اخر الاخبار

جبنة الفيتا ونشيد النصر أمد للإعلام

أمد/ كان يمشي وسط ركام غزة ، بخطوات سريعة، يملؤه الحماس. اقترب من زوجته بابتسامة نصر وقال: “اليوم إفطار جماعي كبير! سنعلن انتصارنا وسط هذا الدمار.”

نظرت إليه بعينين غارقتين بالتعب، وزفرت تنهيدة مثقلة بالجوع:”ستأخذنا معك؟ لا يوجد في بيتنا سوى جبنة الفيتا.”

شدّ أزرار بنطاله الوحيد وأجاب باقتضاب: “سأحضر لكم من هناك.”

خرج ليجلس بين الحشود، أصوات الأناشيد تحيط به، والأجواء تملؤها التكبيرات. كان يتذوق طعام الإفطار بلذة، وهو يبتسم لفكرة عودته إلى زوجته وأطفاله بطعام شهي، تخيل ضحكاتهم وفرحتهم.

انتهى الإفطار، وعاد يجر خطاه وسط الظلام، في يده لفة الطعام التي خبّأها لهم، وحين فتح باب بيته المهدم، وجدهم جالسين ينتظرونه، عيونهم تلمع بترقب.

لكن، قبل أن يمد يده لهم، وقع نظره على الطاولة الصغيرة بجانبهم، حيث بقي طبق جبنة الفيتا وحيدًا، لم يمسّه أحد.

نظر إلى عيون أطفاله، إلى تعب زوجته، ثم تمتم بصوت مبحوح: “نقل الصحفيون للعالم صورة أكبر إفطار جماعي وسط الركام، ليتهُم نقلوا أيضًا صوت بطونكم الفارغة، ووجوهكم التي لم تر غير جبنة الفيتا منذ أيام.”

رفع رأسه للسماء، وفي قلبه دعوة، ربما يكون النصر الحقيقي حين لا يكون الجوع جزءًا من حياتهم بعد اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *