اخر الاخبار

تميز المؤمن بأمانته وصدقه وإنجازه للوعد

ألا لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، سيدنا جعفر حينما وصف للنجاشي هذا الدين العظيم قال: “أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، حتى بعث الله إلينا رسولا صِفاتُهُ البارزة منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه” أخرجه ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. فالشيء الذي يتميز به المؤمن أمانته وصِدقه ووفاؤه بالعهد وإنجازه للوعد، فهذه السورة، سورة المائدة، تُفتتح بهذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} المائدة:1.

الإنسان حينما ينقُض عهدَهُ، وحينما لا يفي بوعدِه يخرُج من دينه، الدين ليس عبادات شعائرية، الدين عبادات تعامُلية، الذي يجذب الناس إليك ليس صلواتُك ولكن معامَلتك، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: “استقيموا يُستقم بِكم” أخرجه الطبراني عن سمرة رضي الله عنه.

الموقف الصادق وحده دعوة، الأمانة وحدها دعوة، العفة وحدها دعوة، أنت كن عفيفا، وكن أمينا، وكن صادقا، أنتَ أكبر داعية وأنتَ صامت دون أن تنطِق بكلمة واحدة: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.

والإنسان عندما ينقُض عهدَهُ، ولا يفي بوعده، يُسقِط كل عباداته، ورد عن السيدة عائشة أنها قالت: “قولوا لفلان إنه أبطلَ جهاده مع رسول الله”، الإنسان إذا خان العهد ولم يفِ بالوعد أبطَل كل عباداته، فقد أبطَل جهاده مع رسول الله، فيجب أن يبقى هذا في ذهن المؤمن.

الآن مشكلة المسلمين أنهم فهِموا الدين في النهاية عبادات شعائرية، مع أن الدين صدق، وأمانة، واستقامة، وعفة، فإن فعلتَ هذا الآن مقبولة منك كل العبادات الشعائرية: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *