جيش الاحتلال يستأنف الحرب على غزة.. 429 شهيدا بينهم 175 طفلا ومئات المصابين

أمد/ متابعة: استشهد وأُصيب نحو ألف شخص بينهم مئات الأطفال والنساء في مختلف أنحاء غزة، منذ إعلان الاحتلال الإسرائيليّ، الثلاثاء، استئناف حربه على القطاع المُدمَّر، من خلال تصعيد عسكريّ كبير، شمل معظم مناطق القطاع، واستهداف الأهالي وقت السحور، وخيام نازحين، ومدارس تأوي مئات العائلات.
استئناف الحرب
وكانت قوات الاحتلال، قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، بعد توقف لأكثر من شهرين، بشن سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.
مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن استئناف الحرب على قطاع غزة، وأن دائرتها ستتوسع تدريجيا خلال الساعات المقبلة.
ويأتي استئناف العدوان على قطاع غزة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي شن هجوم على غزة، سيستمر وسيتوسع إلى ما هو أبعد من القصف الجوي.
وقالت وسائل إعلام عبرية، أن الهجوم الجوي شمل اغتيال قيادات عسكرية متوسطة وقيادات سياسية في حركة حماس.
حصيلة الشهداء والإصابات
أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مناطق متفرقة من قطاع غزة إلى 430 شهداء.
وأوضحت المصادر الطبية، أن 430 شهداء معظمهم من الأطفال والنساء، وصلوا منذ فجر اليوم الثلاثاء، إلى مستشفيات قطاع غزة، فيما أصيب 562 مواطنا جراء سلسلة الغارات والأحزمة النارية التي نفذها طيران الاحتلال، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد ما يزيد على 48,572 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 112,032 آخرين، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.
وأفاد مدير وزارة الصحة في غزة، باستشهاد نحو “175 طفلا، و89 سيدة، و32 من كبار السن، في القصف الإسرائيلي”؛ وأكدت وزارة الصحة بغزة، استشهاد أكثر من 420 شخصا، وإصابة أكثر من 500 في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، مؤكّدة أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم”.
استشهد 3 مواطنين، مساء يوم الثلاثاء، في قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن مواطنين استشهدا عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلا بجوار مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بينما استشهدت مواطنة متأثرة بجروحها في قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
استشهد، مساء يوم الثلاثاء، 4 مواطنين على الأقل، وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وبلدة القرارة قرب خان يونس جنوب القطاع.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت خيمة نازحين قرب مقبرة السوارحة غربي النصيرات، ما أدى لاستشهاد مواطنين من عائلة ثابت.
وأكد أن قوات الاحتلال استهدفت منزلا في بلدة القرارة ما تسبب باستشهاد مواطنين، وبإصابة آخرين.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب العشرات، مساء اليوم الثلاثاء، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق عدة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة عدد آخر، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين قرب مستشفى العيون بمدينة غزة.
واستشهد مواطنان من عائلة ثابت جراء قصف الاحتلال خيمة قرب مقبرة السوارحة غربي النصيرات.
كما شن طيران الاحتلال غارة جوية شمال غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
نزوح جديد يفرضه عدوان الاحتلال على الأهالي في قطاع غزة
شهدت بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، صباح يوم الثلاثاء، حركة نزوح جماعية للمواطنين باتجاه بلدة جباليا، بحثًا عن ملاذ آمن، تزامنا مع استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على القطاع.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد عمليات القصف والدمار والقتل، خاصة بعد مطالبة قوات الاحتلال، المواطنين بإخلاء بيت حانون شمال قطاع غزة، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبا، إلى مناطق غرب مدينة غزة، ومواصي خان يونس.
لم يمض سوى بضعة أيام على عودة عشرات الأسر إلى بلدتي عبسان الكبيرة وخزاعة، ليجدوا أنفسهم اليوم مضطرين إلى النزوح من جديد بعد أن أطلقت حكومة الاحتلال نداءً طالبتهم بالإخلاء والتوجه إلى مدينة خان يونس غربا.
وقال المهندس عاطف أبو دقة (62 عاما) من منطقة الفراحين شمال عبسان الكبيرة، إنه ذاق ويلات النزوح منذ بدء الحرب، خاصة أن والده مسن وذو إعاقة حركية ووضعه الصحي لا يحتمل حياة الخيام.
وتابع، أنه لم يتسرع في العودة منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار قبل شهرين، ولكنه وجد نفسه عاجزا أمام إصرار والده المريض على العودة إلى مسقط رأسه مع بداية شهر رمضان.
ونوه أبو دقة، إلى أنه استأجر منزلا قرب المنطقة التي تم تدميرها بالكامل ولم يمكث فيه سوى أسبوع، حتى بدأت قوات الاحتلال بالتصعيد وإطلاق النار بشكل متواصل، لتسقط شهيدة وعدة إصابات قرب المنزل الذي يقطن فيه، الأمر الذي اضطره إلى استئجار منزل آخر في منتصف عبسان الكبيرة ليفاجأ بعودة الحرب ومطالبتهم بالإخلاء الفوري والنزوح من جديد.
ولا يختلف حال أبو دقة عن حال المواطن محمد قديح من بلدة خزاعة الذي استُشهد ابنه قبل شهر تقريبا، جراء إطلاق النار العشوائي على البلدة التي تستهدفها بشكل متواصل قوات الاحتلال على الحدود الشرقية.
وأكد قديح، أنه مهما استخدم الاحتلال من أساليب للضغط على المواطنين فلن يفلح في إجبارهم على الإخلاء والنزوح من جديد، لأنهم يفضلون الموت في بلدتهم على النزوح.
وولّد ضغط الاحتلال المتكرر خلال الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار إصرارا لدى كل المواطنين على البقاء وعدم النزوح، ولو كلفهم ذلك أرواحهم، لعدم إعطاء الاحتلال الفرصة لابتزازهم كلما أراد.
ومنذ إعلان الاحتلال إنهاء وقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب منتصف الليلة الماضية، انتابت أوساط المواطنين في أنحاء القطاع كافة حالة من الخوف والرعب.
أوامر إخلاء
طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، المواطنين بإخلاء مناطق قسرا في شمال وجنوب قطاع غزة، بهدف توسيع عدوانه.
وطالب الاحتلال المواطنين، في بيت حانون شمال قطاع غزة، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبا بالإخلاء إلى مناطق غرب مدينة غزة، وإلى مواصي خان يونس.
ليلة مرعبة ودامية في مواصي خان يونس
“والله متت من الخوف” هكذا وصف الطفل محمود فرحات لحظة قصف الطيران المروحي خيمة مجاورة لخيمتهم في منطقة الإسطبل في المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويتابع الطفل فرحات الذي يبلغ من العمر 9 سنوات بكلمات عفوية، “كنت نايم مع بابا وماما وإخوتي وبعدين سمعت انفجار كبير وقمت أصرخ بأعلى صوتي بابا دم دم بنزل من راسي” ليتفاجأ محمود بأن والديه وإخوته كلهم مصابون بجروح مختلفة.
المواطن سمير فرحات (55 عاما) الذي يعيش في المخيم الذي تعرض للقصف، أشار إلى أن جيش الاحتلال استهدف خيمة أحد المواطنين الساعة الثانية فجرا بصاروخ من طائرة أباتشي، ما أدى إلى وقوع سبع إصابات بينها اثنتان في حالة حرجة تم تحويلهما من مستشفى ناصر إلى المستشفى الأوربي لإجراء عمليات سريعة لهما لإصابتهما في الرأس.
وأضاف، أن القصف هز المكان بالكامل فانتشر صراخ النساء والأطفال بالنجدة، إضافة إلى حالة الهلع الكبيرة المرسومة على وجوههم، قائلا: بالفعل كانت ليلة دامية مخيفة.
وتابع: اتصلنا بالإسعاف لنقل الجرحى، وبعد تأخرها في الوصول اضطررنا إلى الاستعانة بأحد الجيران الذي يملك دراجة نارية أو ما يطلق عليها “التوك توك”، لنقل المصابين إلى مستشفى ناصر غرب خان يونس.
وأشار فرحات في حديث مع وفا، إلى أنه مع وقف إطلاق النار خلال فترة التهدئة، شعرنا بنوع من الأمان والراحة، والآن عدنا من جديد إلى حالة الرعب والخوف، ثم صمت قليلا وقال: “الله يستر من الأيام القادمة”.
واستذكر، أنه قبل أربعة أشهر، تم استهداف خيمة في المكان نفسه، ما أدى إلى استشهاد عائلة مكونة من خمسة أفراد بينهم ثلاثة أطفال.
المصاب خالد فرحات (33 عاما) الذي تعرض لإصابة بشظايا في ظهره وقدمه وُصفت بالمتوسطة، أكد أن شدة الصاروخ الذي استهدف الخيمة اقتلعت عددا من الخيام المجاورة لها، فأصبحت خمس عائلات دون مأوى.
