أمد/ تل ابيب: وافقت حكومة حكومة دولة الاحتلال على إعلان شم الشيخ حول إنهاء الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 24 ساعة لتبدأ عملية تبادل الأسرى بعد ذلك.
وأفادت مصادر رسمية، بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت، في جلستها الطارئة فجر يوم الجمعة، على الخطوط العريضة لاتفاق يقضي بإطلاق جميع الأسرى في قطاع غزة، إلى جانب التوصل إلى تسوية تنهي الحرب المستمرة منذ أشهر.
وذكر مكتب بنيامين نتنياهو أن الحكومة صادقت على “الإطار العام للاتفاق”، في خطوة تعد الأهم منذ اندلاع الأزمة. وبحسب قناة “القناة 12” الإسرائيلية، فإن الاتفاق يشمل تفاصيل متعلقة بآليات الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار بشكل متبادل.
إلا أن هيئة البث العبرية (كان) أشارت إلى أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسئيل سموتريتش صوتا ضد الاتفاق، مما يعكس انقساما داخليا داخل الائتلاف الحكومي حول شروط الصفقة.
بداية اعادة الانتشار
وأفادت تقارير فلسطينية، فجر يوم الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ الانسحاب بشكل تدريجي من قطاع غزة، تنفيذاً لبنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وذكر شهود عيان في قطاع غزة بأن آليات جيش الاحتلال بدأت الانسحاب من عدة مناطق في قطاع غزة، حسب الخطوط المتفق عليها في خطة ترامب.
ويأتي هذا التطور بعد مفاوضات مكثفة بوساطة دولية، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وسط توقعات بأن تُعلن تفاصيل الاتفاق الكاملة خلال الساعات القادمة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت متأخر من ليلة الخميس/ الجمعة، أن إسرائيل وحركة حماس وقعا اتفاقا شاملا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ بوساطة مصرية ومشاركة أمريكية مباشرة.
الاتفاق، الذي يحمل عنوان “إنهاء شامل لحرب غزة”، ينص على إطلاق سراح جميع الأسرى البالغ عددهم 48 أسيرا، بينهم 20 على قيد الحياة و28 متوفى (منهم 4 غير إسرائيليين) خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الخطة.
كما يشمل الإفراج عن 250 أسيرا فلسطينيا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1700 معتقل من سكان قطاع غزة، اعتقلوا بعد 7 أكتوبر ولم يشاركوا في الهجوم، فضلا عن 22 قاصرا من غزة في الظروف نفسها.
تأخر انعقاد المجلس الوزاري السياسيالأمني (الكابينت)، وكذلك جلسة الحكومة التي كان مقررا أن تبدأ السادسة مساء، لأكثر من أربع ساعات، بسبب خلافات داخلية حول قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم. وغاب نتنياهو عن بداية الجلسة، إذ كان يجتمع مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين وصلا إلى إسرائيل قادمين من شرم الشيخ حوالي الساعة 6:00 مساء.
وشارك ويتكوف وكوشنر، في خطوة غير مسبوقة، في جلسة الحكومة لنحو نصف ساعة، قبل أن يخرجا على وقع تصفيق من الوزراء، ليعلن لاحقا عن موافقة الحكومة بأغلبية ساحقة، رغم معارضة وزراء من حزبي “عوتسما يهوديت” والصهيونية الدينية، باستثناء النائب أوفير سوفر.
ودافع رئيس فريق التفاوض الإسرائيلي، نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، عن الاتفاق، قائلا:
“أنا أيضا أجد صعوبة في إطلاق سراح الإرهابيين، لكن هذا هو الثمن الذي علينا دفعه. علينا أن نتقبله.”
في المقابل، اعترض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بشدة، مذكرا بإطلاق سراح يحيى السنوار في صفقة سابقة، وقال: “لدينا ذاكرة قوية… لن تطلقوا سراح قتلة في الولايات المتحدة أبدا. حماس هي هتلر، ولا يمكن التصالح معها.”
ورد ويتكوف بقصة شخصية عن فقدان ابنه، وطلب المغفرة من عائلة المسؤول، لكن بن غفير أصر:
“الذين قتلوا أبناءنا في 7 أكتوبر لا يستحقون المغفرة.”
عقب إعلان ترامب أن “الحرب انتهت”، أكدت مصادر إسرائيلية أن إطلاق سراح الأسرى سيبدأ يومي الاثنين أو الثلاثاء. ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور موافقة الحكومة، بينما بدأت الاستعدادات اللوجستية في غزة لتسليم الأسرى.
وتنص بنود الاتفاق على أن جثامين 360 فلسطينيا ستنقل إلى غزة وفق معادلة: 15 جثة مقابل كل أسير إسرائيلي متوفّى.
ويشترط الاتفاق أن يرحل الأسرى المحكومون نتيجة عمليات نفذوها وأدت لقتل إسرائيليين إلى غزة أو دول خارجية مثل تركيا، وقطر ولا يسمح لهم بالعودة إلى إسرائيل أو الضفة الغربية.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستشارك في قوة مهام دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، إلى جانب الولايات المتحدة وقطر ومصر. وستتولى القوة ثلاث مهام رئيسية: إيصال المساعدات الإنسانية، تحديد مواقع الضحايا وجمع الجثث، ومراقبة وقف إطلاق النار.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “لا ننوي استئناف القتال. أولوية المرحلة المقبلة هي نزع سلاح حماس، لكن أولًا يجب تنفيذ الاتفاق بالكامل من الطرفين.”