جيش الاحتلال يواصل عمليته العسكرية على قطاع غزة.. عشرات الشهداء وإخلاء مناطق

أمد/ غزة: شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثلاثاء ومساء يوم الاثنين، سلسلة غارات متزامنة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفاً منازل وخياماً تؤوي نازحين وسيارات، ضمن تصعيد تل أبيب إبادتها الجماعية منذ 18 مارس/آذار الجاري.
وارتفع عدد شهداء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 46 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء وصحفيون وفق مصادر طبية محلية، ضمن تصعيد تل أبيب إبادتها الجماعية منذ 18 مارس/آذار الجاري. وشملت الغارات التي بدأت صباحاً استهداف منازل وخيام نازحين ومركبات في معظم مناطق قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع.
استُشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، في قصف طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في مدينة حمد غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، وسبق ذلك، سقوط إصابات بقصف منزل في منطقة “مصبح” في مدينة رفح جنوب القطاع.
كما شن طيران الاحتلال 3 غارات على أهداف في مدينة غزة، إحداها استهدفت مركبة جيب فارغة بمنطقة الطيران. وتأتي هذه الضربات بعد إنذارات الإخلاء القسري لجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
قصف الصليب الأحمر
وأقر جيش الاحتلال، بقصف مبنى للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقال في بيان إن قواته التي تعمل في رفح جنوبي قطاع غزة أطلقت، في وقت سابق الاثنين، النار “تجاه مبنى بعد أن رصدت فيه مشتبهين وشعرت بوجود تهديد على القوة. لم تقع إصابات، وجرى تسجيل أضرار طفيفة في المبنى”.
وأضاف: “في أعقاب الفحص، تبيّن أن الرصد كان خاطئاً وأن المبنى تابع للصليب الأحمر”. وأردف: “سيجري التحقيق في الحادث”.
وفي حين ادعى الجيش أن قواته لم تكن على علم بأن المبنى يعود إلى المنظمة، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان على “إكس”، إن أضراراً لحقت بمكتبها في رفح إثر إصابته بـ”قذيفة متفجرة، وذلك على الرغم من تمييزه بوضوح ومعرفة جميع الأطراف بمكانه”.
وذكرت أنه رغم عدم إصابة أي من العاملين في مكتبها بأذى، إلا أن ذلك “من شأنه أن يؤثر تأثيراً مباشراً على قدرة اللجنة الدولية على العمل”. واستنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “بشدة” الهجوم الذي وقع على مكتبها برفح. وشددت على أن “القانون الدولي الإنساني يوفر حماية خاصة للأفراد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والطواقم الطبية والمرافق الطبية والأعيان المستخدمة في عمليات الإغاثة الإنسانية”.
إخلاء الشمال
وأنذر جيش الاحتلال، مساء الاثنين، الفلسطينيين ببلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي قطاع غزة بالإخلاء نحو المناطق الغربية، في ظل استئناف حرب الإبادة منذ 18 مارس/آذار الجاري. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان: “إلى جميع سكان قطاع غزة في منطقة بيت لاهيا وبيت حانون. هذا إنذار مسبق وأخير قبل الغارة!”.
تحذير من تفاقم الوضع الصحي
في سياق متصل، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، زاد من إجهاد نظام الرعاية الصحية بالقطاع.
وأشار غيبريسوس في منشور له بحسابه على منصة “إكس” الاثنين، إلى أن الهجوم على مستشفى ناصر أمس تسبب في أضرار جسيمة لقسم الجراحة، وذكر أن شخصين قُتلا وأصيب 8 أشخاص نتيجة الهجوم.
وأوضح غيبريسوس: “مستشفى ناصر هو أكبر مستشفى إحالة في جنوب غزة. وقد جرى تدمير 35 سريراً للمرضى، ما زاد من الضغط على نظام الرعاية الصحية، الذي كان يعاني بالفعل من الإصابات بسبب تجدد العنف”. وشدد غيبريسوس على أنه لا ينبغي استهداف الخدمات الصحية وعسكرتها، وطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين واستئناف وقف إطلاق النار في القطاع.
قصف سديروت
وأعلن جيش الاحتلال، مساء الاثنين، اعتراض صاروخين أُطلقا من قطاع غزة تجاه سديروت ومناطق محاذية للقطاع. وقال الجيش في بيان: “في أعقاب الإنذارات التي دوت في غلاف غزة عند الساعة 19:02 (17:02 ت.غ)، اعترض سلاح الجو بنجاح صاروخين اجتازا إلى داخل البلاد من قطاع غزة”.
وقبل ذلك بوقت قصير، قال الجيش إنه جرى تفعيل صفارات الإنذار في منطقة سديروت وما جاورها. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنها “المرة الأولى منذ انتهاء وقف إطلاق النار بغزة، التي تدوي فيها صفارات الإنذار في منطقة سديروت”، لافتة إلى أن الصاروخين أُطلقا من شمالي القطاع.
من جانبها، قالت “سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة الجهاد، إنها أطلقت دفعة صاروخية باتجاه مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة بينها “سديروت” و”نتيف هعسراه” و”زيكيم”.
والجمعة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قصف عسقلان بدفعة صاروخية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخين أطلقا من شمال غزة نحو مدينة عسقلان المحاذية للقطاع جنوباً.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل 730 فلسطينياً وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة. وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت “أوامر الإخلاء”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري
ورغم التزام حركة “حماس” بنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.