وبين أنه خلال ساعات الفجر الأولى، كانت هناك سلسلة من الضربات العنيفة الجوية بالطائرات الحربية f16 وطائرات الأباتشي، إضافة إلى قصف مدفعي من البوارج الحربية باتجاه مناطق مختلفة في مواصي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين بينهم نساء وأطفال.
وأشار إلى أن هناك مخاوف من المواطنين من أن يكون هذا التصعيد العسكري مقدمة لعمليات الدمار والقتل والترحيل من جديد، مبينا أن هناك حالتي نزوح لمواطنين قدموا من شرق خان يونس إلى المواصي، وبدأوا بنصب خيامهم.
وأعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، إلى 404 شهداء.
وأوضحت المصادر الطبية، أن 404 شهداء معظمهم من الأطفال والنساء، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة، وأصيب 660 مواطنا، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد ما يزيد على 48,572 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 112,032 آخرين، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.
مقتل رهينة
وقتل أحد الرهائن في قطاع غزة، وأُصيب اثنان آخران بجروح، إثر العدوان الإسرائيلي المتجدد على القطاع.
وأشار مصدر مسؤول بحركة حماس، في حديث لوسائل إعلام فلسطينية، إلى مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة اثنين، خلال قصف جيش الاحتلال على غزة.
قيادة الهجوم والأهداف
ويقود رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، استئناف الهجوم على قطاع غزة، إلى جانب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار من مقره في كرياه في تل أبيب.
وتم إعداد خطة الهجوم وإبقاؤها سرية داخل جيش الدفاع الإسرائيلي حفاظا على عنصر المفاجأة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن “عملية الجيش الإسرائيلي التي بدأت فجر اليوم على غزة، ينفذها حاليا سلاح الجو الإسرائيلي وحده، على شكل هجمات، تُشبه جولات التصعيد التي سبقت الحرب”.
وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن هذه الغارات الجوية هي الأوسع نطاقا على حماس منذ المناورة التي انتهت العام الماضي.
وتقول المصادر إن الجيش الإسرائيلي أراد شن هجوم مفاجئ بعد جمع مئات الأهداف الجديدة خلال شهرين من وقف إطلاق النار.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أنه “بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوما واسعا على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس في أنحاء قطاع غزة”.
وأفادت هيئة البث العبرية “كان”، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير ووزير الجيش، أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حماس في غزة.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أفادت يوم الأحد بأن حكومة نتنياهو قد توافق على شن عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة إذا لم يتم تحقيق تقدم في اتفاق تبادل الرهائن، فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن هناك دعما أمريكيا لهذه التحركات.
حماس تتهم
من جانبها، اتهمت حركة “حماس” نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار والتنصل من جميع التزاماته.
ودعت حركة “حماس” الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم للتظاهر رفضا لاستئناف حرب الإبادة في قطاع غزة.
وجاء في بيان الحركة: “ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للنزول إلى الشوارع والميادين ورفع الصوت عاليا رفضا لاستئناف حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قرر العودة إلى الحرب على غزة، مستخدما إياها كقارب نجاة للهروب من أزماته الداخلية.
وأضاف: “لم يكتفِ نتنياهو بمنع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، بل قام بقصف الأطفال وهم نيام، مما أدى إلى استشهادهم. كما لم يحترم المحتل تعهداته، ولم يفِ بالتزاماته تجاه الوسطاء والمجتمع الدولي”.
وقال: “قرر نتنياهو استئناف حرب الإبادة، معتبرا إياها وسيلة لإنقاذ نفسه من أزماته الداخلية. هذا القرار هو بمثابة تضحية بحياة أسرى الاحتلال، وإصدار أحكام إعدام بحقهم”.
وتابع: “هذه الجريمة البشعة تستوجب من الدول العربية والإسلامية، وكذلك المجتمع الدولي، التحرك العاجل لوقف التوحش الصهيوني النازي، وإنهاء حرب الإبادة التي تُشن ضد المدنيين الأبرياء”.
وشدد على أن الوسطاء “مطالبون بكشف الحقائق حول انقلاب نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار، وتحمل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تصعيد الأوضاع في غزة والمنطقة”.
وأكد الرشق أن “العدو لن يتمكن من تحقيق عبر الحرب والدمار ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات”، معتبرا أن “الضغط العسكري والعدوان الصهيوني الوحشي لن ينجح في كسر إرادة شعبنا وصموده”.
وختم بالقول: “ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للنزول إلى الشوارع والميادين ورفع الصوت عاليا رفضا لاستئناف حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة”.
