اخر الاخبار

“حماية المستهلك” تفضح تجارة تحايلية بسوقي الفرينة والسميد

كشف نشاط المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده في البليدة، عن ظاهرة انتشرت، منذ الأيام الأولى من حلول شهر رمضان المبارك، في مادتي “الفرينة والسميد”، وتحديدا بالأسواق الجوارية التضامنية، وأن نوعية محددة من المستهلكين أو المستهلكات، شكلوا وباتوا يشكلون نحو 70 بالمائة، من أصحاب الطلب على هاتين المادتين بشكل يومي ومتكرر للوجوه نفسها، وأن تحرياتهم أفضت إلى اكتشاف أن جموع المستهلكات، لديهم قرابة لتجار التجزئة، يعمدون إلى اقتناء هاتين المادتين لسعرها المنخفض بالأسواق الرمضانية.

وحيد محمد لطفي، وهو عضو في المنظمة، أوضح لـ””، أنهم تفاجأوا منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل، للطوابير الطويلة أمام مربعات تسويق مادتي الفرينة والسميد، واغتنام هذه المناسبة الدينية، من وجوه لسيدات، تكرر حضورها ضمن تلك الطوابير، وللعرض المغري في أسعارها التنافسية، والواردة من مصدرها الأول مباشرة أي المصنع، سعرها في الأسواق الجوارية مساو لـ135 دينارا لكيس من وزن 5 كيلوغرام، بينما يباع في التجزئة بفارق يزيد بين 15 و20 دينارا في الكيلو الواحد، لأجل تخزينها أو استعمالها من سيدات ماكثات بالبيت، في صناعة أنواع من الحلويات والمتاجرة فيها، مثل حلوى “قلب اللوز وتحليات وكريمات أخرى، وعجائن غذائية أخرى”، والتي يكثر الطلب عليها خلال الصوم، يعني بالمختصر أن هناك دوافع تجارية نفعية بحتة، وليست تعني الاستهلاك اليومي العادي.

وأكد المتحدث في السياق، أن الأمر مس أيضا سوق الموز بالأسواق الرمضانية، والتي عرفت هي الأخرى إقبالا وطوابير، من هذا النوع من الزبائن السيدات، أمام مربعات بيع هذه الفاكهة، لاقتنائها بسعر 290 و300 دينار، وإعادة بيعها بسعر ناري وصل إلى 700 دينار، ويزيد في بعض الحالات.

وأوضح المتحدث باسم المنظمة، أن الأمر تعدى هذه الظاهرة، إذ بينت التحقيقات أن هناك تهربا ضريبيا أيضا، وهناك تجار يكلفون نساء بمهمة اقتناء هاتين المادتين، وبالأخص الفرينة، من الأسواق الجوارية التضامنية، بدلا من التعامل مباشرة مع صناعيين والموزعين وتجار الجملة، كون هؤلاء يسوقون منتجهم بأسعار مرتفعة، مما يحرر بالفواتير، بفارق 4 أو 5 دنانير في الكيلو الواحد، وهو ما “يضع التجار في مواجهة هوامش ربح قليلة”، ما يجعلهم يبحثون عن مصادر أخرى للتموين بمثل هذه البضاعة الغذائية، بأسعار أقل وطرق فيها تحايل، حتى يضمن هامش ربح وفائدة أكبر، وأنهم وتبعا للتقصي والتحقيق العميق، اتضح لهم بأن مثل هذه السلوكيات هي “متجذرة وتعود إلى سنوات”، وباتت ثقافة تجارية، إن صح القول، تروج بين التجار، بحثا عن الربح بأي شكل من الأشكال، وحسبه، فإن الحل للقضاء على مثل هذه الظاهرة، هو في “رقمنة المعاملات التجارية”، وأنها السبيل في كسر هذه “الحلقة التحايلية”، وبهذا تضبط السوق نسبيا وتجد استقرارا مضبوطا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *