تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في حق أهالينا في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تصاعدت حوادث الاعتداء على المسلمين والعرب في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير الأرقام إلى أن هناك آلاف الحوادث الأخرى ما بين تهديدات بالقتل وقمع للحريات وفصل من العمل وتضييق على الطلاب في عدد من الجامعات والمدارس، وفق مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”.
وكشف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الجمعة الفائتة، في تقرير له، عن تلقيه 8061 شكوى على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2023، مسجلا عددا هو الأكبر من الشكاوى خلال 30 عاما.
وذكر تقرير “كير” أن ما يقرب من نصف جميع الشكاوى جرى الإبلاغ عنها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي الذي شهد زيادة بنسبة 56% من الحوادث المعادية للمسلمين، حسب التقرير.
وأضاف التقرير أن الدافع الرئيسي وراء هذه الموجة من الإسلاموفوبيا هو تصاعد أعمال العنف بين فلسطين وإسرائيل، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وذكر التقرير أن أصحاب العمل والجامعات والمدارس من بين الجهات الفاعلة المركزية في قمع حرية التعبير لأولئك الذين سعوا إلى معارضة “الإبادة الجماعية” في غزة علنا، وكذلك لفت الانتباه إلى حقوق الفلسطينيين.
ومن بين الشكاوى التي تلقاها “كير” العام الماضي 1201 شكوى تمييز في العمل و688 شكوى تمييز في التعليم و607 شكوى من جرائم الكراهية.
ويُعرّف كير “الإسلاموفوبيا” بأنها “الخوف والكراهية أو التحيز تجاه الإسلام والمسلمين، مما يؤدي إلى نمط من التمييز والقمع”. وأوضح تقرير “كير” أن وراء هذه الأرقام مآسي إنسانية منها مقتل الطفل الأمريكي من أصل فلسطيني وديع الفيومي على يد مالك عقار في شيكاغو، إذ ذكر والد الطفل أن الرجل قال أثناء الهجوم عليهم في منزلهم “أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا”.
وفي حادثة أخرى، هدد معلم بقطع رأس طالبة مسلمة في الصف السابع بولاية جورجيا بعد أن سألت الطالبة المعلم عن العلم الإسرائيلي الذي كان يحمله.
وفي واشنطن العاصمة، تعرضت امرأة للتهديد من أحد الركاب في مترو الأنفاق، وسألها “كيف تريدين أن تفقدي حياتك؟”. وحسب شهود، كان الرجل يحمل مسدسا في جيبه، أظهر جزءا صغيرا منه لترهيب المرأة.
ولم تقتصر المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة على التصرفات الفردية أو مؤسسات تعليمية، وإنما شملت أيضا جهات أمنية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يحدد قائمة حظر الطيران ومجموعات فرعية منها تُعرف باسم قائمة “مراقبة الإرهاب”.
وحسب منظمة “كير”، فإن 98.3% من الأسماء المدرجة في هذه القائمة لمسلمين. مذكرا بحالة “صادق” وهو مسلم وجندي أمريكي سابق في القوات الجوية عانى وجوده في قائمة المراقبة، إذ جرى إيقافه مرات عديدة من شرطة مدينة أوكلاهوما، كان أبرزها في جانفي 2023 حيث اعتُقل مكبل اليدين تحت تهديد السلاح وتفتيش سيارته. كما مُنع محمد خير الله، عمدة مدينة بروسبكت بارك التابعة لولاية نيوجيرسي، من حضور فعالية في البيت الأبيض لاحتمال وجوده على قائمة المراقبة.