اخر الاخبار

  تفجير خلية الأزمة في سورية الجزء الأول 

أمد/ سيتم تناول البحث حول قضية مقتل خلية الأزمة في 18 يوليو/تموز 2012 بأجزاء متعدّدة، والموضوع برمّته ما زال موضع جدل واسع، مع غياب أدلّة قاطعة تؤكّد بشكل رسمي تورّط النظام السوري أو إيران فيها، لكن هناك تقارير واستنتاجات تستند إلى أدلّة ظرفيّة وشهادات، تلمّح إلى تورّط محتمل، ومن ذلك:

1_ الصّراع الداخليّ في النظام السوريّ: فقد أشارت تحليلات بعض المحلّلين إلى أنّ شخصيّات خلّية الأزمة، مثل آصف شوكت (زوج شقيقة بشار الأسد ونائب وزير الدفاع)، كانت تمثّل تهديدًا داخليًا لبعض مراكز القوى داخل النظام، ووجود خلافات بين شخصيات داخل النظام دفع بعضهم إلى الاعتقاد بأنّ النظام نفسه، قد سعى للتخلّص من تلك الشخصيات لتوحيد القرار والسيطرة بشكل مطلق.

2_ شهادة مناف طلاس: وهو العميد المنشق، وكان مقرّباً من النظام سابقًا، وأشار في مقابلات لاحقة إلى أنّ النظام السوريّ كان متورّطًا في تفجير خلية الأزمة، وذكر طلاس أنّ التخلص من تلك الشخصيّات كان مدبّرًا لتصفية الخلافات الداخلية.

3_ إيران ودورها المحتمل: بحسب بعض التقارير الاستقصائية، قد يكون لإيران دور في الحادثة، بسبب رغبتها في تعزيز نفوذها داخل سوريا، من خلال التخلّص من شخصيات ربما كانت تعترض على تدخلاتها، وقد يكون لتوتّر العلاقات بين بعض أعضاء خلية الأزمة والحرس الثوري الإيرانيّ دافعاً لاغتيالهم.

4_ طريقة تنفيذ العملية: التفجير حدث داخل مبنى الأمن القوميّ، وهو موقّع شديد الحراسة، يعني أنّ المنفذين كانوا يمتلكون معرفة دقيقة بأمن المبنى وترتيباته الداخلية، وهذه التفاصيل دفعت بعض المحلّلين إلى الاعتقاد بأنّ العملية تمّت من الداخل، وليس من قبل المعارضة، كما ادّعى النظام في حينه.

5_ تصريحات وتحقيقات صحفية: تقارير صحفية، مثل تلك المنشورة في بعض وسائل الإعلام الاستقصائية، أشارت إلى أنّ التفجير قد يكون جزءًا من خطّة أكبر لإعادة ترتيب القيادة الأمنية في سوريا، وذكرت بعض تلك التقارير أنّ أسماء الأسد  قد تدخّلت لتوجيه ضربة للأصوات المعارضة داخل النظام.

6_ الغياب الواضح للتحقيق الرسمي: شكّل غياب التحقيق الرسمي والشفاف حول ملابسات الحادثة كثيراً من الشكوك من أجل رغبة النظام في إبقاء تفاصيل القضية طي الكتمان.

ورغم وجود العديد من الشهادات والتقارير التي تشير إلى تورّط النظام السوريّ وإيران، إلا أنّ غياب الأدلّة المباشرة يجعل القضية في دائرة التكهنات، ويفتح آفاقاً لتلك التكهّنات، والتحقيق الرسميّ المستقل وحده كفيل بإثبات الحقائق، وإنّ ذلك التفجير، كان نقطة تحوّل رئيسة في الحرب السوريّة، حيث أُزيلت مجموعة من الشخصيات الأمنية والعسكرية البارزة في النظام السوريّ، وتحليل المستفيدين من الحادثة يعتمد على فهم ديناميكيات السلطة داخل النظام السوريّ وتوازن القوى الإقليميّ والدَّوْليّ، ولعلّ من ذلك:

1_ النظام السوريّ: إعادة ترتيب البيت الداخليّ، الذي جاء عبر تصفية الخلافات الداخلية، فكان من بين قتلى خلية الأزمة شخصيات ذات نفوذ كبير داخل النظام مثل: العماد آصف شوكت والعماد حسن تركماني، وكانت لديهما توجّهات أو مواقف، قد تُفسّر بأنها تعارض بعض سياسات النظام أو رغبة بشار الأسد في تعزيز قبضته على السّلطة، وكانت إزالة تلك الشخصيّات بصورة عامة أو القضاء عليها  يسمح بإعادة ترتيب القيادة الأمنية والعسكريّة بما يخدم مصلحة الأسد، فالتخلّص من شخصيات قويّة، ربّما كانت تهدّد أو تؤثّر في قرارات الأسد.

2_ توحيد القرار الأمنيّ: بعد التفجير، أصبح القرار الأمنيّ والعسكريّ أكثر تركيزًا بيد دائرة ضيّقة من الموالين للنظام، ممّا ساعد على التحكُّم بشكل أكبر في إدارة الصراع.

سنكون في الجزء الثاني مع تفاصيل الإجابة على تساؤل: وما دور أسماء الأسد بتلك العملية؟ وما علاقتها؟!، فكونوا معنا في ذلك للمتابعة….. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *