اخر الاخبار

تصميم الأزياءFashion Design” أمد للإعلام

أمد/ “الإنسان مدني بطبعه ” هكذا ترك ابن خلدون للعالم ميراثه المعرفي الخالد، وفي كل زمان ومكان يتعايش الإنسان مع بيئته ، ويحاول ابتكار احتياجاته،  ويتكيف مع عناصر الحياة والطبيعة من حوله بشتى مجالاتها،  ويجتهد ليلبي مستلزمات غذائه وسكنه وملبسه، في تفاعل دائم وحيوي يستوعب الظروف والأنماط والميول العامة والفردية.

سأتطرق هنا  إلى صناعة الإنسان لملبسه على وجه التحديد، وكيف تطور على مر الأزمان، وكيف أدت النظرة التراكمية والظروف العامة والأمزجة إلى نمو التفكير والتخطيط والإبداع في هذا المجال.

يعتبر تصميم الأزياء فناً من الفنون التطبيقية المتخصصة، وهو عالم متكامل في آفاق تصميم وصناعة الملابس، وهذه المهارة الاحترافية هي أيضا ثقافة إنسانية ، حيث يسعى الإنسان إلى توظيف مهاراته وحواسه وما لديه من خيال  لتلبية حاجاته وتطوير فهمه للمدنية والحضارة والدين والتاريخ في بلورة منتج جمالي مناسب ومميز.

 

وهنا ؛ لا بد من لنا من الإشارة إلى نقطة فارقة وهامة، وهي أن المصمم المعاصر يتأثر بعدة عوامل تجعله يبتكر ويبدع في مجاله، وتعتبر ملهمات له في صناعة لوحاته الفنية شكلا وذوقا وإبداعا، فألوان الطبيعة ، وأنواع وخامات الأقمشة، والموارد المتوفرة  ،والإضافات الكلاسيكية والمستحدثة والزينه وكماليات المنتج المبدع ، والبيئة المحيطة ، كلها ذات صلة بهوية المصمم وبصمته وحالة التميز لديه.

فالعين تعشق كل ما هو جميل ولافت،  والعقل يحتفظ بقواعد الجمال العامة والتفصيلية،  ويبرمج ما حوله من مناخات وثقافات، وألوان، ونحوها إلى مهارات تصميمية فيبدأ بالانطلاق والتحفيز المستمر لذاته وصولا للرضى الذاتي عما صنع.

لم تكن هذه المهارات  حديثة المولد يوما، بل كانت ابداعات حسية ملموسة ومتوارثة عبر الأجيال،

  فكانت بدايتها  بأيدي النبوة ، فنبي الله إدريس _ عليه السلام_ كان من محترفي التصميم للأشياء، ومع تطور الأزمان والعصور أصبحت هناك ثقافات عربية و غربية،  وإنتقالات ملحوظة لهذا الفن من عالم إلى آخر،  حيث بدأ عالم تصميم الأزياء ودورالموضة  في القرن التاسع عشر  مع شارل فريدريك الذي كان أول شخص يضع علامة فارقة تعبر عن منتوجاته الخاصة.

وكانت هناك أيضآ مدن كبيرة تعتبر عواصم لهذه الصناعة المتجددة، ومن  أشهر المدن المهتمة بالأزياء : باريس، وميلان، ولندن، ونيويورك، ويوجد في هذه المدن أشهر المصممين تاريخيا وفي وقتنا الحالي، مثل كوكو شانيل؛ وهي صاحبة دار شانيل، و إيف سان لوران وكريستيان ديور، ومن الجدد كالفين كلاين، ورالف لورين، وغيرهم الكثير.

 

 صناعة الملابس _ كما أراها_ حرفة ممتعة، وتجارة ذات مردود مادي ومعنويا قوي، تعود بالفائدة على المنتج وعلى المستهلك على حد سواء، فلا غنى للإنسان عن هذا المجال، فمنه يعمل، ومنه يستطيع العيش والاكتساب وصناعة الشهرة،  وبات اليوم من آساسيات الحياة المهمة التي لا غنى عنها لتمدن الشعوب ونهضتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *