“حلمك يعيشك رغم رحيلك”.. “” باقية رغم الصعاب
تمر اليوم الذكرى 28 لرحيل أحد أعمدة “” وواحد من مؤسسيها، الصحفي ورئيس التحرير السابق عمر أورتيلان، القامة التي فقدتها “” والساحة الإعلامية في الجزائر، بتاريخ 3 أكتوبر 1995، ذلك اليوم المشؤوم، يوم رحل عمر بيد جبانة اغتالته غدرا، فرحلت معه أشياء كثيرة وجميلة.. لا نزال نفتقدك إلى اليوم يا عمر رغم مرور هذه السنوات، إلا أننا نتحدث عنك بقصد أو دون قصد، فبمجرد الحديث عن “” يفرض اسم عمر مكانه في الحديث، كيف لا وهو الذي كان ينتظر ميلاد “” كالأم التي تنتظر مولودها الأول.. بل وجعلتَ من “” بيتك وعائلتك.. كنت تسهر على كل صغيرة وكبيرة تخص “”، بل وفرضت عليك ظروف تلك الفترة المبيت بمقر الجريدة لعدة ليالٍ، نعم كان “” حلم عمر الذي تحقق، ولكنه لم يعش ليراه باقيا وشامخا رغم الصعاب.
كانت حياة عمر بسيطة في مظهرها، لكنها معقدة متشعبة من داخلها، كانت يومياته بين مسكنه بالحي الشعبي بلوزداد إلى مقر دار الصحافة الطاهر جاووت بالجزائر العاصمة، وما أقصرها من مسافة، لكنها كانت تحمل آفاق عمر وطموحاته التي تعدت حجم بلد بأكمله. كان صمته الكثير يحمل ثرثرة وأفكارا لا تنتهي، وأسئلة دون أجوبة.. كانت “” إحدى نوافذ عمر للتعبير عن غضبه ورفضه، وكانت الكتابة عن الصداع الذي كان يحمله في رأسه الصغير الملجأ في فترة كان عموم الشعب ينجو بيومياته هروبا من الموت الذي يلاحقه، كانت “” متنفس عمر وجرعة مسكن للألم واليأس الذي كان يسكنه في ذلك الوقت.. لكن تشاء الأقدار أن يرحل عمر ويترك “” تواصل مشوارها الحافل بالإنجازات والعقبات أيضا، ليبقى مشعلها مشتعلا رغم رياح الصعاب، ولتبقى أيضا رائحتك فيه لن تغادره ولن تغادرنا ما حيينا.