اخر الاخبار

توسيع العملية العسكرية.. عشرات الشهداء والجرحى في غزة وإصابة جنود إسرائيليين جنوبيّ قطاع غزة

أمد/ غزة: يواصل الاحتلال هجماته العنيفة على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين، في اليوم الـ566 للحرب. 

واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية استهدفت عيادة طبية شرق مدينة غزة، فجر اليوم، تزامنًا مع قصف مكثف أسفر عن تدمير مبانٍ سكنية شمال مدينة رفح جنوبي القطاع، في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل، مع دخول الحرب يومها الـ566.

يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة يوما بعد يوم، وسط صمت دولي وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول الكامل للمتضررين، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في ارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب بحق المدنيين العزل.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 51,439 شهيدا، و117,416 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,062 شهيدا، و5,375 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 84 شهيدا، بينهم 6 شهداء تم انتشالهم، و168 إصابة، وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد 4 مواطنين، بقصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينتي بيت حانون وغزة.

وقالت مصادر محلية، إن 3 مواطنين على الأقل استشهدوا، وأصيب العشرات، في قصف لطائرات الاحتلال على مدرسة الفارابي التي تؤوي نازحين وسط مدينة غزة.

كما استشهد مواطن بقصف لطائرات الاحتلال المسيرة على بيت حانون شمال قطاع غزة.

 استشهد مسن وسيدة، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد المسن ماجد الحرازين (70 عاما)، إثر قصف مدفعي إسرائيلي على شارع واد العرايس شرق حي الزيتون بمدينة غزة شمال القطاع.

وأكد استشهاد السيدة ملك دردونة برصاص طائرة مسيرة إسرائيلية “كواد كوبتر”، في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

 استشهد مواطن، يوم الجمعة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد مواطن إثر قصف للاحتلال على شارع المنصورة بحي الشجاعية شرقي غزة.

كما أصيب مواطنان بنيران مسيرة للاحتلال في المخيم الجديد شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي مدينة دير البلح، ألقت طائرة مسيرة للاحتلال قنبلة متفجرة على مجموعة من المزارعين.

استشهد 5 مواطنين من عائلة واحدة، فجر يوم الجمعة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمتهم في مواصي خان يونس.

وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال قصف خيمة تعود لعائلة أبو طعيمة في منطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد رجل وزوجته الحامل، وأطفالهم الثلاثة.

وأضاف، أن طفلا (3 أعوام) توفي متأثرا بحروق بالغة إثر حريق نشب في خيمتهم في مواصي خان يونس.

كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على حي قيزان رشوان جنوب غرب خان يونس.

 نصف مليون نازح جديد في غزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوم الجمعة، أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجددًا في قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت أونروا، في بيان نشرته عبر منصاتها الرسمية، أن عمليات النزوح الأخيرة تركت الفلسطينيين محصورين في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية “مجزأة، غير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة”.

وأكدت الوكالة أن الملاجئ المكتظة تعاني من أوضاع كارثية، في حين تواجه الجهات المقدمة للخدمات صعوبات كبيرة في العمل وسط استنزاف شبه كامل للموارد المتوفرة.

15 ألف غائب..المفقودون جرح غزة المفتوح

 في غزة، الموت لا يأتي دائمًا بصوت القصف، أحيانًا يأتي على هيئة صمت طويل، غياب، ونداء دون استجابة. أكثر من 15 ألف إنسان فُقد أثرهم منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، وفق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا، رقم ليس مجرد إحصائية، بل وجع حيّ تعيشه آلاف العائلات، التي لا تعرف إن كانت ستجد أبناءها تحت الركام، أو على لائحة الأسرى، أو في قوائم الشهداء المجهولين.

البيوت التي كانت تحمل صور الأحبّة، هُدمت، لم تبقَ جدران لتعليق صور الغائبين، ولا مجالس للعزاء، ولا حتى يقين للمصاب. يتنقّل الأهالي بين المستشفيات، المقابر الجماعية، الصور المنشورة، وصفحات التواصل الاجتماعي، لعلّ صورة أو معلومة تنهي هذا الانتظار المعلّق.

وإن كان المفقود طفلاً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالألم يتضاعف. وإن كان أبًا لأسرة، أو معيلًا وحيدًا، فالفقد يتحول إلى انهيار اقتصادي واجتماعي يهدد بقاء العائلة بأكملها.

رغم هذا الجرح المفتوح، ما زال بالإمكان العمل على هذا الملف، حتى وسط الحرب، بآليات إنسانية ووطنية حقيقية.

يمكن معالجة هذا الملف الشائك عبر خطوات قد تساهم في تخفيف المأساة وانقاذ ما يمكن انقاذه، منها:

1. تفعيل غرفة عمليات وطنية للمفقودين

تعمل على تلقي البلاغات، توثيق الحالات، وربط المعلومات بين الميدان، المستشفيات، والمراكز الطبية.

2. التنسيق مع المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر

لمتابعة احتمالات الأسر والنقل القسري من غزة، ومطالبة الاحتلال بكشف مصير من تم احتجازهم.

3. توحيد قواعد البيانات إلكترونيًا

بإنشاء سجل مركزي يضم كل البلاغات، والصور، والشهادات، لتقاطع المعلومات والوصول إلى نتائج أكثر دقة.

4. إطلاق حملات توثيق مجتمعية

بمشاركة الشهود والناجين وعائلات المفقودين لتجميع شهادات دقيقة قد تكون مفتاحًا للحقيقة.

5. توثيق جثامين الشهداء المجهولين

عبر أرشيف مصور وسجل طبي لحفظ الحق في المطابقة لاحقًا.

6. توفير دعم مالي ونفسي واجتماعي للعائلات

لأن الانتظار القاسي يتجاوز طاقة البشر، والدعم في هذه المرحلة ضرورة قصوى.

المفقودون ليسوا مجرد أرقام، بل قلوب تنتظر، وأسماء يجب أن تُحفظ.

15 ألف غائب عن الصورة، عن الذاكرة الرسمية. وبينما الحرب مستمرة، لا بد من توثيق ما يمكن، وإنقاذ ما تبقى من خيوط الحقيقة.

لا نملك رفاهية النسيان. المفقودون ليسوا في الخلفية، إنهم في صلب معركتنا من أجل العدالة والكرامة والحق في الحياة.

إصابة جنود إسرائيليين

وأعلن الجيش الإسرائيليّ إصابة عنصر بجراح خطيرة، فيما أكّدت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، إصابة 3 جنود، مشيرة إلى أن أحدهم أُصيب بجراح خطيرة، وآخران أُصيبا بجراح “طفيفة”.

توسيع العملية العسكرية

كشفت هيئة البث العبرية، يوم الجمعة، عن استعدادات مكثفة يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق القتال في قطاع غزة واحتلال مناطق إضافية وتكثيف الغارات الجوية.

وأفادت الهيئة بأن ضباطًا كبارًا في الجيش عرضوا على رئيس الأركان الإسرائيلي أيال زامير خططًا جديدة للعمل في غزة، وذلك على الرغم من عدم اتخاذ المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أي قرارات بهذا الشأن خلال اجتماعه أمس.

وقالت قناة كان العبرية لأن لاءات رئيس الأركان بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة هي: 

لا لتوزيع المساعدات بواسطة الجيش الإسرائيلي.

لا للتجويع في قطاع غزة. 

لا للسماح لحماس بالسيطرة على المساعدات.

وأكدت مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية أن “المحتجزين” لا يزالون يمثلون أولوية للجيش، إلا أن “تصلب حماس” لا يترك خيارًا سوى القتال بكثافة أكبر لزيادة الضغط على الحركة، على حد زعمهم.

وشددت المصادر على أنه “لا مفر من رفع مستوى العمليات وزيادة الضغط” لتحقيق أهداف إسرائيل.

وذكرت هيئة البث أن الهدف الحالي للجيش يتمثل في احتلال وتطهير مدينة رفح الفلسطينية، وبعد ذلك سيشن الجيش سلسلة من العمليات في أنحاء قطاع غزة.

 وأشارت إلى أن القيادة الإسرائيلية تهدف من خلال هذه العمليات إلى الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، في محاولة لـ”تخفيف موقف حماس” و”تمكين حدوث اختراق يؤدي إلى الموافقة على صفقة المحتجزين”.

ولفتت الهيئة إلى أن الجيش الإسرائيلي أوصى خلال جلسة نقاش في الكابينت بتوسيع العملية في قطاع غزة، معتبرًا أن العملية الجارية حاليًا “لا تؤدي إلى تغيير في موقف حماس، ولا تشكل ضغوطًا كافية لتغيير موقف المنظمة من الصفقة”. 

