الاعمار أمد للإعلام

أمد/ ليس من باب نشر التشاؤم، لكن من باب الرؤية الواقعية المبنية على معلومات وقراءة في مواقف دول الاقليم والعالم؛ 

اولا: لم تصرح أي دولة عربية و لا غربية عن  إستعدادها لتخصيص موازنات محددة لإعمار قطاع غزة خاصة أن تكلفة الاعمار ضخمة جدا جدا.  بعض الدول أعلنت عن إستعدادها للمساعدة، لكن دون تحديد أي موازنات. مثل هذه التصريحات لا يعتد بها إن لم تحمل توقيع وتعهد . عادة يتم ذلك في مؤتمر للمانحين يعقد خصوصا لإعمار قطاع غزة.

ثانيا ؛ لا يوجد مبادرة دولية لغاية الان لعقد مؤتمر دولي للمانحين لإعمار قطاع غزة كما كان الحال في مؤتمر شرم الشيخ في مارس 2009 أو مؤتمر القاهرة في اكتوبر2014 برعاية مصر والنرويج. مثل هذا المؤتمر يعقد بعد مشاورات تمهيدية وموافقات مبدئية يتم تتويجها وترسيمها في المؤتمر وهو ما لم يحدث لغاية الان.

ثالثا: الجميع ينتظر من سيحكم غزة بعد إنتهاء الحرب حيث أكدت دول عديدة، عربية وغرببة انها لن تساهم في جهود إعادة  الاعمار اذا بقيت حركة ح في الحكم ودون أي إطار سياسي. 

رابعا: الحكومة الاسرائيلية ستجعل من إعادة الاعمار عملية مريرة وبطيئة وستستخدمها للابتزار. أخذا في الاعتبار أن إلسيطرة الأمنية الاسرائيلية على المعابر والحدود اكبر بكثير عما قبل. مع وقف الحرب تتواجد قوات أمنية أمريكية داخل قطاع غزة، دون أدنى  شك لها ارتباطات وثيقة مع الجانب الإسرائيلي. 

خامسا:  توجهات الادارة الامريكية المتسقة مع الموقف الإسرائيلي هي دفع الفلسطينيين في قطاع غزة للهجرة من خلال تجفيف عوامل الحياة في القطاع وهو الحال منذ بدء سريان وقف الحرب.

سادسا:إن الانقسام الداخلي الفلسطيني يجعل من الصعب على الدول المساهمة بموازنانت ضخمة لإعادة الاعمار.  ودون خارطة طريق فلسطينية واضحة تتضمن أصلاحات  جذرية وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.هذا غير موجود الان حيث تخضع السلطة  الوطنية لضغوط شديد وتجفيف للمصادر المالية.

سابعا: في الماضي كان إعمار قطاع غزة على رأس الاجندة الدولية والاقليمية، الحال الان مختلف كثيرا حيث يوجد  على الاجندة ١) إعادة إعمار سوريا ٢) إعادة إعمار لبنان. إن الاهمية الجيوسياسية لسوريا ولبنان أكبر بكثير من قطاع غزة. الشواهد على ذلك كثيرة أهمها هرولة زعامات عربية ودولية الى زيارة دمشق والتعاطي مع النظام الجديد. دول الخليج الثرية تضع سوريا ولبنان في موقع أهم من قطاع غزة. أخشى أن إعادة إعمار قطاع غزة لن تجد الحد الادنى من الاهتمام الذي كان في السابق.

سيكون من الصعب توقع أن تبدا جهود حقيقية نحو إعمار  قطاع غزة للاسباب السالف ذكرها وبالتأكيد سيكون مستحيلا لو بقي الانقسام الفلسطيني وبقيت ح حماس تحكم قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *