حماس تنهي الصفقة..لكن لم ينتهِ كل شيء!!

أمد/ بشكل مفاجئ ومغاير للتوقعات السياسية لمجريات الأوضاع في الصراع الفلسطيني، قررت حركة حماس إنهاء صفقة التبادل مع إسرائيل، بعد مرور نحو شهر من البدء في تنفيذها على أرض الواقع، في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط.
ومنذ أن أعلنت حماس إنهاء الصفقة مع إسرائيل انقلبت الدنيا رأسا على عقب، فبدأت ردود الفعل الواسعة تنطلق من كل حد وصوب، والتي كان أشهرها الإدارة الأميركية، حيث كشفت تقارير إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم يُفاجأ بهذه الخطوة، معتبرا أن زعيم حماس في غزة، محمد السنوار، لا يرغب حقاً في تنفيذ الاتفاق.
والحقيقة، أن إعلان حماس جاء في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً وتشن عمليات عسكرية مستمرة، لكن قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وملف إعادة إعمار غزة، من القضايا الأكثر تعقيداً في المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، وهو ما كان متوقعا من قبل ترامب، الذي اتهم محمد السنوار بالتلاعب بالمفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية دون نية حقيقية لتنفيذ التزاماته.
وفي حال استمرت حماس في المضي قدما في قرارها رغم استبعادي ذلك، وتوقعاتي بقرب الوسطاء المصريين والقطريين بالتوصل الى حل وسط، إلا أن أول السيناريوهات المتوقعة، هو الدخول في تصعيد عسكري جديد، والدخول في جولة جديدة من المواجهات بين إسرائيل وحماس، خاصة إذا استمرت الضغوط العسكرية والاقتصادية على غزة.
ومن المتوقع أيضا زيادة التوتر في العلاقات الدولية، والتأثير على الجهود الدبلوماسية التي تقودها دول مثل مصر وقطر للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، بالإضافة الى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة خاصة في ظل عدم وجود اتفاق لإعادة الإعمار.
إن قرار حماس بإنهاء الصفقة وعدم الاستمرار في تقديم الالتزامات المفروضة عليها، يعكس استمرار التعقيد في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنني أميل إلى سيناريو تدخل الوسطاء لانهاء الملف والضغط على الطرفين للالتزام بالاتفاق المكتوب، رغم جعجعة ترامب ونتنياهو، فقرار حماس المفاجئ لم يكن سوى ورقة ضغط للحصول على شروط أفضل، والزام إسرائيل بإدخال كميات المساعدات والخيم والكرفانات التي كان متفق عليها، وإلا لما أعلنت المؤسسة الإسرائيلية الأمنية ذاتها بأن حماس لم تخرق الاتفاق.. وهذا السيناريو هو الأقرب خصوصا بعد افراج حماس عن 3 أسرى إسرائيليين السبت..