وتأتي هذه التقارير في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين والهدنة في غزة، وسط تعثر في تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.

 ويثير الحديث عن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية مخاوف دولية متزايدة بشأن مصير المدنيين في القطاع وتداعيات التصعيد على الوضع الإنساني المتدهور.

يُذكر أن جيش الاحتلال استأنف عملياته العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس الماضي، وشن غارات مكثفة على القطاع، منهيًا بذلك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير 2025 واستمر لمدة شهرين، وذلك بعد انتهاء الجولة الأولى من صفقة التبادل وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق.

مشادات في الكابينيت

 أوردت وسائل إعلام عبرية، بعد ظهر يوم الجمعة، تفاصيل من جلسة الكابينيت السياسي الأمني المشحونة التي عُقدت مساء الخميس، والتي تبيّن الضغط المتواصل الذي يمارسه الوزراء لمزيد من التصعيد في حرب الإبادة على قطاع غزة.

وشهدت الجلسة نقاشات حادة بين وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش حول مستقبل العمليات العسكرية وآلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وفي حين يدعم رئيس الأركان، إيال زامير، تصعيد العمليات، إلا أن الوزراء يطالبونه بـ”الحسم”.

وخلال الجلسة، قالت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، مخاطبة زامير، “لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل. نحن نتخبّط داخل غزة، ونقاتل بنصف القوة”، فقاطعها زامير بقوله: “أرفض هذا التوصيف. هناك آلاف المقاتلين في الميدان يخاطرون بحياتهم ويقاتلون بشراسة”.

بدوره، وجه وزير القضاء، ياريف ليفين، انتقادًا مباشرًا لرئيس الأركان على خلفية رفضه تولّي الجيش مهمة توزيع المساعدات، قائلاً: “في نهاية المطاف، القرار السياسي يُتخذ هنا، لا يمكنك أن ترفض تنفيذ ما نقرره. بإمكانك أن توصي أو تتحفظ، لكنك لا تقرر”.

وغادر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الجلسة خلال مداخلة رئيس الشاباك، رونين بار، ليعود لاحقًا بعد انتهاء كلمته، في تكرار لموقف مشابه في جلسة سابقة عقدت يوم الثلاثاء الماضي؛ وسبق أن هدّد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال تم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة دون ضمانات بعدم وصولها إلى حركة حماس.

وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” قد أفادت في وقت سابق، بأن الجلسة شهدت “مشادات كلامية وصلت حد تبادل الاتهامات ورفع الأصوات”، وذلك في ظل تصاعد المعارضة الداخلية للحرب على غزة، وسط تشكيك متزايد بقدرتها على تحقيق الهدف المعلن والمتمثل بـ”إعادة الرهائن”.

ورغم الخلافات، خلصت الجلسة إلى تفاهمات مبدئية حول آلية إدخال مساعدات إنسانية “بشروط”، تنص على ضرورة وضع آليات تمنع حماس من الوصول إليها، وتقليل الخطر على الجنود في حال إشراف الجيش على التوزيع، بحسب ما أوردته الصحيفة.

وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد مستمر في الحرب على قطاع غزة، وتشديد رئيس الأركان الإسرائيلي، الخميس، على أن الجيش “سيصعّد عملياته بشكل واسع” إذا لم يتحقق تقدم في ملف استعادة الرهائن.

وقد تم تحديد جلسة جديدة للكابينيت، تُعقد مطلع الأسبوع المقبل، لمواصلة النقاش بشأن المرحلة التالية حرب الإبادة على القطاع الذي تمنع إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية أو إمدادات حيوية إليه منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي.

كاتس: المخاطر كبيرة والأثمان باهظة رغم “الإنجازات” التي نحقّقها بغزة

قال وزير الجيش الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، إن “الجيش الإسرائيليّ يعمل بقوّة، ويوفّر غلافًا دفاعيًّا شاملا للقوات التي تتحرك من الجوّ والبرّ والبحر، ويرافق النشاط بأسلحة ثقيلة لإحباط العبوات الناسفة، وتدمير الهياكل المهددة”.

وأضاف أن “الإنجازات عظيمة، لكن المخاطر كبيرة والأثمان باهظة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *