تقرير مخابراتي أمريكي..مخطط إسرائيلي لضرب المنشآت النووية في إيران
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2024/10/1660643355-7560-4.jpeg)
أمد/ واشنطن: كشفت تقارير استخباراتية أمريكية حديثة عن استعدادات إسرائيلية محتملة لشن هجمات واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية خلال العام الجاري، مستغلة حالة الضعف غير المسبوقة التي تمر بها طهران إقليميًا.
وبحسب وثائق استخباراتية حصلت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية من مصادر مطلعة، رصدت المخابرات الأمريكية مؤشرات قوية على نية إسرائيل استغلال الفرصة الحالية لتوجيه ضربة قاصمة للبرنامج النووي الإيراني، خاصة في ظل التحولات السياسية والعسكرية العميقة التي يشهدها الشرق الأوسط.
فرصة ولاية ترامب
وأوضحت “وول ستريت جورنال”، أن المخابرات الأمريكية قدمت تقريرين استخباراتيين مهمين، الأول خلال الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، والثاني في بداية تولي الرئيس دونالد ترامب مهامه، يؤكدان أن إسرائيل تدرس بجدية توجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن التقارير تشير إلى أن القيادة الإسرائيلية ترى في إدارة ترامب فرصة أكبر للحصول على دعم أمريكي لمثل هذه العملية العسكرية، خاصة أن المدى الزمني لوقف طموحات إيران النووية يضيق بشكل متسارع.
وبحسب “وول ستريت”، عزز هذا التوجه تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس في نوفمبر الماضي، التي قال فيها بوضوح: “إيران أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى للضربات على منشآتها النووية.. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو إحباط وإزالة التهديد الوجودي لدولة إسرائيل”.
تراجع النفوذ الإيراني
ولفتت الصحيفة إلى أن التفكير الإسرائيلي في توجيه ضربات عسكرية يتزامن مع مواجهة إيران تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ تكبدت طهران خسائر فادحة في قدراتها العسكرية التقليدية نتيجة الضربات الإسرائيلية المتتالية خلال العام الماضي، كما تأثرت قوة حلفائها الإقليميين بشكل كبير، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني.
وتفاقم الوضع الإيراني بشكل كبير مع سقوط نظام الأسد في سوريا، ما حرم طهران من حليف استراتيجي رئيسي ومنصة حيوية لنفوذها في المنطقة، كما أن الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل فشلت في إحداث أضرار جوهرية، ما كشف عن محدودية القدرات العسكرية الإيرانية، بحسب “وول ستريت جورنال”.
المشهد الإقليمي
وتحدثت مصادر “وول ستريت جورنال” عن موقف معقد للإدارة الأمريكية الجديدة، فبينما يفضل ترامب الحل التفاوضي مع إيران، لم يستبعد دعم الضربات الإسرائيلية في حال فشل المفاوضات.
ووقع “ترامب” مؤخرًا مذكرة أمن قومي لإعادة فرض سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، مع الإبقاء على خيار دعم العمل العسكري الإسرائيلي مفتوحًا.
ومع ذلك، حرص الرئيس الأمريكي على تهدئة التوترات، إذ قال عبر منصة “تروث سوشيال” التي يملكها: “التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، ستدمر إيران مبالغ فيها بشكل كبير”.
مستقبل المواجهة
ويؤكد اء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيواجه تحديات تقنية وعملياتية كبيرة، إذ إن المنشآت النووية الإيرانية محصنة بشكل كبير، وبعضها مبني تحت الأرض في مواقع شديدة التحصين.
ويرى المسؤولون العسكريون الأمريكيون أن مثل هذا الهجوم سيتطلب حتمًا دعمًا عسكريًا وذخائر أمريكية متطورة، نظرًا لتعقيد هذه المواقع.
وفي هذا السياق، قال يعكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستكون في وضع أفضل إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد تفكك إيران بموجبه برنامجها النووي.
وأضاف: “إذا لم يمكن التوصل إلى اتفاق جيد، فسيتعين على إسرائيل التحرك ضد المشروع النووي الإيراني”.
تباين الأولويات
بينما أشار أفنير جولوف، نائب رئيس مؤسسة MIND Israel والمدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى تباين في الأولويات بين القيادة الإسرائيلية وإدارة ترامب، ففي حين تضع حكومة نتنياهو الملف النووي الإيراني على رأس أولوياتها، يبدو أن اهتمام ترامب ينصب بشكل أكبر على إنهاء الصراع في غزة والدفع نحو اتفاقيات السلام الإقليمية.
وذكر “جولوف” أن هذا التباين في الأولويات قد يؤثر على توقيت وطبيعة أي عمل عسكري محتمل ضد إيران، خاصة في ظل جهود ترامب لتحقيق اختراقات دبلوماسية في المنطقة والحفاظ على هدوء نسبي في غزة ولبنان.