وكانت “حماس” أعلنت الخميس الماضي استئناف المحادثات مع الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، بعد خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال عدم بدء المرحلة الثانية كما هو متفق عليه، ووقفها للبروتوكول الإنساني وحصار غزة للأسبوع الثاني.
وأبدت الحركة مرونة في التفاوض بموافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيليأمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، فيما حاول نتنياهو إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها “تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية”.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات وقف النار في غزة وإبرام اتفاق تبادل الأسرى بأنها “معقّدة للغاية”، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق.
نتنياهو: من الآن فصاعدًا المفاوضات ستجري تحت النار
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ستجري من الآن فصاعدا “تحت النار”، وتوعد بتصعيد العمليات العسكرية في إطار حرب الإباد التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان مصور لنتنياهو، في أعقاب استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ادعى فيه أن “حماس رفضت جميع المقترحات التي قُدمت لها مرارًا وتكرارًا”، فيما زعم أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وقال نتنياهو إن إسرائيل “عملت لأسابيع طويلة من أجل تحقيق هدف واحد، استنفاد جميع الجهود لإعادة الرهائن”، مشيرًا إلى أن إسرائيل “مددت وقف إطلاق النار لأسابيع، وأرسلت وفودًا، وطرحت مقترحات بالتعاون مع الوسطاء”.
وأضاف “قبلنا مقترح المبعوث الأميركي، ويتكوف، فيما رفضت حماس جميع العروض مرارًا وتكرارًا”، وتابع “تعهدت أمامكم بأنه إذا أصرت حماس على رفضها ولم تفرج عن رهائننا، سنعود للقتال، وهذا ما فعلناه بالفعل بقوة”.
وأشار نتنياهو إلى أنه صادق على “توصية الجيش باستئناف القتال المكثف ضد حماس” في قرار مشترك مع وزير الأمن، يسرائيل كاتس. وشدد على أن “إسرائيل ستواصل التصعيد العسكري ضد حماس، ومن الآن فصاعدًا، ستُجرى المفاوضات فقط تحت النار”.
وتابع “خلال الساعات الماضية، شعرت حماس بقوة ضرباتنا، وأريد أن أؤكد لكم ولها، هذه مجرد البداية. سنواصل القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، ولن يكون قطاع غزة تهديدًا على إسرائيل بعد الآن”.
وأضاف “أثبتت الدفعتان السابقتان اللتان تم خلالهما الإفراج عن 196 رهينة، حقيقة واضحة: الضغط العسكري هو شرط أساسي للإفراج عن مزيد من الرهائن. هذه ليست أهدافًا متناقضة، بل مترابطة. نحن في خضم حرب الجبهات السبع”.
وتطرق نتنياهو إلى الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحوثيون، موجّهًا تهديدًا ضمنيًا إلى إيران، وقال “أثمّن التعاون العسكري مع الأميركيين ضد هذا الذراع”. وشدد على أن “هناك عملًا كبيرًا يجب إنجازه ضد أطراف أخرى من محور الشر. أنا واثق من قدرتنا على هزيمتهم”.
وهاجم نتنياهو وسائل الإعلام الإسرائيلية على خلفية التقارير التي أشارت إلى الاعتبارات السياسية لاستئناف الحرب، والتي تتمثل بإعادة حزب “عوتسما يهوديت”، برئاسة إيتمار بن غفير، إلى الحكومة، وذلك قبل أيام من الموعد المقرر للمصادقة على الميزانية.
وعلى صلة، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) أن كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، هما من دفعا لاستئناف الحرب على قطاع غزة، وذلك بعد طرح زامير نهجًا عسكريًا هجوميًا أمام كاتس في الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب تعيينه رسميًا في منصبه.
وبحسب التقرير، فإنه خلال المحادثات بين كاتس وزامير، اتخذا قرارا بأنه “يجب ألا يكون هناك حتى دقيقة واحدة من التفاوض دون ضغط عسكري فعّال”، ولفتت إلى أن كاتس صادق خلال الساعات الماضية على خطط عملياتية جديدة للقيادة الجنوبية وسلاح الجو.
وخلال اجتماع ترأسه نتنياهو بحضور وزير الأمن والقيادة الأمنية والعسكرية، بعد ظهر أمس، الإثنين، تقرر استئناف الحرب بمجرد توفر “الفرصة العملياتية المناسبة”، فيما قام وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بإبلاغ الجانب الأميركي بالقرار.
وبعد سبع ساعات من اتخاذ القرار، استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة وانقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، وعطلت تل أبيب المفاوضات على الانتقال إلى مرحلته الثانية منذ مطلع شباط/ فبراير الماضي.
وذكرت “كان 11” أن الخطط العملياتية تشمل مواصلة الغارات على مختلف أنحاء غزة، وإخلاء السكان الفلسطينيين، وإمكانية تنفيذ توغل بري جديد في أنحاء القطاع الذي يتعرض للتجويع كإستراتيجة حرب إسرائيلية في ظل إغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات.
ولفتت القناة إلى أنه “حتى الآن، لم يتم استدعاء قوات الاحتياط بأوامر طارئة، لكن الهدف هو أن يتم أي تفاوض مستقبلي تحت النار وعلى وقع الهجمات الإسرائيلية، مع المواصلة في منع إدخال المساعدات الإنسانية، ومنع دخول الوقود إلى القطاع.
واعتبرت الولايات المتحدة أن حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق سراح الأسرى، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، “كان في إمكان حماس إطلاق الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها عوضا عن ذلك اختارت الرفض والحرب”.
وفي السياق نفسه، قال ناطق باسم الخارجية الاميركية إن “حماس تتحمل كامل المسؤولية عن الحرب وتجدد الاعمال القتالية”. وأضاف “كان يمكن تجنب سقوط كل قتيل لو وافقت حماس على الاقتراح” الذي تقدم به المبعوث الأميركي، ويتكوف، الأربعاء الماضي.
دعوات في مجلس الأمن لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة
عقد مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، جلسة حول الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بطلب من الجزائر والصومال.
ورغم أن الجلسة كانت مقررة سابقا، إلا أنها تزامنت مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
مسؤول أممي: أسوأ مخاوفنا تحققت في غزة
وفي إحاطته أمام المجلس عبر تقنية الفيديو، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة توم فليتشر إن “أسوأ مخاوفنا تحققت” خلال ساعات الليل في غزة حيث استؤنفت الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء القطاع مع “ورود تقارير عن مقتل مئات الأشخاص وأوامر إخلاء جديدة أصدرتها القوات الإسرائيلية”.
وأضاف المسؤول الأممي أن سكان غزة “يعيشون مجددا في خوف شديد”.
وقال فليتشر إن المكاسب المتواضعة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار تُدمر الآن، مضيفا أن العاملين في المجال الإنساني أثبتوا أنه عندما يُسمح لهم بالعمل، فإن بإمكانهم “تقديم المساعدة على نطاق واسع ولكن لم يعد الأمر كذلك”.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطعت دخول جميع الإمدادات المنقذة للحياة عن 2.1 مليون شخص منذ 2 آذار/ مارس. وقال: “رُفضت طلباتنا المتكررة لجمع المساعدات الراكدة عند معبر كرم أبو سالم رفضا ممنهجا. الطعام يفسد وصلاحية الأدوية على وشك الانتهاء”.
وأضاف أنه يجري حاليا ترشيد الموارد الأساسية، وشدد على أن “هذا الحصار الشامل للمساعدات المنقذة للحياة والسلع الأساسية والتجارية سيكون له تأثير كارثي على سكان غزة الذين لا يزالون يعتمدون على تدفق مستمر للمساعدات إلى القطاع”.
وتابع فليتشر أن العاملين في المجال الإنساني يواصلون تقديم ما تبقى من إمدادات داخل غزة لمن هم في أمس الحاجة إليها، بالإضافة إلى نقل المياه بالشاحنات، وتوفير حصص غذائية مخفضة، وتوزيع مواد الإيواء، ودعم المستشفيات بأفضل ما يمكنهم، “لكننا لا نستطيع تحمل هذا الوضع لفترة أطول ما لم تُفتح المعابر مجددا لدخول المساعدات”.
وقال: “لا يمكننا، ويجب ألا نقبل العودة إلى ظروف ما قبل وقف إطلاق النار أو المنع الكامل لدخول الإغاثة الإنسانية. يجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويجب احترام القانون الدولي”.
وشدد على ضرورة تجديد وقف إطلاق النار كأفضل سبيل لإنهاء معاناة سكان غزة، وحماية المدنيين من كلا الجانبين، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسماح بدخول المساعدات والإمدادات التجارية.
كما حذّر فليتشر من عواقب نقص التمويل على عملية الإغاثة، قائلا إن الاستجابة الإنسانية لم تتلقَّ سوى 4% مما هو مطلوب للعام الحالي، وقال: “ليس لدينا ما يكفي حتى للاستمرار لهذا الربع (من العام)”.
وأخبر فليتشر أعضاء المجلس أنه خلال زيارته الأخيرة إلى غزة رأى رسالةً لا تزال عالقة في ذهنه كان قد كتبها طبيب استشهد لاحقا على سبورة في إحدى المستشفيات، قال فيها “من يبقى حتى النهاية سيروي القصة. لقد فعلنا ما بوسعنا. تذكرونا”.
وسأل المسؤول الأممي أعضاء مجلس الأمن: “هل سنتمكن من القول إننا فعلنا ما بوسعنا؟”
منصور يدعو للعودة إلى وقف إطلاق النار ودعم الخطة العربية لإعادة الإعمار
وقال مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن التقارير الحالية تشير إلى استشهاد أكثر من 400 مواطن وإصابة ما يقرب من 600 في غضون ساعات قليلة الأمر الذي قال إنه “يذكر بالقصف الإجرامي الذي عانى منه شعبنا لأكثر من 15 شهرا”، مضيفا أن “النار والخوف ينتشران مرة أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة”.
وأضاف منصور أن هذا الاجتماع كان قد طلب في الأصل “لمناقشة استخدام إسرائيل للمساعدات الإنسانية كسلاح لأغراض العقاب الجماعي، حيث اعترف القادة الإسرائيليون بذلك علنا، ولم يعودوا يشعرون بالحاجة حتى إلى التظاهر”.
وتابع قائلا: “يُقتل الفلسطينيون بشكل عشوائي، ويُحرمون من المساعدات الإنسانية بشكل عشوائي، ويُشوهون ويُحتجزون بشكل عشوائي. إننا ندين ذلك بأشد العبارات. هذا لا يمكن تبريره أبدا ويجب أن يتوقف فورا”.
وأوضح أن كل هذا يحدث خلال شهر رمضان المبارك، “بعد عام من اختيار المجلس هذه الفترة نفسها، نظرا لأهميتها، للدعوة لأول مرة إلى وقف إطلاق النار لوقف الإبادة الجماعية ووقف المعاناة الإنسانية التي تفوق التصور”.
وقال منصور إن دولة فلسطين والدول العربية، بدعم من الكثيرين حول العالم، “بذلت كل جهد لضمان وضع غزة على وجه الخصوص وفلسطين ككل على مسار مختلف، نحو الحياة والحرية”.
وأضاف أنه “تم اعتماد رؤية واضحة مصحوبة بخطة متينة من قبل القمة العربية ودعمها الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، وقد لقيت ترحيبا عالميا. يجب دعم هذه الجهود لا تقويضها وتخريبها. إنها تقدم السبيل الوحيد القابل للتطبيق بعيدا عن الصراع ونحو السلام”.
وختم بقوله: “هذه لحظة تاريخية حيث يجب على الجميع أن يختاروا موقفهم والرؤية التي يريدون أن تسود”. وأضاف: “يجب أن تسود الحياة، يجب أن تسود الحرية، يجب أن يسود السلام”.
الجزائر: الدم الفلسطيني يستخدم كأداة للحسابات السياسية للساسة الإسرائيليين
بدوره، أشار المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع إلى أن بلاده طلبت عقد جلسة مجلس الأمن. وتحدث عن القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وقال إن الدم الفلسطيني “يستخدم مرة أخرى كأداة للحسابات السياسية للساسة الإسرائيليين”.
وأدان، بشدة، هذه الهجمات التي قال إنها تشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل شهرين.
وذكّر جميع الأطراف بأن قرار مجلس الأمن رقم 2735 يضمن استمرار وقف إطلاق النار طالما أن المفاوضات مستمرة.
وقال بن جامع إن مجلس الأمن دعا في قراراته إلى وصول إنساني آمن ودون عوائق. وأضاف: “ومع ذلك، تواصل إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، ليس فقط تجاهل القانون الدولي بما في ذلك القرارات التي اتخذها هذا المجلس بل وقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بشكل عشوائي”.
وأضاف السفير الجزائري قائلا: “نتساءل ما الذي سيقوله أولئك الذين يستدعون باستمرار ما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس. نقول ردا على هذه القسوة والفظائع في غزة، إننا نشهد تدهورا منهجيا للكرامة الإنسانية، وتجريدا متعمدا من الحق في الحياة والغذاء والماء، وفي الكرامة الإنسانية الأساسية في غزة…في غزة، نشهد جبن ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يتجلى بالكامل دون اعتبار للأرواح البريئة”.
