أمد/ أريد تحقيق العداله ومحاسبة الموظف الذى تركني اتألم وأصرخ وأبكي طوال الليل واستهتر فى حياتي
هناك اختراقات كثيرة يمكنكم الإستماع إليها من النزلاء المتواجدين داخل سنتر الكاريتاس فى مدينه شيربينهوفيل زيكيم
ولقد حصلت على الإنذار الاول تقريباً فى شهر مارس الماضي لأنني قدمت عده شكاوي بالأطفال الذين يسببون لي الازعاج الشديد وعلى فترات متباعدة قدمت ثلاث شكاوى خلال شهر ولم يفعلوا شيئا وفى أحد المرات والأطفال بعمر خمس سنوات حتى العاشره يصعدون اعلي الخزانات الخشبية المرتفعة ويقفزون على الطاولات ويضربون الكراسي بالأرض وفى الجدران ويضربون مواسير التدفئة وصورت لهم فيديو بذلك وطلبت من الموظفة “دومنيك” أن تأتي وتشاهد ذلك بنفسها ولكنها رفضت وقالت لديها عمل وربما بعد ساعة تذهب وتشاهد ذلك فما كان مني إلا أن انفعلت وفى يدي كرتونه رميتها بالأرض فكتبت بذلك تقرير واعطوني انذار كان ذلك الانذار والتحذير الأول وبعدها اعتزلت التخالط أو الجلوس مع أحد وإن تقابلت صدفه مع أحدهم اقول له (مرحبا ) ( صباح الخير) ( مساء الخير) فقط لا غير
وعندما كتبت شكوى فى الموظف عبدالله ارسلت لي المديرة وكانت تجهز لي إنذار آخر وتقول انت تسيء إلى موظفيني فقلت لها ذلك غير صحيح
وطلبت مني التوقيع على الإنذار الثاني فوقعت لها كالتالي ( هذا قرار ظالم ومجحف وغير مقبول أن تعاقبيني وتتجاهلي كل أخطاء الموظف هذا قانون ساكسونيا)
وأيضاً كلما رأيت مخالفة يفعلها المقربين من إدارة السنتر أكتب لهم شكوى على الواتس أب أقول لهم فيها ذلك قانون ساكسونيا والكاريتاس بأنكم لا تطبقون القانون علي الجميع ويمكنكم مشاهده كل تلك الرسائل بيني وبينهم
هناك ظلم كبير وتفرقة فى المعامله فى كل شيء من خدمات داخل السنتر وغيرها وكذلك أي شخص يقدم شكوى وأى قرار يصدر بحق شخص ما تجد هؤلاء المقربين من مديرة السنتر على علم به قبل صاحب القرار فلا يوجد أمانه مهنية يتم تسريب كل شيء يتعلق بنزلاء السنتر
وبعد إجراء العمليات الجراحية الثلاثه تدعي مديرة السنتر أنني اتطلب منها كثيرا وأنني طلبت فرشة طبيه
الموضوع كان كالتالي فى اليوم الثانى من إجراء العمليات الجراحية أتي الطبيب الجراح وله جزيل الشكر والتقدير للإطمئنان على صحتي وسألني عن الوضع الصحي وهل لدي سرير طبي وفرشة طبية ؟
قلت له نعم لدي سرير كان عند أحد النزلاء وغادر السنتر ولكن السرير بحالة متوسطة والعاملين فى السنتر قاموا بفحص السرير مرتين وقالوا إنه بحاجة إلى إصلاحات أما الفرشة الطبية فلا يوجد فما كان من الطبيب الجراح إلا أن قام بكتابة تقرير أوصي فيه بسرير طبي وفرشة طبية وأخذت زوجتي التقرير وقدمته إلى عيادة السنتر وعندما عدت من المستشفى إلى السنتر قبلت بنفس السرير بحالته المتوسطه وقاموا بتغيير الفرشة ووضع فرشة عاديه جديده وقبلت بذلك ولم أعترض
للأسف مديرة السنتر من يحاول إيصال تلك الانتهاكات لأى جهة خارجية تقوم بطرده وتلفق له الإتهامات وتجعله أسوء شخص حتى تجد لنفسها مبرراً بالطرد والنقل من المكان .
