تفاصيل حصرية: حكومة الاحتلال تبدأ بتنفيذ خطة تهجير منظم لسكان غزة عبر دائرة الهجرة ومطار رامون

أمد/ غزة: في تطور خطير يعكس تحول التهديدات إلى خطوات عملية، تكشف معلومات حصرية عن بدء حكومة الاحتلال بتنفيذ خطة تهجير منظمة لسكان قطاع غزة.
التحرك يجري بشكل ممنهج عبر دائرة تهجير إسرائيلية تعمل بهدوء داخل القطاع، وتستخدم أدوات قانونية وواجهات إنسانية لتسويق مخطط خطير يستهدف إفراغ غزة من سكانها، ضمن سياسة تبدو وكأنها جزء من مشروع طويل الأمد يتماهى مع تصريحات دولية سابقة، أبرزها تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول “خيار التهجير”.
بحسب شهادات موثقة حصلت عليها “أمد للإعلام”، فإن محامين إسرائيليين يتحدثون اللغة العربية بدأوا فعليًا بالتواصل مع مواطنين من قطاع غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مقدمتهم المحامي الإسرائيلي يورام يهودا.
هؤلاء المحامون يعرضون على العائلات تسهيلات قانونية كاملة للسفر خارج القطاع، مقابل توقيع “توكيل رسمي” يسمح لهم بإتمام الإجراءات.
وتكشف المعلومات أن ما يُعرف بـ”دائرة الهجرة” التابعة لحكومة الاحتلال قد أُنشئت خصيصًا لتنفيذ خطة التهجير من قطاع غزة، حيث تعمل هذه الدائرة بالتنسيق مع جهات ومؤسسات داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
ووفقًا لشهادات مواطنين، تقوم هذه الجهة بإرسال نماذج توكيل قانوني للعائلات المستهدفة، يُطلب منهم توقيعها لصالح محامين إسرائيليين، يتكفلون لاحقًا بجميع الإجراءات اللازمة لترتيب عملية السفر.
كما يُعرض على العائلات السفر عبر مطار رامون إلى دول مثل ماليزيا أو إندونيسيا، مع تعهد بدفع مبلغ مالي لكل فرد من أفراد الأسرة عند المغادرة، إضافة إلى وعد بتوفير رعاية من الدولة المستضيفة فور الوصول.
وتتحمل “دائرة الهجرة” الإسرائيلية كامل تكاليف السفر، بينما يُطلب من العائلات التي لديها أقارب في دول أوروبية إبلاغ المحامي لترتيب إجراءات الحصول على تأشيرة أو التنسيق مع الجهات المستضيفة.
وتتم عملية استخراج التأشيرات الأوروبية بناءً على توفر ضمانات أو كفالة من الأقارب في الخارج، فيما يتولى المحامون المسؤولية الكاملة عن الجوانب القانونية والإدارية، مما يُمكّن العائلات من مغادرة غزة دون الحاجة لأي وساطة محلية أو ترتيبات إضافية.
يأتي هذا المخطط في ظل الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف الضحايا وموجات نزوح داخلية.
وقد سبق أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيناريو “توطين سكان غزة في دول أخرى” كخيار لحل الصراع، الأمر الذي قوبل برفض فلسطيني واسع.
وفق مصادر مطلعة، فقد ارتفعت نسبة المغادرين من قطاع غزة عبر مطار رامون خلال الأشهر الأخيرة، وتؤكد تقارير غير رسمية أن أكثر من 11 ألف مواطن غادروا القطاع خلال الأربعة أشهر الماضية، معظمهم نحو دول في جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية.
بين ظاهر “الهجرة الطوعية” وجوهر “التهجير القسري”، تتكشف معالم خطة استراتيجية تقودها حكومة الاحتلال لإعادة رسم الواقع الديمغرافي في غزة، مستغلة الظروف الإنسانية الكارثية التي تعيشها العائلات، ومتسترة خلف غطاء قانوني وإنساني.
ويبقى السؤال الأهم: هل يكون التهجير الناعم الوجه الجديد لنكبة أخرى؟