المجموعة العربية تؤكد ضرورة تفعيل مجلس الأمن لآليات الرقابة الدولية
متحدثا باسم المجموعة العربية، قال المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح عبد العزيز إن استئناف القصف العسكري الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة “وتكثيف سياسة التجويع والحصار” وقطع التيار الكهربائي عن المنشآت الحيوية بما فيها محطات تحلية المياه الرئيسية يفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف قاسية.
وأعلن إدانته ورفضه لهذه “الإجراءات اللا إنسانية”، التي قال إنها لا يمكن وصفها سوى على أنها “عقاب جماعي تنتهجه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وعلى نحو يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية التي تقوم عليها ومن أجلها هذه المنظمة”.
وشدد على حتمية أن ينهض مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته هذه المرة وأن يجبر إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك فتح كافة المعابر أمام المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود وإعادة التيار الكهربائي للقطاع.
وحذر من “تبعات إخفاق المجلس في اتخاذ هذه الإجراءات”، وقال إن ذلك ينذر بوقوع كارثة إنسانية كبرى لن تحمد عقباها.
وأكد باسم المجموعة العربية ضرورة تفعيل مجلس الأمن لآليات الرقابة الدولية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى جميع الفلسطينيين المحتاجين وضرورة تعزيز الجهود الدولية لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل فوري وفعال.
وأكد في هذا الإطار على أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به وكالة الأونروا في غزة والذي قال إنه لا يمكن استبداله بأي جهة أخرى، وشدد على أهمية ضمان استمرارها في تأدية خدماتها الحيوية.
فرنسا: مستقبل غزة لا يمكن فصله عن تسوية سياسية شاملة للصراع
وأعرب الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة جيروم بونافو، عن إدانة بلاده للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. ودعا إلى “وقف فوري للأعمال العدائية” التي قال إنها “تقوض جهود الإفراج عن الرهائن وتهدد حياة السكان المدنيين في غزة”.
وأكد أنه يتعين على جميع الأطراف العودة إلى احترام وقف إطلاق النار بكامله والانخراط في مفاوضات حسنة النية لإدامته.
وأضاف: “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين بشكل دائم وإعادة الوصول إلى المياه والكهرباء، وإلى رفع العقبات التي تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور”.
وأعرب بونافو عن ترحيب بلاده باقتراح خطة إعادة إعمار غزة التي قدمتها الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، خلال قمة القاهرة في 4 آذار/مارس الماضي. وحث جميع الأطراف على الاستفادة من نقاط قوة هذه الخطة للمضي قدما، لا سيما بشأن قضايا الأمن والحوكمة.
وأكد السفير الفرنسي أن مستقبل غزة لا يمكن فصله عن تسوية سياسية شاملة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتحقيقا لهذا الهدف، قال السفير الفرنسي إن بلاده ستشارك في رئاسة مؤتمر دولي في نيويورك في حزيران/يونيو 2025 مع المملكة العربية السعودية حول تنفيذ حل الدولتين.
وأضاف: “هذا هو السبيل الوحيد لتمكين الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمان”.
روسيا: على مجلس الأمن فعل كل ما في وسعه لضمان استئناف وقف إطلاق النار
وقال نائب المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إنه عندما طلبت الجزائر والصومال عقد هذا الاجتماع، “ربما لم يخطر ببالهما أن الوضع سيزداد سوءا عشية الاجتماع، وأن جميع اتفاقات وقف إطلاق النار ستُلغى عمليا”.
وأضاف بوليانسكي أن بلاده لديها “معلومات عن مقتل أكثر من 400 شخص” مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي قصفه، وأن جيش الاحتلال “يستعد لعملية برية في القطاع”.
وقال إن ما تفعله إسرائيل “أعادنا إلى حالة من عدم اليقين”، ليس فقط فيما يتعلق بوضع الفلسطينيين، ولكن أيضا فيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم. وأكد أن على مجلس الأمن فعل كل ما في وسعه لضمان استئناف وقف إطلاق النار.
وذكر أن على المجلس أن يتعلم “الدرس المرير” من عدم قدرته على اتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في السابق، ويجب على أعضائه “عدم تكرار ذلك، لأنه لا توجد اعتبارات سياسية يمكن أن تبرر مثل هذا التأخير الذي أدى إلى فقدان عدد كبير من الأرواح”.
وأعرب السفير الروسي عن قلقه البالغ إزاء استمرار الهجوم على الأونروا، والذي قال إنه “سياسي بطبيعته”. وقال إن الهيئات الإنسانية الأممية أثبتت قدرتها على العمل بفعالية في القطاع ويجب دعمها.