أتمني منكم إرسال لجنه تجلس مع نزلاء السنتر بمفردهم أو التواصل معهم بالهاتف بشكل فردي أو كما ترون لمعرفة الحقيقة وإنني أكتب بهذه القصة عن تجربتي لما تم اتهامي به باطلاً وظلماً لقد آلمني ذلك التصرف بأن تقوم بنقلنا كنوع من العقوبة لمجرد أنني أرسلت الشكوى إلى الفيدازيل على الإيميل ولم تراعي ظروفي الصحيه الصعبة وما أنا به من آلام ورغم توصيات الطبيب الجراح بالراحة التامة والمشي قليلاً وعدم التحرك كثيرا وعدم بذل أي مجهود ويمنع حمل أي شيء أو الانحناء اول 12 أسبوع وأن أخضع للعلاج والراحة ورغم ذلك لم تأخذ هذا بعين الإعتبار وكان قرارها الانتقام مني لمجرد أنني أوصلت الشكوى إلي الفيدازيل على الايميل ( [email protected] ) والغريب أن هذا الايميل أعطتني إياه الموظفة المحامية التي ارسلتها مديرة السنتر للجلوس معي قبل اللقاء مع مديرة السنتر بيوم قالت إذا لم يعجبك قرار المديرة يمكنك رفع الشكوى إلى الفيدازيل على هذا الإيميل فى أنتويربين وهنا أضع أكثر من علامة إستفهام لماذا أنتويربين وليس بروكسل ربما هذا الايميل والقائمين عليه لديه علاقة بمديرة السنتر وأرجو من الجهات المسئولة التحقق من ذلك لأن هناك اختراق للقانون ولم تكن الإجراءات بالشكل الصحيح ولقد كتبت لكم القصة بإختصار فهناك الكثير من الأشياء يمكنكم الاستماع إليها من نزلاء السنتر والمقيمين فيه وما يتعرضون له من ظلم شديد وإنني أتمني أن يكون هناك رقابة من الهيئات العليا على مراكز اللجوء لمنع تكرار ما حدث من ظلم لكثير من اللاجئين فنحن عانينا الكثير من الظلم والاضطهاد فى بلادنا وأتينا بحثاً عن الأمن والأمان وأعلم جيداً بأن ما يحدث داخل مراكز اللجوء هى إخفاقات فرديه ولا تمثل نظام المملكه البلجيكية العريقة
ومثل هذه الإخفاقات رغم أنها فرديه ولكن يجب التحقيق فيها ومنع تكرارها لتبقي المملكه البلجيكية الرائعة هي بلد النظام والقانون والعدالة والحريات
كان يجب عليهم الأخذ بعين الاعتبار بأن معظم من لجأوا إليهم مروا بظروف صعبه وقاسية فى بلادهم منذ الطفولة حتى أن وصلوا إليهم بحثاً عن الأمن والأمان لقد عشنا فى بلادنا الأصلية شتى أنواع الظلم والاضطهاد والمعاناة ومازلنا نعيش ذلك فما زالت عائلاتنا هناك ونحن لسنا بمعزل عن الأهل والأصدقاء والكل يعلم جيداً ويتابع ما يجرى فى قطاع غزة بفلسطين وعائلتي تعيش هناك وتتعرض للحرب الإسرائيلية والإباده الجماعية ووالدتي مريضه وبحاجة إلى رعايه صحيه ماتت بسبب نقص الخدمات الصحيه ونظراً لما يجري فى قطاع غزة من تدمير ممنهج ومقصود للقطاع الصحي فإن آلاف المرضي حرموا من أبسط حقوقهم فى الحياه وهو العلاج ولكم أن تتخيلوا المشهد حين تذهب إلى المستشفى تجد مئات الحالات الحرجة على الأرض فى أروقه المستشفى والممرات وساحات الأقسام وكثير من الأجهزة الطبيه معطله وكثير من العلاجات الضرورية غير متوفره فأصيبت والدتي بجلطات وجري نقلها إلى مستشفى شهداء الاقصى فى مدينه دير البلح ولم تجد سرير طبي فكانت على الأرض ملقاة على فرشة من المنزل لساعات طويلة ويحاول الأطباء جاهدين إنقاذ حياتها وتقديم لها الرعايه الصحية ولكن للأسف الوضع العام كارثي وبسبب نقص الإمكانيات المتاحة ونقص الرعاية الصحية ماتت امي بتاريخ 6/7/2024 وهذا حال آلاف المرضى فى قطاع غزة يموتون بلا سبب أو أي ذنب لهم .
ما أشعر به الآن ليس مجرد حنين أو ألم، إنه شعور بالفقد الذى لا يمكن تعويضه، الفقد الذى يترك فراغاً لا يملؤه شيء. لقد حرمت من وداعك يا امي ، حرمت حتى من احتضانك وتقبيلك للمرة الاخيرة .
فقدنا الأمل في غزة ونعيش اسوء مراحل الحياة وهي مراحل الإحباط الشديد والفقد الكامل والغياب لأي شعاع نور أو بصيص أمل لقد تركنا نواجه مصيرنا المحتوم بالموت والمحفوف بالمخاوف والمخاطر الكبيرة من نزوح إلى نزوح وفقر وجوع ومرض وألم وحرمان ورعب شديد والموت يلاحقنا في كل مكان وكل خطوة
لقد مات كل شيء فينا في قلوبنا فى غزة وننتظر أن ندفن أحياء لعل في الموت راحة أكثر مما نعيشه الآن من عذابات الحياة
الإحتلال الإسرائيلي وأعوانه جميعهم مجرمين وشركاء فى قتل اطفال ونساء قطاع غزة بفلسطين، لذلك كتبت تلك القصيدة بعنوان “لا شيء يؤلمني أكثر”
لا شيء يؤلمني أكثر
فكل شيء من حولي يقبر
الموت تم الموت فماذا أكثر
سمائي تعج بسلاحكم الأغبر
بارود مشتعل محترق لونه أصفر
شهيد تلو الشهيد يودع شهيد
وأشلاء أطفالي تحترق ورماد اسود
أبحث عنها تحت الركام واتودد
رفقا أيها الباحثين فقلبي يتهجد
وأحفر بيدي العاريتين رفقا
بصغيري الذي سلبة الموت عنوة
لا شيء تحتى يمكن أن يحفر
يقف في العراء طفل صغير آخر
يراقب، ويصمت، ويسأل، ثم يقرر.
هل سأموت أنا التالي غدراً
أو هل يمكنني العيش لأكبر
يا صغيري نعيش في عالم كله عهراً
أيها القوم سيلعنكم التاريخ دون عذراً
وطفله صغيرة تبكي أين عصفوري الأخضر
كل شيء قتل الحجر الشجر البشر
ومازالوا يريدون سفك دمنا وأكثر
لتعلوها دباباتهم وفوق جثتنا تبحر
أيها المحتل إن اكتفيت أرحل
فمازال فينا صغيراً لوجودكم لا يقبل
تجعلون كل شيء من تحتنا مزلزل
ففلسطين وطن حر أبى مجلجل
ويخيم علي قلبي الحزن الشديد، لقد رحلت أمي بتاريخ 6/7/2024 وغاب حنين الشمس رحلت أمي بعدما مرضت وتعبت ولم تجد أبسط مقومات الحياة من دواء وغذاء، تمرض فى قطاع غزة فلا تجد سرير طبي ولا تجد الدواء وتبقي تصارع المرض حتي تموت .
يعز علينا أنها تعبت ولم أكن بجانبها وأنها رحلت دون أن اعانقها وأنها دفنت دون أن أحملها وأصلي عليها صلاة الجنازة وأكون بالقرب منها وأقبلها
يؤلمنا أننا فى قطاع غزة نموت على مذبح الإنسانية المزيفة وديمقراطية كاذبة حين ينادي العالم كله بحماية حقوق الإنسان والحيوان وحماية الطفل ويضعون القوانين وهم أنفسهم أولئك الذين يمنعون عن أطفال ونساء غزة ابسط حقوقهم من غذاء ودواء وحتى الماء ويقتلوننا بصواريخ إنسانيتهم الكاذبة، حين تقدم الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الإحتلال الإسرائيلي 90 ألف طن من المتفجرات تم رميها على أطفال قطاع غزة ليكون نصيب كل إنسان من تلك المتفجرات ما يعادل 45 كيلو جرام منها حتى نهاية يوليو 2025
وساهمت أمريكا في توفير الغطاء للإحتلال الإسرائيلي وارتكاب جرائمه البشعة بل هى شريكة فى الإبادة الجماعية التى ترتكب بحق أطفال ونساء قطاع غزة ولقد عطلت امريكا عشرات القرارات فى مجلس الأمن الدولي وتواطأت دبلوماسياً عندما خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بأكثر من مشروع وادعي بأن إسرائيل توافق عليها وعندما قبلتها المقاومة الفلسطينية في غزة انكشف الوجه الحقيقي لهما وألغى وجودها .
إنهم المجرمين الذين يقتلوننا كل يوم
هم قتله الأطفال والنساء هم من قتلوا أمي حين مرضت وذهبت إلى المستشفي ولم تجد سرير طبي وبقيت على الأرض هي ومئات المرضي ولم يجدوا رعاية طبيه ولم يجدوا الدواء فمن المسئول عن ذلك ؟
إنهم اصحاب ازدواجية المعايير والقتلة تحت ستار وقناع حقوق الإنسان ومؤسسات لا تعدل بين شعوب الأرض المضطهدة بدءاً من المفوضية الأوروبية ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان جميعهم شركاء فى قتل أمي وقتل أطفال ونساء قطاع غزة بفلسطين بسبب الصمت على جرائم الإحتلال الإسرائيلي.
ما عاد قلبي يحتمل المزيد من الألم حين أشاهد قطاع غزة الذى أعرف كل مكان فيه جيداً وأشاهد حجم الدمار الكبير وعدد الموتي كل يوم ومئات المجازر ارتكبت بحق الأبرياء
وفقدت الكثير من الأهل والأصدقاء والجيران والأحبة حتى فاق عددهم الثلاثمائة شهيد وأكثر فما عاد قلبي يحتمل .
ولسان حال الجميع يتساءل هل سنموت قطعة واحدة أو أشلاء مبعثرة وهل سنموت بقصف صاروخي أو ونحن محاصرين سنموت برصاص الجنود، وهل سيتمكن الأقارب من دفننا أو سنبقى تحت الركام ننزف حتى الموت والتحلل
وهل سيجدوننا جثة كاملة ويتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع علينا أو سوف نتحلل وربما تأكلنا الكلاب بالطرقات عندما تجدنا جثت ممزقة ومتناثرة وهل سيتم أسرنا وتعذيبنا تم قتلنا أو سيقتلونا فور أن يصلوا إلينا ونحن محاصرين، هل سيتم إصابتنا ونقلنا إلى المستشفى أو سنموت بسرعة وهل ستكون إصابتنا بقذيفة دبابة أو صاروخ زنانة أو رصاص جندى حاقد أو برصاص طائرة درون، كيف سنموت ؟
هل سنموت ونحن نبحث عن كسره خبز لنسد فيها بطون الجوعى كي لا يموتوا جوعا أو هل سنموت ونحن ننتظر كسر الحصار وفتح الحدود ليسمح لنا بالسفر والعلاج والبحث عن جرعة علاج لإنقاذ حياتنا مما فتك بآلاف الناس فى قطاع غزة من المرضى الذين حرمهم الإحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة فى قطاع غزة من هذا الحق الإنساني بالعلاج ومنع عنهم دخول الدواء وإجراء العمليات الجراحية بعيدا عن غزة مما يضطر الناس لتحمل مشقة وعناء السفر بحثا عن ما ينقذ حياتهم .
كيف سنموت ؟
ذلك هو السؤال الذي لا يفارق أحد فى قطاع غزة كيف سنموت والكل اصابه اليأس والإحباط والكل يدرك بأنه سوف يموت ولكن أصبح للموت حلم وهو أن نموت دون تعذيب وان نموت ونحن بجسد كامل وان يقوم بدفننا الاحبه والذين غالبا يموتون برفقتنا .
متي تتوقف الحرب ويعم السلام
ذلك الوجه الحقيقي للمتخاذلين والذين تغيب ضمائرهم أمام القضية الفلسطينية
وهنا سوف اكتب عن رحيل الفؤاد وغياب حنين الشمس سوف اكتب ليس بحبر القلم وإنما بالدموع عن رحله أمي مع المرض، لقد عانت أمي كثيرا على مدار سنوات طويلة وهي تبحث عن العلاج، كانت دوما لا تريد أن يرافقها للطبيب والمستشفيات داخل قطاع غزة أو بالسفر للعلاج بالخارج إلا أنا وكأنها تقول لي حتى تكون على اطلاع واسع بأدق التفاصيل التي عشتها وتخبر العالم عن ذلك مستقبلاً تكتب كيف عاشت وعانت أمك وآلاف المرضى في غزة تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي وحرمنا من أبسط حقوقنا في الحياة .
شيء مؤلم عاشته والدتي واعيشه أنا وكافة أصحاب الأمراض المزمنة حين تمرض وتحتاج للعلاج والرعاية الصحية وهي أبسط حقوقك كإنسان ويحول بينك وبين علاجك قله الإمكانيات وتعطل الأجهزة الطبية والعدد الكبير من المرضى وكثير من العمليات الجراحية لا يمكن إجراؤها داخل مستشفيات قطاع غزة بسبب قلة الإمكانيات وخطورة العمليات وعدم توفر العلاجات مثل اليود المشع وأجهزة المسح الذري وغيرها، مما يضطر المريض للسفر للخارج لتلقى العلاج وبذلك يبدأ فصل جديد من المعاناة .
وهنا سوف اكتب إليكم عن سنوات من الحرمان عاشتها والدتي وهي حالها كحال آلاف المرضى في غزة.
أصيبت والدتي في سن مبكر بمرض السكري الذى أصبح علاجها تناول الأنسولين وكذلك الضغط المرتفع ومع مرور السنوات تأثر القلب واضطرت لإجراء عمليه قلب مفتوح فى مستشفيات الداخل المحتل في مستشفي المطلع بالقدس المحتلة، وهي المرة الوحيدة التي سمح لها بالدخول وتلقى العلاج، وبعدها بدأ مرض السكري يؤثر بشكل مباشر على الشرايين والأطراف، عاشت والدتي كل الحروب وسنوات الحصار التى كنا بصعوبة بالغة نستطيع إيجاد الدواء لمريض السكري والضغط والقلب المفتوح وعلاجات الشرايين وبالمتابعة مع الأطباء في قطاع غزة تم إجراء عمليه الشرايين بالقدم اليمنى بعدما فشلت كل المساعي للسفر في ظل إغلاق معبر رفح البري المستمر والذى بالكاد يفتح ويسمح بسفر لعدد قليل في حين أن هناك آلاف الراغبين بالسفر من أجل العلاج وأمور أخرى ضرورية ولكننا لم نتمكن من السفر وحفاظا على حياتها اضطررنا لإجراء العمليه الجراحيه في قطاع غزة مستشفى دار الشفاء وللأسف لم تكن على ما يرام ومن حسن حظنا أن المعبر فتح تلك الفترة وسمح لنا بالسفر ولكنه للأسف بعد فوات الأوان وصلنا إلى معهد ناصر الطبي في القاهرة وكانت من أصعب رحلات العلاج .
حين وصلنا وضعونا فى غرفة بها عدد من المرضي وكانت والدتى تتألم كثيراً وبحاجة إلى رعايه أكثر فطلبت من إدارة المستشفى أن يضعوا والدتي في غرفة مستقله فأستجابوا لطلبي مشكورين وجلسنا في غرفة لا أستطيع أن افارقها سوى لحظات كنت اجلس على كرسي بجانبها وطوال الوقت تتألم رغم أخذ المسكنات والرعاية الصحية وطوال اليوم ليل نهار تارة تقول لي اجلسني وتارة نيمني وتارة اجلسني على الكرسي بجانب السرير وهكذا ربما خلال اليوم الواحد تفوق مئات المرات وحين تغفوا مع العلاج اغفوا أنا بجانبها علي الكرسي أو علي بلاط الغرفة وبعد مرور أيام على هذا الحال تقرر لها إجراء عملية جراحية وحين آتي موعد العملية الجراحية وبعد ساعات من خروجها من غرفة العمليات وهي مازالت نائمة رغم افاقتهم لها بعد الخروج من غرفة العمليات الجراحية لاحظت أن كفة القدم من الاسفل كقطعة ثلج وكذلك في اليوم التالي أن قدمها باردة جدا تختلف عن القدم الأخري والجسم عامة كانت كقطعة ثلج واللون يتغير إلى البنفسجي والأزرق الكحلي فطلبت أن يأتي الطبيب وحضر مشكوراً، وحين قام بالفحص أتصل فوراً بالطبيب الجراح الذي أجرى العملية الجراحية وتقرر باليوم التالي بتر القدم من تحت الركبة كان ذلك اصعب قرار حيث كانت أمي منذ أن خرجت من غرفة العمليات لا تدرك شيئا من حولها فكان قراراً في غاية الصعوبة والألم ولكنه قرار لابد منه لإنقاذ حياتها والوقت ليس في صالحها، ودخلت غرفة العمليات وبترت القدم واعادوا أمي إلى الغرفة واعطوني كرتونه بها قدم أمي مغلفة كان شيء ثقيل جداً بين يدي وأنا أحمل قدم أمي التى بترت وسوف أدفن القدم بيدي ولا ارى أمامي والدموع تنهمر من عيوني فليس هذا ما أتينا من أجله، لقد أتينا لتصبح بخير ولكن إرادة الله شائت أن يحدث ذلك وبعدها بدأت تستيقظ أمي وتريد الذهاب للمرحاض تريد الوقوف لم تشعر بأن قدمها اليمني قد غادرت الحياة ودفنت في أرض مصر
وأتى الطبيب وأخبرها ما حدث ورضيت بقدرها وبقينا داخل المستشفى حتى تعافت قليلاً تم غادرنا القاهرة عائدين نحو غزة وذهبنا مباشرة من المستشفى فى مصر إلى المستشفى فى غزة ولكنه للأسف الجرح بدأ يلتهب ولم يكن على ما يرام رغم كل المحاولات فإضطررنا إلى بتر القدم مرة أخرى من فوق الركبة وهذه المرة أقترح الأطباء أن لا يتم وضع خيط الغرز بعد البتر وتركت القدم هكذا مفتوحة حتى أصبحت أفضل تم عدنا للمنزل وكل يوم يأتيها الممرض الحكيم وكان ذو خبره فائقة جداً جداً فى كل شيء كان يعقم الجرح المفتوح بعد البتر بماء الأكسجين المخفف ويستخدم مرهم فيسيدين إتش مع عسل نحل طبيعي ويضعه على الجرح الكبير لمدة أربعة أشهر وكان الجرح يضمر ويغلق حتى تعافت وأغلق الجرح بالكامل .
وكانت أمي تمارس حياتها وتستعين بكرسي متحرك بمساعدتنا فى الجلوس بالصاله لتشاهد التلفاز تخرج لزيارة بعض الأقارب تستطيع الإعتماد على يديها بمساعدتنا وهكذا لعده سنوات حتى خانتها صحتها مجدداً وكان السكري يؤثر على النظر لديها حتى ضعف كثيراً تم أصابتها جلطة مجدداً ومن بعدها لم تقوى على استخدام يديها وتفعل ما كانت تفعله من قبل واحضرنا لها معالج فيزيائي وطبيعي ويقوم بكل التمارين اللازمة وغيرها على أمل أن تتحسن يدها ولكن للأسف لم ينجح ذلك .
وبقيت أمي في داخل الغرفة ثلاثة أشهر وأكثر ونفسيتها تعبت كثيراً والحزن يخيم على وجهها وأنا أجلس معها معظم أوقاتي وقلبي يتمزق ألما ماذا أفعل أريد لأمي أن تكون أفضل .
خلال تلك الأشهر وأمي لم تخرج من الغرفة كنت أبحث وأراسل الشركات الطبية وزرت معظم الشركات الطبية فى قطاع غزة وأبدوا تعاونهم ولكنهم للأسف ليس لديهم ما يلبي احتياجات أمي فكل ما لديهم سرير طبي مثل الذى فى المستشفيات أو كرسي متحرك منفصل
وأنا كنت أحاول جاهداً أريد سرير طبي يتحول إلى كرسي متحرك مثل الذى يكون فى الإسعافات .
للأسف لم أجد فكره هذا السرير وذهبت إلى الهلال الأحمر الفلسطيني فى دير البلح وكانوا متعاونين جداً، أخبرتهم قصة أمي وبدأ المسعفين عمليا يشرحوا لي فكرة السرير داخل الإسعاف ولكنه للأسف بشكل مؤقت لا يمكن إستخدامه لمريض بشكل دائم فهو رفيع جدآ وباهض الثمن وغير عملي .
عدت خائبا من جديد والعقل مشغول جداً وأبحث على الانترنت وفى كل مكان عن فكرة لربما من خلالها استطيع مساعده أمي وإخراجها من حالة اليأس التى تشعر بها .
رأيت فيديو لكرسي يفتح من الجانبين والمريض يجلس على السرير ويتم وضع المريض على الكرسى المتحرك وأخذه حيث يريد داخل المنزل وخارجة وقمت بتفصيل ذلك الكرسى ولكنه للأسف لم يتناسب مع ظروف أمي ولم يحل المشكلة .
وذات يوم وأنا أجلس على سطح منزلي أتناول كوب من القهوة و أكتب بالورقة والقلم بدأت أرسم شيئاً تم قلت فى نفسي وجدتها وجدتها تذكرت العالم نيوتن والتفاحه وقانون الجاذبية .
أحضرت كرتونه ومقص وصرت أرسم مجسم السرير وكيف سوف أخذ من السرير جزء ينفصل منه ليتحول إلى كرسى متحرك يكون هذا الجزء تحت المريض وبدأت أتصور القياسات للسرير والكرسي وكيف سيكون شكله .
وفى اليوم التالى ذهبت إلى المدرسة الصناعة وطلبت مقابلة المدير ورحب بذلك وعرضت عليه الفكرة من أجل والدتي وأعجبتهم الفكرة وأبدوا استعدادهم وتعاونهم واقترح أن يكون الكرسى المتحرك يعمل بالكهرباء فقلت لهم لا أحبذ ذلك لأنه سوف يتعطل كثيراً تحت الماء وأيضا الكهرباء تنقطع فى ذلك الوقت قرابة 21 ساعة فى الصيف فى الحر الشديد وفى الشتاء البرد القارص وفى أحسن الأحوال تنقطع 16 ساعة وتأتي 8 ساعات مقسمة جزئين بالنهار والليل وهذا بسبب الحصار الخانق على قطاع غزة.
ثم ذهبت إلى أكثر من حداد عارضاً عليهم فكرتي التى لم يستوعبها الكثير منهم، حتى وجدت حداداً وافق على تنفيذ الفكرة ولكنه اشترط أن يكون العمل بإشراف مباشر مني واتحمل مسئوليته أنا فوافقت .
بدأت فى تنفيذ وتصميم سرير وقوائم من الحديد بطول مترين وبعرض 90 سنتمتر ، تم نأخذ منه الجزء الذى سوف يتحول إلى كرسى متحرك وهو 90 سنتمتر وبعرض 55 سنتمتر قسمتها كالتالي ( الظهر 30 سنتمتر والقاعدة 40 سنتمتر وقطعة أسفل القدمين 20 سنتمتر )
تم ذهبت إلى النجار ووضعت لوح خشب قاعدة السرير وأخذت منه قطعة الكرسي وقسمتها لثلاثة قطع خشبيه تم فى قطعة القاعدة صنعت فتحة بيضاوية الشكل وبعدها حملت السرير وذهبت به إلى ما يعرف بفني تغليف وكسوة كراسى السيارات وطلبت منه وضع طبقات من الإسفنج تم يغلفها بطبقتين من الجلد العازل للمياة تم يغلف قطع الكرسى الثلاثة بواسطه طبقتين من البلاستيك المقوى لمنع دخول المياة .
عند تصميم الكرسى وهو جزء من السرير واجهتني مجموعة عقبات ومنها أيدي الكرسى، فجعلت اليد الخارجية ثابتة وهى مناسبة جداً للمريض واليد الداخليه متحركة يتم رفعها عند فصل الكرسى عن السرير .
العقبة الثانية والتى بصعوبة بالغة استطعت حلها وهى أننى بحاجة لشيء مناسب من أجل فتح وإغلاق ظهر الكرسى وعدت مجدداً لمراسلة الشركات الطبيه للسؤال عن جك للكرسى وللأسف المتوفر لا يتناسب نهائيا لأنه يحتاج لمساحة وشكل لا يمكن والدتي من إستخدام المرحاض والإستحمام وهو ليس عملي، حتى أتت إلى فكره قلت فى نفسي كرسى السيارة يفتح ويغلق وهو قوي جداً فذهبت إلى مكان يباع فيه قطع السيارات القديمة وحين وصلت المكان سألني البائع ماذا تريد؟
قلت له أريد كرسى سيارة فقال لى ما نوع سيارتك ؟
قلت له للأسف ليس لدى سيارة وإنما أريد كرسى من اجل والدتي لآخذ منه الجك للفتح والإغلاق وحين عرف القصة رفض أن يأخذ ثمنه وبعد معاناة حتى قبل بثمن رمزي للغاية، وأخذت الكرسى وعدت إلى الحداد مجدداً وفككنا الكرسى وأخذنا منه الجك فقط وتم تركيبة بزاوية مائلة بحدود 15درجة ليكون ظهر الكرسى عند الفتح والإغلاق مريحا لوالدتي حين تجلس عليه .
تم حملت السرير وعدت للمنزل ووضعت أمي على ذلك السرير وكانت فرحتها عارمة لا يمكنني وصفها لكم كانت كمن عادت إليها الروح وإستعادت ما كانت تقوم به وتذهب للمرحاض والاستحمام وتخرج فى ساحة المنزل بمساعدة شخص واحد دون جهد أو عناء ولقد شعرت بالسعادة الكبيرة وبقيت هكذا لسنوات تقريبا 5 سنوات تم سافرت أنا وبقى إخوتي برفقتها وأتت الحرب بالسابع من أكتوبر من العام 2023 وكالمعتاد الضحيه دوماً هم الأطفال والنساء والمرضى وحرمانهم من العلاج والرعاية الصحية .
وفى شهر يوليو من العام 2024 تعبت أمي واصيبت بلجطة وتم نقلها للمستشفى ولكن للأسف الظروف صعبه جداً لم يكن هناك أبسط حقوق الإنسان لا يوجد سرير للمريض ولا يوجد علاجات وكانت أمي ملقاه على الأرض ومثلها مئات المرضى من الحالات المرضية الحرجة وكانت هناك طبيبة إيطالية متطوعة لها جزيل الشكر والتقدير لقد أتت من أقصى البلاد لإنقاذ أرواح الناس فى قطاع غزة فكانت تلك الطبيبة الإيطالية تحاول إنقاذ حياة أمي وتبكي على ما تراه وفعلت كل جهدها ولكن الإمكانيات شبة معدومة فى حرب يدفع ثمنها المرضى وماتت أمي بتاريخ 6/7/2024 لقد رحلت أمي وحرمت إلقاء نظرة الوداع وحرمت الصلاة عليها وقلوبنا يعتصرها الألم، ألم الموت والفقد والحرمان وألم العيش فى المنفى
كل هذا حدث بسبب نقص العلاج والإمكانات الطبية فى قطاع غزة بفلسطين بسبب الإحتلال الإسرائيلي والحرب على غزة
كنوع من العقاب الجماعي لسكان قطاع غزة هناك نقص فى كل شيء لا يوجد أسره للمرضى لا يوجد رعاية صحيه لا يوجد علاجات، ووضعوا لها أنبوب التغذية من الأنف للمعدة وقالوا لا نملك لها من الأمر شيئاً هناك نقص حاد بالخدمات الصحية وأعادوها للمنزل وبعد صراع مرير مع المرض ماتت ورحلت أمي ليلة السبت 6/7/2024
مشاهد تدمي القلوب لأطفال أصابهم الجفاف وسوء التغذية ونقص الحليب وذويهم بجانبهم ينظرون إليهم والدموع قد تحجرت فى عيونهم من شدة الألم ينتظرون رحيل وموت أطفالهم وآخرون ينزفون .
منهم من فقد أطرافه ومنهم من تمزقت أحشائه ولا سرير طبي لهم يبقون على الأرض ويحاول الأطباء جاهدين بكل ما يملكون من طاقة لديهم إنقاذ حياتهم ولكن بلا جدوي فى ظل غياب الإمكانيات الصحية والعلاج
إلى متى والموت يؤلمنا برحيل الاحبه ورحيل الأطفال والنساء فى قطاع غزة وآلاف المرضى ينتظرون مصيرهم المحتوم بالموت فى ظل ما يتعرضون له منذ سنوات طويلة من حروب الإبادة الجماعية التى تمنع عنهم كل سبل الحياة لا غذاء ولا دواء ولا مأوى والموت يلاحقهم فى كل مكان .
لم تكن أمي الضحيه الأولى رحمها الله بل سبقها آلاف من الضحايا ممن ماتوا لأنهم من قطاع غزة بفلسطين وللأسف فى ظل صمت العالم فلن تكون الأخيرة وهناك آلاف الأطفال والنساء ينتظرون مصيرهم المحتوم بالموت إن لم يتدخل العالم بشكل جدي لوقف الحرب على قطاع غزة ومنع الإبادة الجماعية وتوفير الحقوق التى كفلتها لهم القوانين الدولية والإنسانية والمعاهدات الدولية من أمن وأمان وغذاء ودواء ورعاية صحية، فحتما سيموت المزيد من الأطفال والنساء .
رسالتي إلى أصحاب القلوب الرحيمة وإلى دعاه الإنسانية لقد فقدت أمي ولا نريد أن نفقد المزيد من الأحبة
من قلب موجوع أنقذوا شعب غزة من الموت والإبادة الجماعية ” وكفى ما نحن فيه من ألم وجراح، فنحن حقا بحاجة إلى تحقيق سلام الشجعان الذي يوفر الأمن والأمان والسلام لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا يتطلب جهد أكبر من المجتمع الدولى لفرض الحل وتحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية وينعم الجميع بالحرية والعدالة والاستقلال والعيش بسلام .
