أمد/ المغازي زياد عوض : في أرضٍ تكسوها الخيام بدلاً من البيوت، وتُغلفها رائحة الغبار والرماد، تسكن سعيد حسن الرنتيسي، وهي نازحة من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، بعدما فقدت منزلها بالكامل خلال التصعيد الأخير على القطاع.
من مخيم لقاء في المغازي، وتحديدًا على أرضٍ تبرع بها أحد فاعلي الخير، من عائلة ابو مزيد تروي الرنتيسي قصتها بصوتٍ يملؤه الحزن والحنين إلى منزلها الذي صار ركامًا.
تقول الرنتيسي:
كنا في بيتنا في غزة وفجأة بدأ القصف والاجتياح، ما قدرنا نأخذ شيء معنا. طلعنا على أمل نرجع نلاقي البيت مثل ما تركناه، لكن لما رجعنا قبل الهدنة الأخيرة، لقيناه مدمر تمامًا.
الرنتيسي فقدت كل ما تملك هي وابنتها، حتى إيجار الأرض لم تعُد قادرة على دفعه، غير أن أيادي الخير كانت حاضرة.
الحمد لله، أهل الخير فتحوا أرضهم وساعدونا، بارك الله فيهم وجزاهم الله كل خير”، تضيف بابتسامة باهتة تخفي خلفها مرارة الفقد.
اليوم، تعيش الأسرة في خيمة متواضعة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. المياه النظيفة لا تصلهم إلا مرة أو مرتين في اليوم، وأحيانًا تمر أيام دون أن تصل إطلاقًا.
احنا عايشين على التكية والمياه الحلوة، والأكل بسيط رز وعدس ومعكرونة والمخيم بيساعدنا قد ما بيقدر، بس الحياة صعبة جدًا”، تقول الرنتيسي.
ورغم كل المعاناة، تبقى الأمل حاضرة في كلماتها:
وقف إطلاق النار فرّحنا، لأنه بيوقف سفك دماء المسلمين، بس الأمل الحقيقي لما نرجع بيوتنا ونعيش بأمان مثل زمان.
وفي ختام حديثها، تنظر الرنتيسي إلى الأفق بعينين مثقلتين بالتعب لكنها مملوءتين بالإيمان:
احنا خسرنا كل شيء، بس ما حدا بعوضنا إلا ربنا سبحانه وتعالى. بنحمده في كل حال، وبنتمنى نرجع يوم ونلاقي بيتنا واقف من جديد.
