أمد/ إن الثقافة هي أساس التقدم والرقي بين الأمم حيث لا توجد تنمية صناعية أواقتصادية وحتى سياسية في مجتمع يفتقد للثقافة المجتمعية والأخلاقيه المتحضرة التي تحترم الحريات حيث يعاني المجتمع من بعض التقاليد والمفاهيم الدينية الأصولية التي تترصد الأنثى المصرية ، ولا أقصد بذلك مايحدث من حملات أمنية من أجل حماية قيم الأسرة المصرية لإن أغلب تلك الحملات لم تركز فقط على نساء التيك توك وشملت بعض الرجال وهناك عدة أسباب يجعل البعض منهن يستحق مصيره بالرغم من ضرورة إنقاذ الغالبية من تعاليم السجون وضياع المستقبل.

ولكن الثقافة المجتمعية ضد الأنثى المصرية لا تختصر في رأي الجماهير في صانعات المحتوى ولكنها تمتد للوعي لدى أغلب المصريين “فالثقافة” لفظة محايدة تشير إلى أشكال الوعي الإجتماعي والقيم والأعراف والموروثات وينطلق من هذا التعريف الأساسي التمييز الأساسي بين الثقافات فهناك ثقافة” ماضوية منغقله” على نفسها،وثقافة “مستقبلية مفتوحة ” على غيرها .

ومن المؤسف بإن اغلب مجتمعاتنا العربية وفي مقدمتها “مصر” تنتهج وتربي ابناءها على الثقافة “الماضوية والتقاليد المنغلقة” ظنا منهم بإنها ثقافة وتربيه دينية ستنتج اجيال من الصالحين ولكن للأسف انتجت جيلا بل مجتمعا كاملا اغلبه يرفض الآخر المختلف عنه فالدين والعرق والجنس و الطبقة .

ويتعامل بتمييز لا حدود له تجاة ” من يختلف عنه فالجنس ” وهي المرأة بصفة خاصة وقدشاهدنا ماحدث للفتيات في الساحل عندما قمن بشرب القهوة حيث تم اعتبار ماحدث لهن أمرا بديها نتيجة لملابسهن وكأنهن سلعة مباحة للإستتغلال والتحرش واحيانا الإغتصاب وشاهدناالتعليقات المرعبة ضد ملابس النساء في مهرجان الجونة السينمائي. وبالطبع يجد ذلك المجتمع مبرراته من التقاليد والثقافة الدينية بل نجد من يدافع عن المعتدي ويجرم الضحية غير الملتزمه بتلك الأعراف او التقاليد والدليل تعاطف البعض مع قاتل “نيرة أشرف” واستخدام الذكاء الإصطناعي في تزوير صورة “نيرة” رغم موتها من سنوات

كما تقول “امل تميمي” في مجتمعاتنا المرأة هي المذنبة حتى عندما تكون ضحية .

ولا عجب في ذلك فالأغلبية تمت تنشأتهم بنفس “الثقافة العدائية” وهي ثقافة لاتقبل في حاضرها أي جديد إلا إذاكان له شبه فالماضي ومعادية للآخر المختلف عنها لإن الأصل فيها هو التشابة والرجعية الأصولية ويمتد أمر العداء للآخرإلى الثقافات الأجنبية ،ولذلك “فهي ثقافة تمضى إلى الامام ووجهها في قفاها” كما قال “أحمدأمين”.

مما أدى لكثرة جرائم القتل للنساء والتحجج بإنها من أجل الشرف مثلما قام مواطن بقتل زوجته بسبب ظهور يدها من شرفة المنزل ومثلها قام رجلا بقتل أم وثلاثة أطفال وقام بتشوية صورتها ليبرر جريمته

لإن الأساس الذي يتخذه اي متخلف حجه هو “التدين” الظاهري الذي يعادي المرأة ويعتبرها من أسباب ثقب الأوزون والغلاء وسبب البلاء ،كما يفعل المتخلف عندما يذهب للساحل ويصور حرية الآخرين ويقوم بالدعاء عليهم وسبهم وكأنه مندوب السماء ،القضية أصبحت ضرورة تغبير الثقافة المجتمعية التى تعادي المرأة المصرية قبل فوات الآوان والتحول لدولة حديثة مدنية ولكن بثقافة جاهلية.

 

شاركها.