أمد/ لندن: قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خسر أوروبا، الشريك التجاري الأكبر، أخيرًا.

وأثارت عملية “عربات جدعون” الأخيرة في قطاع غزة بعد أشهر طويلة من الحرب، انتقادات من قادة القارة العجوز وسط دعوات متزايدة لتعليق صفقات التجارة والأسلحة.

وعلى الرغم من أن أبرز قادة أوروبا تضامنوا مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها على حماس، لكن التكتيكات العسكرية الجديدة، التي شملت غارات جوية مكثفة ونقصًا في الغذاء والمساعدات، قوّضت هذه النوايا الحسنة.

وتهدف عملية “عربات جدعون”، لأول مرة، إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من قطاع غزة، بدلًا من مهاجمة حماس في منطقة محددة ثم الانتقال إلى مناطق أخرى.

وتتضمن العملية إجبار جميع السكان المدنيين على التوجه إلى “منطقة إنسانية” في الجنوب، وتأتي بعد، حتى الأسبوع الماضي، حظر على دخول المساعدات لمدة شهرين ونصف.

ووفق الصحيفة، تتزايد، الآن، الدعوات الأوروبية الصاخبة لفرض حظر على الأسلحة لإنهاء الملاحقة المتواصلة لحربٍ يراها الكثيرون منتصرة بالفعل.

وأضافت: “جاءت أوضح علامة على التباعد مع أوروبا، عندما حذرت ألمانيا، أقوى حليف لإسرائيل في أوروبا، من أنها لن تُصدّر أسلحة تُستخدم لانتهاك القانون الإنساني”.

وهاجم فريدريش ميرتس، المستشار من يمين الوسط، الضربات الجوية واصفًا إياها بأنها “لم تعد مفهومة”، مع ما تحمله هذه الكلمات من دلالة إضافية نظرًا لإرث الهولوكوست.

وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يُراجع حاليًا اتفاقيته التجارية مع إسرائيل بناءً على طلب من هولندا، والذي حظي سابقًا بدعم 17 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد.

من جانبها، أجّلت بريطانيا محادثاتها التجارية مع إسرائيل الأسبوع الماضي، مُدينةً رفضها السماح لآلاف شاحنات المساعدات بالوصول إلى الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب دول أوروبا الغربية مستعدة للاعتراف رسميا بفلسطين كمكافأة لعملية سلام ناجحة تنتهي بحل الدولتين.

وكما قد يتغير هذا قريبا مع قيام المزيد من الدول بالسير على خطى إسبانيا وإيرلندا؛ حيث تقود فرنسا، موطن أكبر جالية يهودية في أوروبا، هذا الجهد حاليًا.

وأردفت الصحيفة أن الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية ربما يأتي في المرتبة الثانية في قائمة كوابيس إسرائيل الدبلوماسية بعد حظر توريد الأسلحة.

وفي حين حذّرت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا؛ وردّ نتنياهو، متهماً القادة الثلاثة بالوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ، من أنها ستتخذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل ما لم تسمح بعودة المساعدات.

وبينما هناك وجهة نظر مفادها أن فرنسا لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، وتفعل ما تفعله فحسب، وأن كندا ليست بتلك الأهمية، لكن بريطانيا مهمة، خاصة لأنها كانت حليفاً كبيراً في الماضي في الحرب ضد الإرهاب، وقدمت لنا دعماً ملموساً”، وفق الصحيفة.

شاركها.