أمد/ كتب حسن عصفور/ بدأت إدارة ترامب تكشف أوراقها حول فلسطين، بمختلف جوانبها، وليس كما اعتقد البعض العربي أو الفلسطيني باقتصارها على قطاع غزة، لكنها لم تترك مزيدا من الوقت للتفكير عما تريد.
منذ وصول السفير الأميركي مايك هاكابي لتل أبيب، ومهمته المركزية العمل على نشر “النظرية التلمودية” حول هوية الأرض والسكان، واعتبر الأرض ملك يهودي خالص، وعلى غير اليهود البحث عن أماكن سكن أخرى، ومع أن أقواله التي لم تكن ضبابية أو ملتبسة لم تجد ردا فلسطينيا واضحا، وكأن الأمر يختص منطقة وشعب آخر.
وبلا ضجيج عال بدأت أوساط داخل إدارة ترامب تستخدم التعبير اليهودي لأسم الضفة الغربية، “يهودا والسامرة”، لتكريس المفاهيم التلمودية كجزء من فرض واقع جديد من خلال اللغة، وأيضا لم تجد رفضا أو غضبا على ما يتم صياغته في لغة أمريكا السياسية.
وعندما أعلنت حكومة الفاشية اليهودية مخطط الضم الجديد المعروف بـ “”E1، ورغم ما أحدثه من “إدانات عالمية”، بما فيها غالبية أوروبية، لكن إدارة ترامب تجاهلت المخطط والقرار.
ومع أول سبتمبر 2025، كسرت الولايات المتحدة الخطوط الحمراء كافة، بمنح دولة الكيان الاحلالي حق فرض السيادة على الضفة الغربية (بعيدا عن النسبة المعلنة)، دون أن تتحدث عن الطريقة أو آليتها وزمنها، لكنها مبدئيا لن تكون عائقا أو رافضا لها، لتنتقل من تأييد التهويد بطريقة “المفرق” والتصريحات الفردية إلى وضعها كسياسة رسمية، بما يتطلب ذلك تغييرا شاملا في تعريف العلاقة مع “الفلسطيني” الهوية والكيان.
ولذا لم يكن حظر التأشيرات للرئيس محمود عباس ووفده إلى نيويورك رد فعل على مواقف، أو عدم وجود مواقف كما حاول بيان روبيو “تسبيب” الحظر، لكنها رصاصة علنية لإطلاق الحرب الشاملة على الهوية الفلسطينية، فكان قرار منع التأشيرات للجواز الفلسطيني، وفقا للخارجية الأمريكية (“يُطلب من موظفي القنصليات، اعتباراً من الآن، رفض جميع الطلبات المقدمة من حاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية الذين يستخدمون هذا الجواز للتقدم بطلب الحصول على تأشيرة لغير المهاجرين، وذلك بموجب المادة 221G من قانون الهجرة والجنسية”، ويشمل الطلاب وطالبي العلاج، وفقا لـ ” اعتبارات الأمن القومي”.
إدارة ترامب تضع رسميا الفلسطيني، أي فلسطيني خطر على الأمن القومي الأمريكي، لتأسيس عهد جديد منذ قيام دولة اليهود، سيشمل كل مكونات الهوية، سلطة وكيان.
بالتوازي، قامت إدارة ترامب بتسريب ملامح خطتها لقطاع غزة، والمرتكز جوهريا على تغيير كل ما كان قائما كعالم حي إلى بناء قطاع غزة الجديد عبر “الذكاء الاصطناعي”، يعتمد التهجير، وإزالة المخيمات التي لن يكون لها مكان في “المناطق الخمسة الجديدة”، وسيبقى تحت الوصاية الأمريكية لمدة عشر سنوات، ليتاح له أن يصبح “كيانا خاصا” للفلسطيني.
قراءة مشروع ترامب حول “غزة الكبرى” لا يجب أن ينفصل عن الرؤية الأمريكية للتهويد كونه يكشف جوهر الحرب على الهوية الفلسطينية، ما يتطلب الانتقال من الصمت أو التعامل الخجول إلى موقف شمولي حول الموقف الأميركي، ليكون قاعدة الموقف المضاد.
الموقف من الرؤية الأميركية بجانبيها، غزة الكبرى وتهويد الضفة والقدس يجب أن يكون قاعدة التحرك الفلسطيني، والانتقال من مواجهة حظر تأشيرة نيويورك لمواجهة تأشيرة شطب الهوية الوطنية.
ملاحظة: طلاب غزة لن يفرحوا بملابسهم وشنطهم المدرسية..طلاب غزة مش زي كل الطلاب.. موت قنابل موت جوع..نزوح تشريد خيام..بلا ميه بلا كهربا..مع هيك التعليم ماشي لانهم عارفين انه سلاحهم اللي جاي جاي يوما..الفلسطيني حيضل فلسطيني غصب عنك يا زوج ميلانيا..
تنويه خاص: بلاش بعض الناس يشوهوا مفهوم المقاطعة لدولة العدو ..تصير حسبة شخصية او دكانة للممول مجهول..وبعدين بلاش حول.. تلاقي قصف وسيلة إعلامية وتانية غطرشة مع انه هي أصل التطبيع..ما تخربوا شي منيح لحسابات صغيرة..وصلت يا عزموية..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص