تنامي الشعور المعادي لإيكواس وباريس في شوارع النيجر
تتنامى المخاوف من دخول منطقة الساحل والصحراء في متاهات غير محسوبة العواقب بعدما جددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إكواس” تلويحها بالتدخل عسكريا في النيجر، وهي التهديدات التي لقيت رفضا قاطعا من طرف آلاف النيجريين الذين تظاهروا في العاصمة نيامي رفضا للتدخل في سيادة بلادهم. تتوجه “إكواس” إلى الحل العسكري متجاهلة كل الدعوات لتغليب الخيار التفاوضي والدبلوماسي مع قادة المجلس العسكري المنقلب على الرئيس محمد بازوم. فبعدما قررت المجموعة وضع قوات احتياط في حالة تأهب عقب اجتماعها يوم الخميس، تعزز مرة أخرى خيار اللجوء إلى القوة بعدما أعلنت عن “إعداد خطط لتدخل عسكري” سيتم ضبطها خلال الاجتماع الجديد لقادة جيوش “إكواس” الأسبوع المقبل.
وفي تطور جديد، قال متحدث باسم “إكواس” إن قادة جيوش غرب إفريقيا سيجتمعون الأسبوع المقبل لإعداد خطط لتدخل عسكري، بينما أكد الإعلام الفرنسي أن المجموعة أجلت اجتماع قادة جيوشها الذي كان مقررا أمس في غانا “لأسباب فنية”.
مظاهرات ضد باريس و”إكواس” في نيامي
وأمام تضاعف التهديدات وتدهور الوضع الإنساني الداخلي في مختلف أرجاء البلد الجار، تظاهر الآلاف من أنصار المجلس العسكري في النيجر أمام القاعدة العسكرية الفرنسية بالعاصمة نيامي تنديدا باستعداد “إكواس” للتدخل عسكريا في بلادهم، كما رفعوا شعارات تندد بالتدخل الفرنسي في النيجر وبضغط باريس على دول غرب إفريقيا التي يتهمها الشارع في نيامي بأنها أضحت أداة في يد فرنسا. الشعور المناهض لفرنسا منذ بداية الأحداث في النيجر ترسخ بشكل أكثر حدة لدى قطاع واسع من الشعب النيجري، كما كان عليه الحال في باماكو وواغادوغو في وقت سابق. فبعد سلسلة من المظاهرات التي رفعت فيها شعارات معادية لفرنسا منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم يوم 26 جويلية، نقل أول أمس الآلاف من المتظاهرين النيجريين غضبهم إلى القاعدة الفرنسية في نيامي، حيث رفعوا شعارات تندد بـ”التدخل الفرنسي” في بلادهم و”بالنهب الذي تعرضت له ثرواتهم من قبل القوة الاستعمارية السابقة”. وحسبما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد أعرب المتظاهرون عن رفضهم لأي تدخل خارجي في قراراتهم، فيما عبر كثيرون عن دعمهم للقادة الانقلابين، معتبرين إياهم “المخلص من سيطرة باريس على سيادتهم وثرواتهم”.
المتظاهرون الذين أيدوا القادة الجدد رفعوا شعارات منددة بضغوط وتهديدات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وبالعقوبات التي فرضتها المنظمة ومنها قطع الكهرباء عن البلاد، كما جددوا رفضهم لحشد هذه القوة الإقليمية لتعزيزاتها العسكرية، رافعين شعارات جاء فيها “لتسقط إكواس”.
وأمام تلويح التكتل الغربي لإفريقيا بالقوة العسكرية لمواجهة المجلس العسكري في نيامي، لا تزال الولايات المتحدة تشدد على لسان وزيرها للخارجية أنتوني بلينكن بأنها “ستظل ملتزمة بإيجاد حل سلمي لضمان بقاء النيجر شريكا قويا للأمن والتنمية في المنطقة”، معربا عن قلقه “من رفض الذين استولوا على السلطة في النيجر الإفراج عن بازوم وعائلته.”