وأضاف: “لا ينبغي استخدام معاناة الناس كسلاح حرب أو ابتزاز أو أداة للتأثير…ومع ذلك فهذا بالضبط ما يحدث”.
الدنمارك تحذّر من عواقب استمرار الحصار على المساعدات
وقالت مندوب الدنمارك الدائم لدى الأمم المتحدة السفيرة كريستينا ماركوس لاسين، والتي ترأس بلادها مجلس الأمن لهذا الشهر، إن هناك حاجة ماسة الآن أكثر من أي وقت مضى لوقف إطلاق النار.
وحذرت من عواقب استمرار الحصار على المساعدات، مشيرة إلى أن نقص الإمدادات أدى إلى تقليل الحصص الغذائية.
وأضافت: “لقد عانى المدنيون في غزة بما فيه الكفاية”، داعية إسرائيل إلى “الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للسكان في غزة بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق”.
وأكدت السفيرة لاسين أن المجلس يتحمل مسؤولية التحرك، مجددة التزام الدنمارك بالعمل العاجل نحو حل الدولتين.
الصين تشدد على الحاجة الملحة للعودة إلى وقف إطلاق النار
قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فو كونغ إنه “على الرغم من النداءات القوية من المجتمع الدولي والرغبة الشديدة لسكان غزة في السلام، فإن وقف إطلاق النار فشل في دخول مرحلته الثانية”.
وأضاف: “الصين تأسف للأضرار التي لحقت بوقف إطلاق النار الذي تحقق بشق الأنفس”، مشيرًا إلى أنها “تشعر بقلق بالغ” إزاء موجة الهجمات الجديدة التي تشنها إسرائيل. ودعا إلى التخلي عن “منطق” سيادة القوة.
وقال: “الوسائل العسكرية ليست السبيل لحل القضية الفلسطينيةالإسرائيلية”، مضيفًا أن “التباين الصارخ” بين 15 شهرًا من الصراع الدموي و42 يومًا من وقف إطلاق النار “يوضح بجلاء أن الاستخدام العشوائي للقوة ليس الطريقة الصحيحة لاستعادة الرهائن”.
وتابع: “الصين تحث إسرائيل على التخلي عن هوسها باستخدام القوة، ووقف العمليات العسكرية في غزة فورًا، وإنهاء العقاب الجماعي للمدنيين في غزة”، مشددًا على الحاجة الملحة للعودة إلى وقف إطلاق النار.
باكستان: الحرب على فلسطين وصلت إلى مرحلة مأساوية أخرى
وقال مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم إن “الحرب في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عامة وصلت إلى مرحلة مأساوية أخرى”.
وأضاف: “هذه الحرب والطريقة التي يستجيب بها مجلس الأمن والمجتمع الدولي لهذه الفظائع والإجراءات المتخذة سيكون لها تأثير دائم على طبيعة النظام العالمي الذي سنورثه نحن والأجيال القادمة”، مشيرًا إلى حصيلة الضحايا وتأثير الصراع على المدنيين.
وتابع: “تم انتهاك كل مبدأ، وكل مادة من القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بشكل صارخ وبإفلات من العقاب، في تحدٍ لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية”.
وحذر السفير أكرم من أنه ما لم يستجب المجتمع الدولي بعدالة لما حدث ويحدث في المنطقة، “فإن النظام العالمي لدينا سيعود إلى الهمجية التي كان من المفترض أن ينقذنا منها ميثاق الأمم المتحدة”.
المملكة المتحدة: لا يمكن حل الصراع بالوسائل العسكرية
وقال نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة السفير جيمس كاريـوكي إن الاجتماع جاء في لحظة حرجة، “حيث أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية عن وقوع العديد من الضحايا المدنيين”.
وأضاف: “أريد أن أكون واضحًا العودة إلى الحرب لن تؤدي إلا إلى مقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين والرهائن والجنود الإسرائيليين. لا يمكن حل هذا الصراع بالوسائل العسكرية”.
وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة “كان بالفعل كارثيًا”، وأن استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات إلى القطاع هو “أمر مروع وغير مقبول”.
وأكد السفير كاريـوكي أن “المساعدات الإنسانية لا ينبغي أبدًا أن تُستخدم كأداة سياسية”.
وختم بالقول: “نحث جميع الأطراف على العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى طريق السلام. الحل التفاوضي القائم على دولتين هو السبيل الأفضل لضمان الأمن طويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.