تنمر إعلام عربي على فناني سوريا ومبدعيها “معيب”!
أمد/ كتب حسن عصفور/ مع ساعات فجر حرية الشعب السوري من حكم “آل الأسد” الاستبدادي إلى حد اللامعقول، وإزاحة بشار عبر صفقة لم يتأخر كشف خيوطها، اهتمت وسائل الإعلام العربية بفناني سوريا ومبدعيها كتابا وأدباء، فيما كان وما سيكون.
الاهتمام بفئة خاصة لعبت دورا هاما في تشكيل “الوعي المجتمعي”، وترسيخ قواعد نقدية تجاوزت المسموح وفق القواعد الحاكمة كان منطقيا جدا، حيث كانت “الثقافة السورية”، بمختلف أدواتها، أحد المكونات الأبرز في خلق بيئة تقدمية لرفض الترهيب والفساد والمحسوبية بل والسلطة الأمنية، وسلكت دروبها بتقنية صنعت لها مكانة حلقت عاليا في سماء الوعي العام.
ودون البحث عن انتاج ثقافي عام، فلا يخلو منزل عربي ربما من رائحة الأدب السوري بكل أفرعه، وخاصة المسرح والمسلسل وروايات الإبداع التي كتبها مثقفون خارج القيود.
ولكن، وبشكل مستفز جدا، بل ومهين أكثر، ذهبت وسال إعلام عربية، وغالبها لدول خليجية، للنيل ممن صنعوا من الوعي قيمة، بالتركيز على أنهم لم يتحدثوا علانية ضد النظام وسلوكه القمعي، بل وغمز صريح بأنهم كانوا مقربين للدولة وأجهزتها، متجاهلين الفرق بن الممكن والعبثي في التعامل مع البيئة الإبداعية، سلوك كان يبحث “نقاط” غير مضيئة بديلا للبحث عن المشرق المنتظر، لسوريا المستقبل.
مبدئيا، ليس كل مبدع مطلوب منه أن يصبح “زعيما سياسيا”، أو ينحاز للسياسي أكثر، رغم الخيط الرفيع بينهما، ولكن المبدعين في كثير من الأزمان يستخدمون ملكيتهم في ترسيخ مفاهيم تشكل تراكما لمخزون التغيير التقدمي، وتلك تجارب من قدم التاريخ، وقلما ذهب منهم إلى المباشرة السياسية التي لها حسابات أخرى، بل ومفاضلة حسابية مركبة.
كان التمايز المطلوب بين مبدع صنع قيما تغييرية ضمن رؤية تقدمية على ما هو قائم، وبين آخر استخدام سلاح الإبداع لتكريس الردة الثقافية المجتمعية عبر “تمجيد” أدوات الإرهاب والفساد وتبيض صورتها وفق حسابات الانتهازية، التي تشق طريقها دوما في ظل واقع غير سوي.
ولكن، المفارقة الكبرى التي لا تثير الدهشة الفكرية فحسب، بل وكل أشكال الاستفزاز العقلي، عندما تحاول وسائل إعلام لا يمكنها نطق اسم حاكم بلدها دون ألقاب الفخامة والسيادة والسمو والمعالي، وكل ما يمكنهم من لغة التمجيد تصل إلى حد “القداسة”.
الدهشة لإعلام عربي لا يمكنه الدفاع عن شبه معارض همس في إذن جاره بملاحظة تمس “الحاكم المطلق” صاحب البلد ومالك الشعب، ومصير “الهامسين” نقدا أو رفضا خجولا لن يكون مصير ما كان فاشية أسدية فقط، بل مصير فوق الفاشية عقابا وموتا، فيما لا نجد رديفا إبداعيا موازيا للسوري في تلك البلاد التي تملك من الثروة ما يعيد بناء دول بأكملها، بدأ البعض منها الذهاب نحو عملية شراء “الإبداع الثقافي”.
مطاردة مبدعي سوريا الذين واصلوا العمل من داخل بلدهم، لأسباب هم وحدهم يقررونها، يمثل نقطة سواد تحاول النيل من فرحة السوريين بالحدث التغييري الكبير، وكبحا لجماح طاقة لها ان تكون قاطرة تغيير تنويري في ظل مخاوف أداة الحكم الجديد.
ممارسة النقد، الضرورة الأهم كأداة تغيير وتقدم في مختلف مناحي الحياة، حكما وسياسة وإبداع شمولي، لكنه ليسا حقا لو جاء ممن لا يملكونه في بلادهم أصلا..فليس لـ “جبان داخلي أن يكون شجاعا خارجيا”.
ملاحظة: يبدو أن حماس بعد 37 سنة من تغيير جلدها اللي كان أيام المجمع…قدرت تعرف “جوهر ترامب” ولهيك طلبت منه أن يغير مسار إدارة بايدن ويجنح “للصلح”.. عبارة بدها بروزة وتتسجل كمان في سجل الاختراع الفكري..ولسه يا ما نشوف من “طوفان إبداعي”..بس اصبروا..
تنويه خاص: الحج رجب فايع خالص هاليومين..بيقلك انه حزب البعث راح بلا رجعة..قول مش مأسوف على الي ما قدر يحمي حاله ..بس أنه تركيا بعد “جلب الشرع” لحكم سوريا صارت تتحكم في مفاتيح المنطقة..هاي واقفة منك..وبلاش هيفا تطلع تغنيلك “رجب”..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص