أمد/ باريس: تثير قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه منصبه، الكثير من الجدل، ولكن القرار الذي كشف عن مخاوف حقيقية بشأن العدالة الدولية يتعلق بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية والمتعاملين معها. حسب تقرير “إذاعة مونتي كارلو“.
وعبر عن هذه المخاوف 79 دولة أعضاء في المحكمة في بيان مشترك يوم الجمعة 7 فبراير/شباط، عن هذه المخاوف، نظرا لأنها “تزيد من خطر الإفلات من العقاب على أخطر الجرائم وتهدّد بتقويض سيادة القانون الدولي”.
سلوفينيا، المكسيك، لوكسمبورغ، سيراليون وفانواتو كانت الدول صاحبة المبادرة في صياغة البيان الذي وقعت عليه فرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا والسلطة الفلسطينية وكندا وتشيلي وبنما مؤكدين كونهم “من المؤيدين الأقوياء للمحكمة الجنائية الدولية، فإنّنا ناسف لأيّ محاولة لتقويض استقلال المحكمة”.
ترامب أصدر قراره بهذه العقوبات ردا على إصدار المحكمة أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الجيش السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
أول ضحايا عقوبات ترامب
ولكن المدعي العام للمحكمة يحقق، أيضا، في الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقا لإحصاءات إسرائيلية، وقد سعى إلى إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة حماس بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكن جميعهم قُتلوا خلال العملية العسكرية
أعرب أول ضحايا هذه العقوبات عن مخاوفهم على لسان المحامية يائيل فياس غفيرسمان التي تمثل مصابين وعائلات قتلى إسرائيليين في هجوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ الذي شنته حماس وأشعل الحرب في قطاع غزة.
أكدت غفيرسمان يوم الجمعة، أن موكليها سيواصلون العمل مع المحكمة الجنائية الدولية حتى بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات عليها، مشيرة إلى أن العقوبات ستعقد التعامل مع المحكمة وقنوات الاتصال معها، لكن العائلات الإسرائيلية ترغب في استمرار التعاون معها في إطار الجهود المبذولة لتحقيق العدالة، قائلة “ستواجه المحكمة معضلة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع المواطنين الإسرائيليين وتقييم ما إذا كان الاتصال بالمحكمة يعرضهم للخطر”.
