تهرب نتنياهو من استحقاق المرحلة الثانية يلقي بظلاله على القمة العربية

أمد/ في كلمه له خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته الأحد ، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة “حماس” في قطاع غزة ، وأقر في الوقت ذاته ، باستخدام تجويع أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع للضغط على قوى المقاومة للاستجابة لشروطه
وأضاف: “في نهاية النقاش قررنا الخطوات التالية: تتبنى إسرائيل المخطط الذي اقترحه مبعوث الرئيس ترامب ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار المؤقت خلال فترة رمضان وعيد الفصح. نحن ننسق بشكل كامل مع الرئيس (دونالد) ترامب ورجاله” وحسب نتنياهو، فإن ويتكوف، اقترح خطته لتمديد وقف إطلاق النار “بعد أن وجد أنه في هذه المرحلة لم يكن هناك أي احتمال للتقريب بين موقفي إسرائيل وحماس، فيما يتصل بالمرحلة الثانية، وأن الأمر يتطلب وقتا إضافيا حتى تتمكن المحادثات من التوصل إلى اتفاق محتمل. بل إنه وصف مقترحه بأنه بمثابة ممر للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية. إسرائيل مستعدة لذلك” وتابع: “إذا كانت حماس تعتقد أنه سيكون من الممكن مواصلة وقف إطلاق النار، أو التمتع بشروط المرحلة الأولى، من دون أن نحصل على المختطفين، فإنها مخطئة بشكل خطير”، وذلك في تعليقه على قرار حكومته وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب ويذكر أنه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وقد شهد قرار إسرائيل وقف المساعدات الانسانيه إلى قطاع غزة وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار تنديد وشجب عربي، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن قرار إسرائيل منع دخول جميع المساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى عواقب إنسانية خطيرة، داعيا إلى استئناف سريع للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الهدنة، مؤكدًا دعمه القوي للوسطاء ، وأكد الاتحاد الأوروبي أن وقف إطلاق النار الدائم سيسهم في إطلاق سراح جميع “الرهائن” الإسرائيليين مع ضمان الظروف اللازمة لبدء التعافي وإعادة إعمار قطاع غزة.
كما جدد الاتحاد دعوته لضمان وصول آمن وسريع وغير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحتاجين، وتمكين العاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية من العمل بفعالية داخل غزة ، وأكد أن بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح مستعدة لمواصلة عملها إذا طلبت الأطراف ذلك.
وقوبل موقف نتنياهو بانتقاد شديد وهجوم من أهالي الأسرى وسياسيين إسرائيليين، إذ اتهموه بالتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية وتعريض حياة الأسرى للخطر من جهتها ، قالت حركة حماس، في بيان، إن وقف المساعدات الإنسانية يعد ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق.
وكما يبدوا من المعطيات أن المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تواجه تعقيدات متزايدة بفعل اشتراطات نتنياهو مما أوصلها إلى طريق مسدود، وهو ما سيلقي بظلاله على القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة اليوم الثلاثاء ، ومن أبرز الملفات على جدول أعمال القمة ، خطة إعادة إعمار القطاع. وعلى الرغم من تلك الصعوبات، تعمل مصر على تنسيق الجهود الدبلوماسية مع الأطراف الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وقطر، للضغط على إسرائيل للالتزام بتعهّداتها، وذلك وسط مساعٍ لتثبيت الهدنة وضمان انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وبروز رفض تام للضغوط الإسرائيلية الهادفة إلى تعديل تفاصيل الاتفاق.
ويسبق القمة، التي ستشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار كشرط أساسي لتنفيذ أي مخطط لإعادة أعمار غزة، اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ينعقد الاثنين . وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أمس، الانتهاء من الخطة المصرية العربية المقترحة لإعادة الإعمار، مشيراً إلى أنه سيتم عرضها على القادة العرب وترتكز الخطة المصرية على ثلاثة محاور رئيسية، الأول مرتبط بوقف إطلاق النار الكامل والذي من دونه لا يمكن تنفيذ أي مشروع لإعادة الأعمار ورفض تهجير الفلسطينيين؛ والثاني متصل بإدارة اليوم التالي في غزة بعد انتهاء الحرب، والثالث متعلق بدعم المؤسسات الفلسطينية ومنع التدخلات الخارجية والتي قد تعرقل إعادة الأعمار.
واقع الأمر، يشي بأن نتنياهو لا يضغط على “حماس” فحسب، وإنما يستبق الخطة المصرية والقمة العربية التي قد تصوغ هذه الخطة على شكل مبادرة عربية واسعة، ليذكّر بأن كل ما يصدر عن هذه القمة ولا يتوافق مع أهداف الحرب الإسرائيلية، لن يكون مقبولاً، في تل أبيب. وأول هذه الأهداف هو القضاء على “حماس” عسكرياً وسلطوياً.
والسؤال ؟؟؟ إلى أي مدى يمكن أن يجد ترامب مخارج؟ الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إطلاق كل الأسرى الإسرائيليين في غزة، ولو كان ذلك على حساب الضغط على نتنياهو كي لا يستأنف الحرب عند انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وانتظار ما يمكن أن يتوصل إليه ويتكوف من حلول وسط مع الوسيطين المصري والقطري، من دون أن يغيب عن البال أن البيت الأبيض يريد إفساح المجال أمام العرب كي يقدموا خطتهم لغزة، كي يبني على الشيء مقتضاه.