تزايد الإدمان في الوسط الجامعي وتحذير من تغلغل الكوكايين
أظهرت دراسة للمركز الوسيط لمعالجة الإدمان الجهوي بقسنطينة، تخص إحصائيات سنة 2024، عن تزايد عدد حالات الإدمان في الوسط الجامعي وتغلغل الإدمان عن طريق الكوكايين في الفئة العمرية ما بين 13 إلى 14 سنة، وهي المادة التي أصبحت تؤخذ عن طريق الحقن لدى بعض الفتيات. وحسب الدكتورة بذات المركز، ليلى بوعلام، فإن المركز استقبل ما يعادل 1142 مريضا مدمنا إلى غاية شهر سبتمبر من السنة الجارية.
وذكرت الدكتورة ليلى بوعلام، طبيبة معالجة بالمركز الجهوي الوسيط لمعالجة الإدمان بمنطقة زواغي في قسنطينة، خلال يوم دراسي حول مخاطر المخدرات والوقاية منها، المنظم من قبل الصندوق الوطني التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء تحت شعار “الضمان الاجتماعي يرافقكم لوقايتكم من مخاطر الإدمان” بقسنطينة، أن المركز وخلال دراسة أجريت حول المرضى المدمنين الذين قصدوا هذا الأخير خلال الـ 9 أشهر الأولى من السنة الجارية، قد استقبل 1142 مريضا، من بينهم 856 بطالا تتراوح أعمارهم بين 16 و 35 سنة مدمنون على القنب الهندي والمهلوسات العقلية، مع تسجيل تقدم في استهلاك الكوكايين، ممن تم التكفل بهم. لتشير ذات المتحدثة أن المركز وخلال الحملات التحسيسية في الجامعات مكن من استقبال 112 جامعيا طلبوا العلاج.
وحسب ذات المتحدثة، فإن الدولة وفرت الدواء بمبالغ كبيرة، لشفاء الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، مقترحة قصد هذه المناطق التي تعرف تواجد هؤلاء الأشخاص وتوزيعها وعلاجهم بدلا من خسارتها.
وقالت أن الحملات التحسيسية الموجهة إلى كل المؤسسات قد أثمرت عن عديد الفوائد، خاصة وأن محاولة نشر المخدرات انتقلت إلى مراكز التكوين المهني والمتوسطات، بأنواع من المخدرات يتم اكتشاف مكوناتها عن طريق المخابر على غرار “الموشمة”ز
كما أوضحت المتحدثة أن الأطفال في خطر بفعل تقدم تعاطي الكوكايين لدى الفئة من 13 إلى 14 سنة، وكذلك من طرف النساء اللائي يتعاطينها عن طريق الحقن. وهي الظاهرة التي يمكن أن تخلق أمراضا وعدوى مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي بسبب تعدد الاستعمال من شخص لآخر.
مستشفى جبل الوحش يستقبل ما يعادل ست حالات يوميا لمرضي عقليين ناتجة عن الإدمان
من جهتها، البروفيسور وفاء بن المولود، المختصة في الطب العقلي بالمؤسسة الاستشفائية جبل الوحش في قسنطينة، قالت أن الإدمان في الكثير من حالاته قد يؤدي إلى الجنون، كاشفة عن حالات عديدة يستقبلها ذات المستشفى تصل إلى 6 يوميا تخص حالات معقدة جراء الإدمان وتوسع دائرته في المجتمع.
كما أوضحت أن الإدمان يؤدي إلى أمراض نفسية وأخرى عقلية، وأي نوع من الإدمان له انعكاسات سلبية على الصحة الجسدية والعقلية ويمكن أن يصبح الشخص مريضا عقليا مزمنا.
وذكرت المتحدثة أن نسبة التأثير تختلف من شخص لآخر، حيث هناك من يتسبب الإدمان له بهلوسات مع أول تجرية وتصل إلى حد انفصام الشخصية، محذرة من التوقف عن الإدمان بطريقة فجائية دون مرافقة، حيث يمكن أن تتسبب في حالات عقلية مرضية وتدخله مرحلة عدم الوعي، خاصة بالنسبة للذين يدخنون القنب الهندي “الكيف”، موضحة أن العلاج يمكن أن يكون ناجحا بشرط عدم العودة إلى الإدمان مرة أخرى.
الدكتور بوسنة عبد الوافي زهير، المختص في العلم العيادي بجامعة قسنطينة 3، قال أن من الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان على الحشيش تكون بسبب طفولة مليئة بالإحباطات، مع ولوج عالم الراشدين في مراحل متقدمة من العمر ومخالطة رفاق السوء، وتزيد منه الانشقاقات والتصدعات العائلية.
وأضاف أنه بعد تطبيق الاختبارات النفسية تثبت لدى المدمن حالة عدم الامتثال للجماعة، عدوانية ومشاعر سلبية نحو العالم الخارجي، اندفاعية من جراء الإحباطات المتكررة، إلى جانب رغبة في إلحاق الضرر بالذات من خلال الإدمان على الحشيش.
هذا ومن من بين وسائل الحماية من الإدمان خلق ظروف صحية اجتماعية، وذلك بتوفير فرص الشغل والتأطير، مع خلق فضاءات جديدة للترفيه والتسلية للقضاء على شبح الفراغ والخروج من البيئة السامة وللوقائية منها.
كما أشار المتحدث، في ذات السياق، إلى أن من بين مظاهر وأثر تعاطي المخدرات وجود قلق قاعدي كامن ونبد للذات بالنسبة للمريض، مع حالة انطواء وحزن شديد، إلى جانب مزاج متقلب، مصحوب بشحوب الوجه مع عدوانية نحو العالم الخارجي، كما يكون لدى المدمن فقدان الشهية والأرق، يأس وإحساس بالذنب.