اخر الاخبار

حرب اسرائيل القاسية ضد العرب وحرب العرب اللينة ضد اسرائيل

أمد/ صحيح ان اسرائيل هي المُبتدئة والمُبادرة بالعدوان والاعتداء على العرب دائما،

فوجود اسرائيل وزرعها في فلسطين، في الوطن العربي، من قبل القوى الاستعمارية، هو بحد ذاته بصفاته ظلما وعُدوانا على الشعب الفلسطيني وبالتالي على الشعوب العربية القريبة والبعيدة جغرافيا،

وفي هذا المجال والصدد ليس سيئا التذكير والتأكيد على ان اسرائيل قد ثبّتت نفسها بالحديد والنار، وممارسة ارتكاب المجازر والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني اولا وضد الشعوب العربية في الدول المجاورة والمحيطة بفلسطين ثانيا،

واذا ما قمنا بجردة حساب سريعة لتاريخ الاعتداءات الاسرائيلية على العرب، والمواجهات والمناوشات وردود الفعل العربية عليها، نجد ان اسرائيل تُحارب العرب بكل قسوة وتتعمّد قتل المدنيين والتدمير المبرمج،

أمّا ردّات الفعل العربية فنجدها ليّنة ولا توازي او تساوي ما تفعله اسرائيل بهم منفردين ومجتمعين،

اسرائيل قامت على ثقافة القتل والدمار والاحلال واحتلال ارض الشعب الفلسطيني،

فهم يرون انفسهم دخلاء وانهم ومن اجل بقائهم وتفوّقهم يجب ان يُبقوا السيف مشرعا وان لا يرجعوه إلى غمده ابدا، وهذا ما قاله صراحة نتنياهو في احدى اطلالاته العديدة امام وسائل الاعلام!!،

أمّا العرب عامة والفلسطينيون خاصة فهم اصحاب الارض، لم يعتدوا على احد ولا ذهبوا إلى قارات اخرى وبلدان اخرى لاحتلالها،

إلى جانب ان العرب اصحاب ثقافة وحضارة عريقة بالرغم من كبوات العصر الحديث، إلا ان بذرتهم سليمة وليست مهجنّة،

واذا ما القينا نظرة سريعة إلى ما يجري في غزة ولبنان، نجد ان اسرائيل تقوم بحرب عدوانية تدميرية وقودها المدنيين والاطفال والنساء والمرافق العامة من مستشفيات ومدارس ودور عبادة،

في الوقت الذي نجد فيه حركات المقاومة تقاوم بامكانياتها المتاحة وتستهدف قواعد ومناطق ومرافق عسكرية اسرائيلية وتتحاشى المس المباشر بالمدنيين، وهذا مؤشر على ثقافة وحضارة راقية عند العرب ووحشية زائدة عند الاسرائيليين وداعميهم الامريكيين ودول الغرب عامة،

هم يُقاتلون “بدفاشة” وقسوة ريتشارد قلب الاسد في الحروب الصليبية، والعرب يُقاتلون باخلاق صلاح الدين الايوبي وقيافته وحضارته،

الاصل في الشيء وحسب قوانين الحروب المعتمدة دوليا وتاريخيا ومنطقيا هو تجنيب المدنيين من الاستهداف والحرص على سلامتهم وامنهم الشخصي والغذائي،

المُحارب عندما يلبس بزته العسكرية ويمتشق سلاحة وينطلق إلى ارض المعركة يعرف ماذا يصنع ويعرف نتيجة صنعه وحربه،

اما المدنيون فهم غافلون ساهمون نائمون في العسل ليس لهم لا ناقة ولا بعير في تطور المعركة وملابساتها،

المحاربون محاربون والمدنيون مدنيون والعرب يعرفون وبعترفون ويحترمون هذه الحقيقة،

أمّا اسرائيل فان طائراتها الحديثة الامريكية “تدبّ” صواريخها وقنابلها على كل شيء وأي شيء من بشر وشجر وحجر وتُحيل العمار إلى خراب واحيانا مجانا دون اي فوائد عسكرية إلا لزيادة الاذى والتدمير،

فهل تستوي القسوة مع اللين، وهل هي متوازية حرب اسرائيل على العرب وحرب العرب مع اسرائيل، ام ان هناك نهجين مختلفين واتجاهين متضادين وفجوة حضارية وثقافية؟؟!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *