تهجير ممنهج في الضفة الغربية

قالت وسائل إعلام فلسطينية إن القوات الصهيونية نفذت عدة اقتحامات ومداهمات لمناطق مختلفة في مدينة جنين، في الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم الإثنين، مشيرة إلى حدوث اشتباكات في مناطق غربي جنين.
جاء ذلك بعد أن صعّد الجيش الصهيوني، أمس الأحد، عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية ضمن ما سماها عملية “السور الحديدي”، حسب ما نقلته وكالة “وفا” الفلسطينية، حيث دخلت مدرعات عسكرية إلى الضفة الغربية، لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.
ورصد نشطاء وصحفيون دخول أربع دبابات صهيونية من بوابة المقيبلة في سهل مرج ابن عامر باتجاه مدينة جنين ومخيمها، الذي تتواصل فيه العملية العسكرية الصهيونية لليوم الـ34 على التوالي.
وبحسب المتحدث باسم الجيش الصهيوني، فإن القوات الصهيونية تعمل على توسيع نطاق عملياتها الهجومية في المنطقة بهدف إحباط الهجمات المسلحة، إذ تشارك في العمليات قوات من لواء “ناحال” ووحدة “دوفدفان” في قرى بمنطقة جنين التابعة للواء “منشيه”، إلى جانب وحدة مدرعة تضم مدرعات قتالية لدعم الجهود العسكرية.
وقالت وسائل إعلام صهيونية إن إدخال المدرعات إلى شمال الضفة الغربية جاء نتيجة لضغوط من المستوى السياسي على الجيش الصهيوني. وتزامنا مع ذلك، أعلن وزير الدفاع الصهيوني، يسرائيل كاتس، “إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس”، موضحا أنها “أصبحت الآن خالية من السكان”.
وأشار كاتس إلى أن “التعليمات أُصدرت للجنود للاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها، لعام من الآن، وعدم السماح بعودة قاطنيها”.
من جانبها، استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية “استقدام الجيش الصهيوني دبابات ثقيلة إلى محيط جنين”، معتبرة ذلك “مقدمة لتعميق عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية ومخيماتها”. واعتبرت الوزارة تصريحات وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بمنع عودة الفلسطينيين للمناطق التي تمّ إخلاؤها، وبقاء الجيش الصهيوني فترة طويلة فيها، تصعيدا خطيرا للأوضاع في الضفة، و”محاولة مكشوفة لتكريس حرب الإبادة والتهجير ضد شعب أعزل”، بحسب بيان لها. وطالبت الوزارة بضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل، وإجبار الكيان على وقف “عدوانه على الفلسطينيين”.
وأسفرت عملية “السور الحديدي”، التي بدأها الجيش الصهيوني في الضفة الغربية، منذ أكثر من شهر، عن مقتل 51 فلسطينيا على الأقل، من بينهم سبعة أطفال. فيما قتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود من الكيان المحتل، بحسب الأمم المتحدة، التي استنكرت “وجود عشرات الآلاف من سكان مخيمات اللاجئين، الذين لا يزالون نازحين”، بعد شهر على بدء العملية.
وخلال العملية، دمّر الجيش الصهيوني عشرات المنازل لفتح ممرات داخل المخيمات المكتظة بالسكان في طولكرم وجنين. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل ما لا يقل عن 900 فلسطيني خلال عمليات للجيش الصهيوني أو هجمات مستوطنين صهيونيين، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية. بينما قتل ما لا يقل عن 32 صهيونيا بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية صهيونية، بحسب البيانات الصهيونية.