اخر الاخبار

تقرير: 1449 شهيدا و3647 إصابة منذ استئناف حرب الإبادة في قطاع غزة

أمد/ غزة: واصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء حرب الإبادة على قطاع غزة وحصد مزيد من أرواح المدنيين من الأطفال والنساء والنازحين، بالتزامن مع حصار مشدد ومنع لدخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية، منذ مطلع آذار/مارس الماضي.

وفي اليوم الـ23 لاستئناف حرب الإبادة في غزة، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على مناطق عدة في القطاع، وشن على مدار الساعة غارات على مناطق متفرقة من القطاع شبه المدمر بشكل كامل.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,810، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115,688، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 58 شهيدا، و213 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 1,449 شهيدا، و3,647 إصابة.

ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

واستشهد 1449 فلسطينيا وأصيب 3647 آخرين منذ استئناف الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في الثامن عشر من آذار/ مارس الماضي.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

ارتكب الجيش الإسرائيلي عدة مجازر في مناطق عدة بالقطاع والتي استهدفت بالأساس النازحين، حيث أسفرت عن استشهاد 60 فلسطينيا خلال الـ24 ساعة الماضية

 استشهد 6 مواطنين، بينهم 3 أطفال، مساء يوم الثلاثاء، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي خيمة لنازحين في مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف خيمة تؤوي نازحين في منطقة “المواصي” في خان يونس، ما أدى لاستشهاد 6 مواطنين بينهم 3 أطفال، وإصابة آخرين.

كما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا في محيط مركز شهداء الزيتون بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

استُشهد مواطن وأصيب آخرون، يوم الثلاثاء، إثر قصف طيران الاحتلال عدة منازل في محيط الكلية الجامعية جنوب مدينة غزة.

واستُشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون بينهم نساء، الليلة الماضية، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا يعود لعائلة صباح، في محيط مسجد الأبرار قرب القصر الملكي بمنطقة البركة جنوب غربي دير البلح، وسط قطاع غزة.

المفاوضات والمقترح المصري

وعلى صعيد المفاوضات، قدمت مصر مقترحا جديدا لوقف إطلاق للنار في غزة، وتضمن المقترح إطلاق سراح 9 أسرى أحياءً بينهم الجندي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر وثلاثة جثامين لأسرى يحملون الجنسية الأميركية، مع إطلاق سراح 300 أسير فلسطيني من بينهم 150 بالمؤبد، و2200 من أسرى غزة، وزيادة عدد أيام الهدنة إلى 70 يوما يجري خلالها إحياء المفاوضات بشأن الانتقال للمرحلة الثانية وإفساح المجال لإدخال المساعدات والوقود وفتح المعابر، وتقديم معلومات كاملة بشأن مصير الأسرى المتبقين.

ومن المتوقع أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة خلال للقاء المسؤولين في مصر، وبحث عدة ملفات على رأسها جهود الوساطة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة والمقترح المصري لعقد هدنة وإبرام صفقة أسرى جزئية، وكذلك بحث ملف المصالحة الداخلية مع حركة فتح في أعقاب زيارة وفد من الحركة السبت الماضي برئاسة جبريل الرجوب.

وفي سياق المفاوضات والمقترح المصري الجديد، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما في البيت الأبيض عن جهود لإنجاز اتفاق جديد “لاستعادة الرهائن” ووقف إطلاق النار.

غوتيريش: غزة أصبحت ساحة للقتل ولن نشارك في تدابير لا تحترم الإنسانية والحياد

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أكثر من شهر قد مر بدون دخول قطرة مساعدات إلى غزة، و”فيما تنفد المساعدات، يُعاد فتح أبواب الأهوال”، مبينا أن قطاع غزة أصبح ساحة للقتل، وأن المدنيين عالقون في دوامة موت لا نهائية.

وفي تصريحات صحفية بمقر الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، قال غوتيريش إن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون ومصممون على تقديم الإغاثة. لكنه “آليات الموافقة” المقترحة حديثا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن توصيل المساعدات، تهدد بفرض مزيد من السيطرة على الإغاثة وتقليصها بشكل كبير “حتى آخر سعر حراري وذرة دقيق”.

وقال الأمين العام إن العالم قد يعجز عن إيجاد كلمات لوصف الوضع في غزة، “ولكننا لن نهرب أبدا من الحقيقة. المسار الحالي يقود إلى طريق مسدود، في ظل وضع غير مقبول على الإطلاق بنظر القانون الدولي والتاريخ. وإن خطر تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى، يزيد الوضع سوءا”.

وقال غوتيريش: “لن نشارك في أي تدبير لا يحترم بشكل كامل المبادئ الأساسية وهي: الإنسانية، النزاهة، الاستقلال، والحياد. يتعين ضمان الوصول الإنساني بدون عوائق. وكل العاملين في المجال الإنساني يجب أن تُعطى لهم الحماية المكفولة لهم بموجب القانون الدولي”.

وشدد الأمين العام على ضرورة احترام حرمة مباني الأمم المتحدة وأصولها. ودعا مرة أخرى إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل العاملين في المجال الإنساني بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني، منهم أكثر من 280 من الأونروا، قُتلوا في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال غوتيريش: “أود أن أقول كلمة خاصة بشأن أولئك الأبطال العاملين في المجال الإنساني في غزة. إنهم يتعرضون لإطلاق النار، ولكنهم يفعلون كل ما يستطيعون لمواصلة السير على المسار الذي اختاروه لمساعدة الناس”.

