تونس: إنزال وزاري أوروبي بسبب القلق من تدفق المهاجرين
وصل وزير الداخلية الايطالي ماتيو بيانتيدوزي اليوم إلى تونس، في زيارة تستهدف وقف موجة وتدفق المهاجرين غير نظاميين من السواحل التونسية إلى السواحل الايطالية، في ثالث زيارة يقوم بها وزير أوروبي إلى تونس في غضون أسبوع، بسبب القلق مما تعتبره روما “أكبر حملة تدفق وهجرة من بعض البلدان”.
وقال الوزير بيانتيدوزي قبل وصوله إلى تونس في مقابلة مع صحيفة (ليبيرو) الايطالية الإثنين” أن هناك “أزمات سياسية، اقتصادية واجتماعية تغذي حملة الهجرة من بعض البلدان، بشكل لم نشهده من قبل”، ودعا الى” تعزيز أدوات مكافحة الهجرة السرية، عبر إطلاق مبادرات عديدة مع بلدان العبور والمغادرة لوقف الوافدين غير النظاميين”، مشددا “يجب علينا التعاون مع تلك البلدان أيضا، ليكون هناك تنمية تجعل طريق الهجرة أقل جاذبية، ولهذا السبب أيضا سأكون في تونس اليوم، بهدف تعزيز التعاون الثنائي، مع هذا البلد”.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الايطالية، وصل ما لا يقل عن 24383 شخصًا إلى السواحل الإيطالية من الشواطئ التونسية منذ بداية العام حتى الثاني ماي الجاري، أي بمعدل يفوق 200 مهاجر غير نظامي يصل يوميًا إلى هناك. وبذلك سجلت التدفقات زيادة تجاوزت 1000 في المائة مقارنة بـ2201 وافد في نفس الفترة من العام الماضي، وكذلك فاق العدد نصف إجمالي الوافدين، 32101، عبر طريق الهجرة من تونس طيلة العالم الماضي.
وفي نفس السياق أكد وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني في تصريحات صحافية ” الالتزام بالسعي إلى تجنب الانهيار المالي لتونس الصديق، وسنواصل بذل كل ما بوسعنا لدعم تونس اقتصاديا، وندعو شركائنا الأوروبيين للنظر إلى أزمة هذا البلد العظيم من خلال منظور أفريقي، وكشف ان “إيطاليا قدمت لتونس 10 ملايين يورو، وهناك 100 مليون أخرى في طريق للوصول”، وأضاف “نحن ملتزمون ليل نهار للمساعدة في تحرير التمويلات اللازمة وتجنب الانهيار المالي، لكن يجب أن نفهم في الوقت نفسه أوقات وصعوبات الواقع التونسي دون إملاء الدروس على تونس”.
وقبل وزير الداخلية الايطالي، كان وزيري الشؤون الخارجية البرتغالي، جواو غوميز كرافينيو ووزيرة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية البلجيكية، حاجة لحبيب، قد زارا تونس، والتقيا بنظيرهما التونسي نبيل عمار، والرئيس قيس سعيد، حيث عبرا عن “تضامن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مع تونس إثر العملية الجبانة التي حدثت بجزيرة جربة”، وكذا “استعداد الجانب الأوروبي لمواصلة دعم مسار الإصلاحات في تونس.
وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب أن زيارتها إلى تونس تمت بناء على طلب من الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل ووزراء خارجية دول التكتل الأوروبي الموحد، وأنها أجرت حوارا صريحا وبناء في تونس مع كل الرئيس قيس سعيد ووزير الخارجية نبيل عمار، لتقريب بعض الاختلافات والتحدث عن المستقبل لمعرفة الحلول للقضايا المالية والسياسية والهجرة”.