أمد/ ليست هذه الحرب كسابقاتها؛ إنها منعطف تاريخي يختبر كل شيء: الشعارات، العقائد، وميزان الوطنية الحقيقي. فما جرى في غزة لم يكن مجرد مواجهة عابرة، بل خطأ استراتيجي جسيم دفع ثمنه الشعب دمًا وركامًا وتشريدًا، وترك القطاع على حافة الانهيار الشامل.

في قلب هذا المشهد تقف حركة حماس، بصفتها صاحبة القرار في إشعال الحرب. ومع بلوغ المفاوضات مرحلة معقدة تضع غزة أمام خيارين أحلاهما مُرّ: استمرار الدمار حتى آخر بيت، أو الدخول في تسويات قد تمس وجود الحركة ذاتها، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا: ما الذي يجب أن يتقدم، الحزب أم الشعب؟

التجارب التاريخية للشعوب تثبت أن مصداقية أي حركة سياسية أو مقاومة لا تُقاس فقط بقدرتها على القتال، بل بقدرتها على اتخاذ القرار الصعب حين يصبح الوطن كله على المحك. هنا يكمن الامتحان الحقيقي: هل تُقدّم الحركة نفسها كدرع للشعب، أم تُقدّم الشعب درعًا لبقائها؟

إنها لحظة فاصلة ستحدد صورة حماس في ذاكرة الأجيال: إمّا أن تُذكر كحركة انحازت لشعبها في أقسى اختبار، أو تُسجَّل كعنوان لمرحلة نزف لا تنتهي. والتاريخ ـ كما علّمنا دائمًا ـ لا يكتب عن الشعارات، بل عن أولئك الذين اختاروا الشعب حين كان الخيار صعبًا.

شاركها.