أمد/ تل أبيب: يُنظر في إسرائيل بتوجس إلى مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، زهران ممداني. واعتبر تقرير نشره “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب يوم الثلاثاء، أن فوز ممداني كمرشح لرئاسة البلدية هو “حدث من شأنه أن يبشر بتغيير واسع للغاية في صفوف الحزب وبتحول مقلق بالنسبة لإسرائيل”، كما أن هذا الفوز يجعله المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات منتصف الولاية للكونغرس، التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر من العام المقبل.

وأضاف التقرير أن سواء انتخب رئيسا لبلدية نيويورك أم لا، “ممداني يمثل جيلا شابا من المرشحين والناخبين الذين يرون بإسرائيل لاعبا متمردا وإشكالي ويتماثل مع الفلسطينيين. وهذا التحول الذي يتطور يتوقع أن يضع تحديات أمام إسرائيل، فيما هي تسعى إلى كسب دعم أميركي لسياستها ومصالحها الإستراتيجية”.

وينتمي ممداني (33 عاما) للكتلة التقدمية اليسارية في الحزب الديمقراطي، وينتقد إسرائيل بشكل متواصل، ويصف الحرب على غزة بأنها “إبادة جماعية”.

وقبل ذلك، أسس في الجامعة فرع “الطلاب من أجل العدالة في فلسطين”، وأعلن أنه إذا انتخب لرئاسة البلدية، فإنه سيأمر شرطة نيويورك باعتقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إذا زار نيويورك، استنادا إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده.

وأشار التقرير إلى أن فوز ممداني كان نتيجة عدة ظروف. فقد نافس مرشحا ضعيفا، هو حاكم الولاية السابق، أندرو كومو، في مدينة مؤيدة للحزب الديمقراطي، وبظروف مريحة لمرشحين مناهضين للمؤسسة الحاكمة وخاصة في صفوف معارضين لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “لكن انتخاب ممداني يعكس تغييرات أوسع جارية في الحزب الديمقراطي حيال إسرائيل”.

ويمثل ممداني الكتلة التقدمية في الحزب الديمقراطي، والمناهضة لسياسات إسرائيل وتتعاطف مع الفلسطينيين. “ومرشحون مثل ممداني يحظون بدعم كبير على خلفية انعدام الرضى بين الناخبين الشبان من القيادة الحالية للحزب الديمقراطي. وكلما ازداد المرشحون التقدميون الذين ينافسون على مناصب سياسية، يتزايد الذين لا يوافقون على الموقف التقليدي للحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل”.

وأشار التقرير إلى أن استطلاعات أجريت مؤخرا، دلّت على تراجع تأييد الجمهور الأميركي لإسرائيل في السنوات الأخيرة.

فقد أظهر استطلاع مركز الأبحاث Pew، في آذار/مارس، أن التأييد لإسرائيل تراجع في صفوف الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قياسا بالعام 2022، وفي جميع الفئات العمرية تقريبا.

ولفت القرير إلى أن هذه التغييرات “تضع تحديا كبيرا أمام إسرائيل. وإذا استمرت إسرائيل في سياستها الحالية، يرجح أن الآراء في صفوف هذه المجموعات لن تتغير كثيرا. ونتيجة لذلك، وفي حال عودة الديمقراطيين إلى الحكم في واشنطن، ستجد إسرائيل نفسها بشكل مؤكد تقريبا في محيط ليس وديا. وستصبح مداولات حول فرض قيود على المساعدات لإسرائيل منتشرة أكثر، وسيكون هناك ثمنا للدعم الدبلوماسي”.

وأضاف التقرير أن “القيادة الديمقراطية الحالية، الملتزمة جدا تجاه إسرائيل وأمنها، صاغية لهذه التغييرات، مثلما تبين من عريضة وقعها 40 سيناتورا ديمقراطيا، في تموز/يوليو الفائت، وانتقدت تعامل إسرائيل مع الوضع الإنساني في قطاع غزة”.

شاركها.