اخر الاخبار

حرب لبنان وسر اغتيال نصرالله وقيادات أخرى

أمد/ بعد حرب تموز 2006، وانتصار حزبالله، كرست إسرائيل كل إمكاناتها لاختراق الحزب، من خلال استخدام التكنولوجيا والموارد البشرية للحصول على معلومات استخباراتية حول الحزب، الفصائل الفلسطينية، والجيش اللبناني.
لبنان وتاريخه في الاختراقات:

بسبب تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي في لبنان، إلى جانب الانقسامات الطائفية والسياسية، يصبح من السهل على الجهات الخارجية استغلال هذه الثغرات لتجنيد عملاء أو التأثير على الفصائل المختلفة كذلك، تاريخيًا، كانت التدخلات الأجنبية أمرًا معتادًا في الشأن اللبناني، سواء عبر دول إقليمية مثل سوريا وإيران أو دول غربية وإسرائيل.

الحروب والثغرات:

شهدت الحرب الأهلية اللبنانية (19751990) والحروب مع إسرائيل (مثل حرب 2006)، عمليات اغتيال كبيرة لعدد من القيادات السياسية والدينية، وذلك من خلال ثغرات في الأمن والقدرات الاستخباراتية.
هذه الفترات من الفوضى تؤدي غالبًا إلى ضعف الأنظمة الأمنية وزيادة تجنيد العملاء لصالح جهات خارجية، كما أن فترة الحرب تولد احتياجات اقتصادية وسياسية تسهل على الجهات الأجنبية استغلال بعض الأفراد أو الجماعات لصالحها.

خلال حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، كانت هناك محاولات مكثفة من جانب إسرائيل للحصول على معلومات حول مواقع الأسلحة وتحرّكات الحزب عبر عمليات استخباراتية معقدة لم تنجح وقتها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، شهدت لبنان العديد من الاغتيالات والتي كانت تفشل مرات وفي نهاية الأمر تصيب الهدف، حيث تم اغتيال قيادات فلسطينية منهم ” غسان كنفاني، أبو يوسف النجار، كمال عدوان، كمال ناصر، علي حسن سلامة”.

في النهاية، يمكن القول إن الطبيعة المعقدة للبنان من حيث الانقسامات الداخلية والصراعات المتكررة، إلى جانب تاريخه الطويل مع الحروب، جعلت منه هدفًا دائمًا للاختراقات الاستخباراتية والتجسسية.

اغتيال السيد نصرالله:

لا نريد الحديث عن كيفية حصول إسرائيل على المعلومات بشأن موقع الأمين العام للحزب، إلا أن أخطاء أمنية جسمية كانت أسباب في نجاح عملية الاغتيال منها:

1 اجتماع في مقر الحزب المعروف:
اختيار مقر معروف لعقد اجتماع حساس يعد خطأً أمنيًا جسيمًا، فالطبيعي أن يكون المقر طوال الوقت تحت أعين العملاء وأجهزة المخابرات التي تسعى لجمع أكبر قدر من المعلومات، حتى لو تم تأمين الموقع، فإن المعرفة المسبقة بموقع الاجتماع تعرضه لخطر الاختراق أو التتبع، ففي مثل هذه الحالات، يُفضل تغيير مواقع الاجتماعات بشكل دوري واتباع بروتوكولات سرية صارمة.

2 وجود علي كركي بعد محاولة اغتياله:
إذا كان علي كركي قد نجا من محاولة اغتيال، فمن المنطقي أنه تحت مراقبة دقيقة من قبل العدو، والسماح له بالانضمام إلى اجتماع حساس مع السيد نصرالله يعكس خطأً كبيرًا في التقدير، فالمنطق أن يتم عزل كركي عن أي اجتماعات مهمة حتى يتم التأكد تمامًا من أنه لا يخضع للمراقبة، الاجتماع معه في هذه الظروف يشكل تهديدًا كبيرًا عليه وعلى المتواجدين.

3 اجتماع مع أشخاص من الرضوان:
كلما زاد عدد الحضور في اجتماع حساس، زادت مخاطر التسريب أو المراقبة، أي شخص من المتواجدين قد يكون تحت المراقبة أو مُستهدفًا من قبل العدو، في سياقات أمنية مثل هذه، يكون من الضروري التحقق من كل الحضور والتأكد من عدم تتبعهم قبل الوصول إلى الاجتماع، فالعدد الكبير يعني زيادة في احتمالات اختراق الاجتماع.

في النهاية، هذه الأخطاء تمثل مشاكل أمنية جوهرية، وخاصة عندما يكون الهدف شخصية بهذا الحجم “الأمين العام” كل خطأ من هذه الأخطاء، من اختيار الموقع، إلى عدد الحضور، إلى وجود شخص تحت المراقبة، يعكس ضعفًا في التدابير الأمنية والتي آلت إلى نجاح عملية الاغتيال.

الآن الحزب يمر بمنعطف خطير عليه أن يحافظ على سلامة التنظيم وفي الوقت نفسه مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية، على الرغم من أن عملية إعادة بناء الثقة في المنظومة الأمنية تتطلب وقتًا طويلاً، إلا أنه سيحتاج فيها إلى الصمود والتركيز على حماية نفسه، من خلال بناء منظومة أمنية جديدة ومحكمة، تعتمد على تقنيات وأساليب أكثر تعقيدًا، مع الاستعداد لخوض معركة طويلة لإصلاح بنيته الأمنية واستعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *