تنامي الخطاب التحريضي ضد المساجد والمسلمين في فرنسا
تنامت الاعتداءات والتهديدات التي استهدفت المساجد في التراب الفرنسي في الآونة الأخيرة، وبنفس الوتيرة تصاعدت في الفترة نفسها التصريحات الجائرة التي تصدر في بعض وسائل الإعلام الفرنسية المسيئة للمواطنين المسلمين.
قبل أيام أدان مسجد مختلف الاعتداءات التي طالت دور العبادة الإسلامية، حيث أصدر بيانا استنكر فيه الهجمات والإهانات والتهديدات التي استهدفت المساجد مؤخرًا، خاصة في شيربورغ وفالنسيا.
تأتي هذه التصرفات العدائية، حسب البيان، على خلفية توترات خطيرة سجلت مؤخرا في فرنسا، حيث يتم تنفيذ الهجمات لزيادة زعزعة استقرار التعايش الديني ووحدة المجتمع الفرنسي.
في الفترة الأخيرة كانت المؤسسة قد شجبت تنامي نشر الخطابات المعادية للمسلمين في بعض وسائل الإعلام ومن جانب بعض الشخصيات السياسية، مبدية تخوفها من تداعيات تلك التصريحات ومن كونها مغذية لأعمال عنف محتملة في قلب المجتمع.
ويشير المسجد في بيانه الأخير إلى أن مخاوفه تزايدت وتعمقت أكثر بعدما أضحت التهديدات واستهداف المؤسسات الإسلامية ودور العبادة حقيقة واقعة الآن في عدة مدن في فرنسا، خاصة بعدما لجأت مجموعات يمينية متطرفة إلى تأطير وتنظيم انتهاكات عنصرية على شكل “مداهمات” حقيقية تم خلالها إطلاق شعارات بغيضة تستهدف المواطنين المسلمين.
ولفت عميد المسجد إلى أن “وفاة الشاب توماس في كريبول، التي ندينها ونأسف لها، لا يمكن أن تبرر العنف العنصري الذي تمارسه ميليشيات النازيين الجدد”.
وشدد شمس الدين حفيظ بذات المناسبة على أن “تلك الأفعال تعيد إلى الذاكرة الصفحات المظلمة من تاريخنا المشترك التي كتبتها وستظل تكتبها الحركات المتطرفة العنصرية والمعادية للسامية إذا لم تكن معارضتنا الجماعية لها شاملة”.
وبعد أن رحب مسجد باريس الكبير برد فعل السلطات والشرطة الفرنسية التي سارعت إلى التحرك ووقف مظاهر الكراهية طالبتها المؤسسة المسجدية ذاتها بتوخي أقصى درجات اليقظة فيما يتعلق بأمن جميع دور العبادة في فرنسا.
وقد تصاعدت حدة الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين في فرنسا بشكل لافت، خاصة دور العبادة من مساجد ومراكز إسلامية في العديد من المدن الفرنسية، وبمجرد وقوع أعمال دموية تنسب آليا إلى أفراد الجالية المسلمة، لتصاحبها أعمال كراهية تصل إلى إشعال النيران في المساجد أو كسر أبوابها أو كتابة شعارات نازية مسيئة على واجهاتها أو رمي على نوافذها وأبوابها رؤوس خنازير وغيرها من الأعمال المسيئة.
فخلال السنوات الثلاث الأخيرة على وجه التحديد سجلت عدة اعتداءات عنصرية متطرفة طالت دور عبادة إسلامية ومنها الاعتداء بالحجارة على مسجد في ديغون، حيث تعرّض مسجد النور الواقع في حي غريسلز بمدينة ديغون (شرقي فرنسا)، يوم 23 ديسمبر 2020، لاعتداء بالحجارة أدّى إلى تهشم نوافذه، قبل أن تسجل عملية إضرام مجهولين النار في أحد مساجد مدينة “نانت” غربي فرنسا، يوم 9 أفريل 2021، ما تسبب بإلحاق خسائر مادية، تلاها قيام مجهولين بكتابة عبارات مناهضة للإسلام على جدران مسجد في مدينة رين، مرتين في غضون 20 يومًا، خلال شهر مارس من سنة 2021.
وامتدت الأعمال العنصرية بعدها إلى مدينة ألبيرفيل، حينما أقدم مجهول على إضرام النار بمسجدها يوم 4 ماي 2021 وتسبب بأضرار في مدخل المسجد، بعدها قذف مجهولون واجهة مسجد في مدينة ميتز شرقي فرنسا بزجاجات مولوتوف ليلة الخميس 5 ماي 2022 وغيرها.