حركة “مقاتلون من أجل السلام” تقيم ندوة في ذكرى النكبة وضد حرب غزة في بيت جالا

أمد/ بيت جالا: أقيمت مساء يوم الخميس في بيت جالا مراسم إحياء الذكرى السادسة على لهذا العام، ركزت المراسم على الشعار: “التشبث بالبيت، التشبث بالأمل”، عبر إحياء الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 وربطها بالهجوم الإسرائيلي على غزة والمعاناة المستمرة في الضفة الغربية. تم بث المراسم مباشرة إلى مواقع عرض عامة وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إسرائيل وحول العالم، وجذبت الآلاف من المشاهدين.
مراسم الذكرى المشتركة ليوم النكبة هي حدث سنوي تنظمه حركة “مقاتلون من أجل السلام” للحفاظ على الذاكرة التاريخية للنكبة، والاعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، والتعبير عن الأمل في بناء مستقبل من الشراكة والحرية والمساواة.
“رحيل بلا عودة” لاجئ يتذكر طفولته في بيت جبرين
تضمنت الفعالية قراءة شهادات من الماضي والحاضر. عبد العزيز قطاشة، لاجئ من بيت جبرين يقيم حالياً في مخيم اللاجئين الفوار، استذكر حياته في القرية التي كانت منزله قبل طرده في عام 1948:
“عندما تم طردنا من القرية، أقسمت أنني رأيت بعيني القنابل التي ألقيت من الطائرات. كانت الطلقات مثل شباك الصيد فوقنا. وركضت، دون أمي أو أبي.”
“أبي، ألن نعود؟” سألت، فأجاب: “يا بني، هذا رحيل بلا عودة” ثم بدأ يبكي، و بكينا نحن الأطفال معه.
“حلمي أن أعود إلى بيت جبرين… كنت سأدفع 2000 دينار فقط لزيارته، لأن أطأ الأرض وأراها.”
“تذكروني” ديما, فتاة من غزة تشهد عن الدمار
تم عرض شهادة مصورة عن فظائع حرب الإبادة الحالية التي يشنها الاحتلال على غزة قدمتها ديما الحلّو، فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا من غزة، تحدثت عن حياتها الهادئة والبسيطة قبل الحرب، وعن المنزل الذي أحبته وحلمها بأن تصبح مهندسة حلم تم تحطيمه.
“أريد أن أقول لكم أننا نبقى هنا، متمسكين بأرضنا. أريد أن أقول للأطفال في العالم نحن مثلكم، نحب الحياة ونريد العيش لكن الاحتلال يمنعنا من ذلك. تذكروني.”
منذ بداية الحرب، تم تهجير عائلتها 11 مرة، فقدت منزلها، وأصبحت حياتهم صراعًا يوميًا من أجل البقاء في ظروف قاسية.
جندي إسرائيلي يتذكر الأعمال الوحشية في يوم إعلان دولة إسرائيل
تضمنت الفعالية قراءة شهادة من جندي إسرائيلي يصف تجربته في يوم إعلان دولة إسرائيل، 14 مايو 1948، أثناء احتلال قرية مغار. الشهادة التي قرأتها صوفيا أور، شابة تبلغ من العمر 19 عامًا تم سجنها بسبب رفضها الخدمة في الجيش الإسرائيلي، تصف كيف وقف الجندي مع رفاقه في الظهيرة وهم يراقبون قافلة من اللاجئين الفلسطينيين الفارين:
“استمررنا في النظر إلى ذلك الخط الأسود من الناس الفارين… في نفس الوقت الذي سُمع فيه إعلان الدولة على الراديو، كانت أعينهم موجهة نحو اللاجئين.”
“لا يوجد طرد يحل أي شيء. ها هم هنا ونحن هنا، الطاردون والمطرودون، وليس لدينا سؤال آخر. منذ قيام الدولة.”
رسالة مسؤولية وذاكرة جماعية
اختتم الحدث برسائل من المسؤولية والذاكرة الجماعية، مع عرض مشروع توثيق رقمي من لي مردخاي، الذي يجمع شهادات عن جرائم الحرب والدمار في قطاع غزة، بهدف الحفاظ على الذاكرة والمطالبة بالعدالة. تحدث الدكتور ثابِت أبو راس، باحث وناشط اجتماعي، عن إمكانية بناء شراكة ومساواة من خلال الاعتراف بالنكبة الفلسطينية. رافقت الموسيقى المراسم طوال الحدث، حيث أضاف الفنانون مثل خالد عرامين، آلون يوسف، نور درويش، ولؤي خليفة بعدًا عاطفيًا وثقافيًا عميقًا، رابطين بين الذكرة الشخصية والجماعية، بين الألم والأمل.
وأضافت رنا سلمان وإستير كورني، المدیرتان المشاركتان لحركة محاربون من أجل السلام: “من المهم لنا إحياء ذكرى النكبة أيضًا، لأنّه فقط من خلال الاعتراف بالخسارة والألم لدى الآخر يمكننا أن نبدأ في طريق المصالحة الحقيقية. إنّ الاعتراف المتبادل بالمعاناة والإنسانية من جميع الأطراف هو الأساس لبناء مستقبل مشترك قائم على الأمل والمساواة.”