حكومة الاحتلال في حالة تعفن متقدمة
بلغت الخلافات داخل حكومة الاحتلال درجة توحي أن الانفجار وارد الوقوع في أي لحظة.
النتن ياهو يمنع مديرا الشاباك والموساد من حضور اجتماع أمني حساس اليوم، يضاف إلى ذلك إلغاء النتن أمس مناقشة ما يسميه “غزة بعد الحرب” بعد ضغط المتطرفين في حكومته، وزير المالية سومتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير.
الوضع الداخلي في المجتمع الصهيوني المحتل، كان قبل السابع من أكتوبر الماضي، مرتعا لخلافات عميقة ترجمتها مظاهرات ضخمة مناهضة لتعديلات قانونية وحرب ضروس بين وزراء الحكومة الواحدة.
وجاءت معركة طوفان الأقصى لتوسع الشرخ بين هاته المكونات وان اتقت على ابادة الشعب الفلسطيني فان اختلافها عميق على من يتزعم المشهد.
فالمتطرفون في الحكومة، ورغم بشاعة ما يقوم به النتن ياهو في غزة، يعتبرون أن هذا غير كاف، وما تصريح أحد الوزراء منهم في الأيام الأولى من العدوان عن إمكانية إطلاق قنبلة نووية على غزة إلا دليل على وحشية هؤلاء من جهة، ويشير أيضا إلى أن مأزق النتن ياهو هو متاعب تسيير حرب استوحل فيها ومتاعب تسيير ائتلاف حكومي هش وبركاني.
فلم يتردد بايدن بوصف هذه الحكومة بالأكثر تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني، هذا التصريح الصادر منذ أسبوعين كان مصدر ضغط إضافي على أكتاف النتن ومن أهم حليف، فالرسالة واضحة سقوط الحكومة كليا في أيادي المتطرفين يعني تراجع أكبر للتأييد الأمريكي.
وهذا يتناسق مع كشفه موقع “مونيتور” اليوم، أن مسؤول بارز في الائتلاف قال “أن شيء يخيف نتنياهو أكثر من استقالة غانتس وآيزنكوت” وهما “أقل الوزراء تطرفا” ومغادرتهم الحكومة يصبح النتن تحت سيطرة بن غفير وسموتريتش ولن يترددا في إسقاطه في أي لحظة وفي عزة العدوان.
إلى كل هذا يضاف شرخ آخر، وهو الأخطر بالنسبة للكيان ويتعلق بالعلاقة شبه العدائية بين النتن والأذرع الأمنية للكيان في مقدمتها الجيش، فالثقة منعدمة بينه وبين قائد أركان الجيش إلى درجة تفتيش هذا الأخير حين حضوره الاجتماعات خوفا من حمله أجهزة تسجيل.
وحتى مع الجنود البسطاء العلاقة الأقل ما يمكن القول عنها أنها ليست على ما يرام، فكم من مرة رفض جنود مصابين بجروح زيارة النتن لهم في عدة مستشفيات.
الجزئية الأخرى التي قد تعجل بانفجار حكومة الاحتلال، هو تزايد أخبار تفيد بتباطؤ الإدارة الأمريكية في مد الكيان بالأسلحة والذخيرة وهي إستراتيجية احتكمت إليها إدارة بايدن للضغط على الكيان لإنهاء هذه الحرب بعد أن تزايدت الضغوط الداخلية على بايدن وبعد أن ألحقت المساندة الكاملة لواشنطن للإبادة في غزة أضرارا غير مسبوقة بصورة أمريكا.
ويبقى أكبر ضربة وجهت لهذه الحكومة النازية، هي صمود الشعب الفلسطيني وانجازات المقاومة التي وجهت اليوم صفعة كبيرة للنتن وجيشه بإطلاق رشقة صاروخية من أين؟ من شمال غزة التي قيل أنها منطقة تحت السيطرة وطرد منها كل المقاومين.
فلا شيء بأيدي النتن ليخفف الضغط عنه، لا أسرى تم تحريرهم ولا انجازات تذكر في غزة “يقابل” بها جبهة داخلية لا تنتظر إلا شيء طي صفحة اسمها “النتن ياهو”.