أمد/ الدوحة: قالت حركة حماس يوم الأحد، إنها مستعدة لمناقشة “تجميد أو تخزين” ترسانتها العسكرية في إطار الهدنة القائمة مع إسرائيل، في إشارة نادرة إلى مرونة محتملة حيال أحد أعقد ملفات الاتفاق الذي ترعاه الولايات المتحدة.

وأكد القيادي في الحركة، باسم نعيم، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” من الدوحة، أن الحركة “منفتحة على مقاربة شاملة” لمنع أي تصعيد جديد، بينما تستعد الأطراف للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بعد أشهر من تبادل الأسرى والجثامين.

وتتضمن المرحلة الجديدة ترتيبات أكثر حساسية، بينها نشر قوة دولية، تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة غزة، انسحاب القوات الإسرائيلية، ووضع إطار لملف سلاح حماس. ويشرف على تنفيذ الخطة مجلس دولي برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال نعيم إن الحركة تحتفظ بـ“حق المقاومة”، لكنها مستعدة لبحث وضع السلاح ضمن مسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مضيفاً أن النقاش يمكن أن يتم خلال هدنة تمتد لخمس أو عشر سنوات. وأوضح: “يمكن الحديث عن تجميد أو تخزين أو وضع السلاح جانباً، بضمانات فلسطينية، وعدم استخدامه طوال فترة الهدنة”.

ولم يتضح ما إذا كانت هذه الصيغة تلبّي مطلب إسرائيل بنزع السلاح بالكامل، وهو شرط تعتبره ضرورياً للتقدم في بقية الملفات.

وتستند الهدنة إلى خطة من 20 بنداً قدّمها ترامب وتبنّاها مجلس الأمن الدولي، لكنها لا تزال بحاجة إلى توضيحات واسعة، خصوصاً ما يتعلق بتشكيل القوة الدولية وصلاحياتها. وقال نعيم إن حماس تقبل بقوة أممية “تشرف على وقف النار من قرب الحدود”، لكنها ترفض منحها أي تفويض للعمل داخل الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى تقدم في تشكيل اللجنة التكنوقراطية الخاصة بإدارة غزة، قائلاً إن الحركة والسلطة الفلسطينية اتفقتا على اسم وزير فلسطيني من الضفة الغربية ومن أصول غزية لقيادة اللجنة، دون الكشف عن هويته.

واتهمت الحركة إسرائيل بارتكاب عدة خروقات للمرحلة الأولى، بينها استمرار الغارات التي يقول مسؤولو الصحة إنها أوقعت أكثر من 370 قتيلاً منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ. كما قال إن إسرائيل لم تفِ بتعهّداتها المتعلقة بزيادة المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين.

وفيما يتعلق بعناصر حماس الذين ما زالوا يتحصّنون في مناطق تسيطر عليها إسرائيل داخل القطاع، قال نعيم إن التواصل معهم “منقطع تماماً”، وإن الحركة ليست على دراية بوضعهم الميداني.

ودافع نعيم عن هجوم السابع من أكتوبر، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1,200 شخص في إسرائيل، واصفاً إياه بأنه “عمل دفاعي” جاء نتيجة “تراكم عقود من السياسات الإسرائيلية”. وأضاف: “التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر… لقد قمنا بواجبنا لرفع صوت شعبنا”.

شاركها.