وأضاف: “لمدة أسابيع صمتت الأسلحة، وأزيلت العوائق، وتمكنا من توصيل الإمدادات المنقذة للحياة فعليا إلى كل أجزاء قطاع غزة. كل هذا انتهى بانهيار وقف إطلاق النار”.

وشدد الأمين العام على ضرورة الوضوح التام بشأن الوضع الحالي، وذكر أن ما يُقال عن وجود كميات كافية من الغذاء في غزة لإطعام جميع الفلسطينيين في القطاع بعيد كل البعد عن الواقع على الأرض.

كما أوضح أن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، عليها التزام لا لبس فيه وفق القانون الدولي. واقتبس من اتفاقية جنيف الرابعة أن “على القوة القائمة بالاحتلال واجب ضمان الغذاء والإمدادات الطبية للسكان…. والعمل على صيانة المنشآت والخدمات الطبية والمستشفيات والصحة العامة والشروط الصحية في الأرض المحتلة…. وإذا لم تتوفر الإمدادات الكافية لكل أو جزء من السكان في أرض محتلة، على القوة القائمة بالاحتلال الموافقة على خطط إغاثة… وتيسيرها بكل الطرق المتوفرة لديها”.

وقال غوتيريش إن كل ذلك لا يحدث اليوم، إذ لا تدخل أي إمدادات إنسانية إلى غزة وفي الوقت نفسه تتراكم عند نقاط العبور المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الإيواء وتظل المعدات الحيوية عالقة هناك.

وشدد الأمين العام على ضرورة التمسك بالمبادئ الجوهرية. وقال إن “على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. ويجب أن تأخذ العدالة والمحاسبة مجراها عندما لا تتقيد بتلك الالتزامات”.

وشدد غوتيريش على أن الوقت قد حان لإنهاء تجريد المدنيين من إنسانيتهم ولحمايتهم وضمان الإغاثة المنقذة للحياة واستئناف وقف إطلاق النار.

مرضى السرطان بغزة.. موت بطيء في ظل تواصل العدوان والحصار الخانق

يصارع مرضى السرطان في قطاع غزة الموت يوميا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والحصار الخانق منذ أكثر من 18 عاما.

ويعاني قطاع غزة قبل العدوان والجرائم الإسرائيلية، عدم وجود مستشفى مخصص لمعالجة مرضى السرطان، وكان المرضى مضطرين إلى الحصول على تحويلات طبية إلى مستشفيات خارج القطاع، ولكن مع استمرار العدوان لم يعد أمام المرضى خيار سوى مواجهة الموت بلا علاج.

داخل مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يرقد مرضى السرطان في أجنحة تعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط حصار إسرائيلي خانق ومنع تام لسفر المرضى للعلاج.

على أحد أسرّة المستشفى، تجلس المواطنة أم سامر بجوار طفلها الصغير سامر عصفور، الذي يواجه سرطان الدم بجسد نحيل ووجه شاحب، بلا علاج أو رعاية صحية مناسبة.

وقالت لـ”الأناضول”: “طفلي يعاني سرطان الدم، ووضعه الصحي سيئ للغاية، لديه نقص حاد في المناعة ولا يتوفر علاج له”.

وناشدت المواطنة أم سامر، المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إنقاذ طفلها الوحيد قبل فقدان حياته.

وأمس الأول، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في منشور على إكس، إن “مخزون الإمدادات الإنسانية آخذ في النفاد بقطاع غزة، والوضع يزداد سوءا، ويجب إنهاء الحصار الإسرائيلي والسماح بإدخال المساعدات”.

غير بعيد عن سرير سامر، يرقد خالد صالح أحد مرضى السرطان الذين توقفت رحلتهم العلاجية بسبب الإبادة وتدمير المنشآت الصحية، وعلى رأسها المستشفى التركي الفلسطيني في غزة، الذي كان يعد المركز الوحيد المختص بتقديم العلاج الكيميائي.

وقال خالد بصوت ضعيف: “كنا نتلقى علاجنا في المستشفى التركي بغزة، وهو أهم مستشفى وكانت إمكاناته ضخمة، لكن كل شيء انتهى بعد تهجير المرضى واعتقال الأطباء، فلم تعد العلاجات متوفرة”.

وأوضح أنه انتقل إلى مستشفى غزة الأوروبي، وهو الآن الملاذ الأخير لمرضى السرطان.

ولفت إلى أن المستشفى يعاني نقصا في الأدوية وأجهزة الفحص، ولا سبيل أمامنا سوى السفر لتلقي العلاج في الخارج، لكن المعابر مغلقة بسبب الإبادة الإسرائيلية.

وفي 2 آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

من جانبه، أكد رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى غزة الأوروبي، الدكتور موسى الصباح، أن المستشفى هو الوحيد حاليا في القطاع الذي يقدم خدمات طبية لمرضى السرطان.

وأوضح، أن المستشفى يفتقر إلى العلاجات الكيميائية الأساسية والأدوية التلطيفية، وحتى بعض الأجهزة الحيوية لم تعد تعمل، وهناك مرضى حالتهم تتدهور.

وأشار الصباح إلى أن إغلاق إسرائيل للمعابر يمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ويحول دون خروج المرضى للعلاج في الخارج، في ظل تصاعد الإبادة.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

كما أخرجت جرائم الاحتلال المستمرة 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *