اخر الاخبار

تقرير: تصعيد الضغوط الأوروبية على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية ضد قطاع غزة 

أمد/ بروكسل: صعّدت الدول الاوروبية ضغوطها على إسرائيل لوقف حملتها المكثّفة في غزة وإتاحة دخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المدمّر حيث قتل العشرات الثلاثاء وفق الدفاع المدني. حسب تقرير فرانس برس.

وبعد منعها دخول أي مساعدات إلى القطاع مدى أكثر من شهرين، أعلنت إسرائيل دخول 93 شاحنة أممية محمّلة مساعدات إنسانية تشمل الطحين وأطعمة للأطفال ومعدات طبية وأدوية إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم.

في مواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة وتكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، صعّدت دول عدة لهجتها ضد الحملة الإسرائيلية.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس يوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.

وردّت إسرائيل بعنف على انتقادات الاتّحاد الأوروبي، معتبرة أنّ الأوروبيين يعانون من “سوء فهم تامّ للواقع المعقّد الذي تواجهه”.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس “نحن نرفض تماما توجّه” مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس “الذي يعكس سوء فهم تامّا للواقع المعقّد الذي تواجهه إسرائيل (..) ويشجّع حماس على التمسّك بمواقفها”.

من جهتها أعلنت بريطانيا تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

ردا على موقف بريطانيا، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية “إن الضغوط الخارجية لن تُحيد إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها”.

وحضّت السويد الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على “بعض من الوزراء الإسرائيليين” الداعمين “للاستيطان المخالف للقانون”، مندّدة بـ ”مواصلة الحكومة الإسرائيلية مفاقمة الوضع”.

“قطرة في محيط” الاحتياجات

يأتي ذلك غداة صدور بيان مشترك حذّر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا “مكتوفي الأيدي” إزاء “الأفعال المشينة” لحكومة بنيامين نتانياهو في غزة، ملوّحين بـ” إجراءات ملموسة” إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها وإتاحة دخول المساعدات.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الثلاثاء في كلمة أمام مجلس العموم أن التصعيد في غزة “غير مبرر أخلاقيا، وغير متناسب إطلاقا وذو نتائج عكسية”.

وتابع “تُخلّف هذه الحرب جيلا من الأيتام ومن (ضحايا) الصدمات النفسية بما يجعلهم مهيّأين للتجنيد على يد حماس”.

وسمحت إسرائيل الإثنين بدخول عشر شاحنات على الأقل محمّلة مساعدات أممية وأطعمة للأطفال، وهو ما وصفه منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر بأنه “قطرة في محيط” الاحتياجات في القطاع الفلسطيني.

وكان وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، طالبوا الإثنين إسرائيل بـ ”السماح مجددا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري”.

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الإثنين من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يوجد “مليونا شخص يتضورون جوعا” هناك.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “يسعدنا أن نشهد دخول المساعدات مجددا” إلى قطاع غزة، مع إقراره بأن الكميات غير كافية.

وكان نتانياهو الاثنين شدّد الإثنين على وجوب أن تتفادى إسرائيل حدوث مجاعة في غزة “لأسباب دبلوماسية”، وذلك غداة إعلانه السماح بدخول “كمية أساسية” من الغذاء الى القطاع، بعد منع إدخال أي مساعدات منذ آذار/مارس.

وأعلنت حكومة نتنياهو يوم الإثنين أنها تعتزم السيطرة على “كامل” أراضي غزة، بعد تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر بهدف زيادة الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

من بين 251 رهينة خطفوا خلال هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 57 في غزة بينهم 34 قال الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

ميدانيا، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والنساء “جراء مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل فجر اليوم (الثلاثاء) في مناطق عديدة في قطاع غزة”، وفق ما أفاد المتحدث باسم الجهاز محمود بصل وكالة فرانس برس.

في مخيم النصيرات في وسط القطاع، حيث تجمع الأهالي قرب محطة الوقود التي تم استهدافها فجرا، قال محمود اللوح “محطة الوقود هذه كانت تؤوي عائلتين. أسفرت (الغارة) عن سقوط نحو 15 شهيداً بعضهم تم انتشاله والبعض الآخر لا يزال تحت الأنقاض”.

وأضاف “استيقظنا في الليل على صوت القصف وجئنا لنرى عائلة بأكملها تم مسحها من السجل المدني”.  

أما يونس أبو عمشة فوصل إلى المستشفى الأهلي العربي لوداع أقاربه الذين فقدهم في إحدى الغارات. 

وقال “كلهم أطفال ونساء ينامون في أمان الله ولا أحد منهم مطلوب وكلهم أطفال ونساء احترقوا ومُزقوا أشلاء”.

في مدينة غزة، قالت دعاء الزعانين بعدما قُتل أقارب لها بضربة على مدرسة تؤوي نازحين أوقعت وفق الدفاع المدني ثمانية قتلى “الأمور على حالها منذ عام ونصف العام، قصف وجوع ومعاناة، لم نعد نتحمّل”.

ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن القصف، قال الجيش الإسرائيلي إنه “ضرب إرهابيا من حماس كان يعمل من مركز قيادة”.

وأكد الجيش في بيان أنه ضرب أكثر من “مئة هدف إرهابي” في غزة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقال نتنياهو يوم الإثنين في شريط مصوّر، إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع… لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.

ويُصر نتانياهو على عدم إنهاء الحرب من دون “القضاء بشكل كامل على حماس” التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع.  

وترفض حماس الشروط الإسرائيلية وتشترط وقف الحرب وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع للإفراج عن الرهائن.

وأعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أنها طلبت من كبار مفاوضيها في الدوحة العودة مبقية على فريق صغير فيها.

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن إسرائيل وافقت على “مقترح أميركي لإعادة الرهائن” لكن “حماس تصر على رفضه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *