اخر الاخبار

تغيير خارطة الشرق الأوسط لصالح من ؟ “هام لصناع القرار”

أمد/ في البداية لابد ان نختار هل نحن كعرب و مسلمون سنبقى احجارا على رقعة الشطرنج و في محل المفعول به ، ام سننتقل الى الفعل ، ولا يجب ان ننتظر الفعل لنكون رد فعل ، و في كل الأحوال حتى رد الفعل تعجز الأمة العربية و الإسلامية عن فعله في يومنا هذا .

اسرائيل شرعت بالفعل بتغيير خارطة الشرق الأوسط انطلاقا من سوريا و غزة و لبنان ، و هم الجغرافيا المحيطة بها و التي تحاصرها ، حيث قامت بتصفية عناصر المقاومة المناوئة لها في هذه البلدان استعدادا لإعادة التقسيم .

ما يدعو للسخرية انه وبعد تولي ترامب الإدارة الأمريكية ، امريكا كدولة عظمى اصبحت جزء لا يتجزأ من حكومة ناتنياهو ، او بمعنى أصح امريكا بعظمتها لا تتعدى كونها أداة بيد حكومة ناتنياهو لتنفيذ مخططاته ، التي غالبا تعود لأحلام بني صهيون منذ الأزل عن التوسع و السيطرة و حكم العالم العربي و الإسلامي .

و لكن مشكلة حل ، و لكنه يتطلب بعض الجرآة و الشجاعة من قلنا نحن كعرب و مسلمون لنكون الفعل و نجعلهم هم يكونوا رد الفعل ، اي لابد ان نسبق بخطوة .

الوضع الحالي الذي عليه المنطقة الأن هو وضع صنعته اتفاقية سايكس بيكو ، اي جميع هذه الحدود هي حدود مصطنعة ، اذ لابد ان نقتنع بهذه الحقيقة أولا لكي نعرف كيف نفكر و كيف من الممكن ان نكون الفعل و نسبق بخطوة .

ما يسعى اليه ناتنياهو او بنو صهيون هو تغيير خرائط سايكس بيكو لصالحهم ، و قد شرعوا بذلك بالفعل ، ولكن ما يقلقني هو الصمت العربي و الإسلامي تجاه ما يسعون اليه و كأن باق الدول العربية و الاسلامية لا تعلم انه سيحين دورها بعد ان تحسم اسرائيل معركتها مع دول الجوار ، ولذلك اثناء تفكيري توصلت اننا لابد كعرب و مسلمون ان نكون الفعل و ليس رد الفعل .

لو بدأنا بغزة ، فغزة مقاطعة فلسطينية تقع على حدود مصر ، وفور انتهاء اسرائيل من مشكلة غزة سواءا بقتل شعبها او بترحيلهم و تحويلها الى مقاطعة صهيونية ستصبح الأراضي المصرية هي الوجهة المقبلة لإسرائيل غربا ، اي سيناء ، ونحن جميعنا نعلم ان سيناء ارض تاريخية مذكورة بالقرآن و مرتبطة ارتباط وثيق بتاريخ بنو صهيون ، اذ كتب عليهم التيه فيها اربعون عاما ، بالتالي من السذاجة ان نعتقد ان مخططاتهم لا تسعى للسيطرة على سيناء في يوم من الأيام ، فحتى بعد حرب 1973 قالها السادات نصا ، نحن نعلم ان الحروب مع الكيان الصهيوني لن تنتهي ، وانه لابد بين فترة و اخرى ان تنشأ حرب ، لأن الكيان الصهيوني توسعي و لن يقبل ان يبقى في فلسطين وحدها .

كيف ممكن لمصر ان تكون الفعل ، ولا تنتظر ان تكون رد الفعل ؟ نعم أعني احتلال غزة و فرض السيطرة عليها و جعلها تحت الوصاية المصرية كما حدث بعد هزيمة 1967 ، لتبقى مقاطعة فلسطينية عربية تفصل اسرائيل عن الأراضي المصرية . بهذه الخطوة فقط تكون مصر قد سبقت بخطوة ، او اتخذت الفعل قبل ان تنتظر رد الفعل ، اما عن الخارطة العربية فتغييرها تحصيل حاصل سواءا لصالح مصر او لصالح اسرائيل ، الفكرة فيمن يسبق بخطوة !

الأمر مماثل تماما للضفة الغربية و الأردن ، اسرائيل تسعى للتوسع تجاه الأردن و ان سيطرة على الضفة الغربية لن تفصلها عن حدود الأردن اي مساحة و ستكون الأردن عرضة للمخططات التوسعية الصهيونية ، لذلك يجب على الأردن ان تسبق بخطوة ، و تقوم بإحتلال الضفة الغربية تماما كما حدث عام 1967 ، لتكون الفعل ولا تنتظر رد الفعل .

الساحة الأخرى التي تسعى اسرائيل لتغيير خارطتها هي سوريا ، وسوريا اراضي عربية اسلامية ملاصقة لدولة اسلامية كبيرة و هي تركيا ، اذ ان احتلال اسرائيل لسوريا سيجعل أعداء تركيا على حدودها مباشرة ، و هو ما قد يشكل خطرا على الأمن القومي التركي ، لذلك و بنفس الفكرة المتخذة تجاه غزة ، ستعكس على سوريا ، ان تقوم تركيا بإحتلال و السيطرة على سوريا ، و بذلك ستكون حافظت على سوريا دولة عربية اسلامية ، وستحتفظ بأراض اسلامية كفاصل بينها وبين العدو الصهيوني ، و ايضا هنا ستتغير الخارطة ولكن لمصلحتنا كمسلمون ، و ليس لمصلحة اسرائيل .

كان اخي يناقشني منذ يومان ما فائدة ان تقحم مصر نفسها في غزة ، او تركيا في سوريا ، اجبته عندما يخطئ ابنك مع الغريب ، ستأخذه وتمثل انك تعاقبه امامهم لكي تتجنب ان يعاقبه الغريب ، او ستتركه للغريب يعاقبه و يقسوا عليه و قد يقتله !

نفس الفكرة في العلاقة التي تربط مصر بغزة ، وتركيا بسوريا .

في النهاية مقالي هذا جاد جدا ، جريئ ، و الدعوة فيه يجب ان تؤخذ على محمل الجد من قبل كافة المسؤولون العرب و الاسلاميين ، والا سيفوت الاوان ، ولن تكونوا ان احجار على رقعة الشطرنج ، و مفعول بكم ، ولن تقوم لكم قائمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *