أمد/ أنقرة: قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن إسرائيل تعارض بشدة مشاركة تركيا في قوة الاستقرار بقطاع غزة، لإدراكها الدور المحوري الذي تلعبه أنقرة بالتعاون مع شركائها، مؤكدا أن موقف تل أبيب لا يحسم القرار بهذا الخصوص.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة تركية، يوم الخميس، حيث أجاب عن أسئلة تتعلق بآخر التطورات الإقليمية والدولية، إن “إسرائيل تعارض بشدة مشاركة تركيا في قوة الاستقرار بغزة، لكنها ليست الجهة الفاعلة الوحيدة ذات الصلة، فهناك جهات أخرى معنية أيضا، ونحن على تواصل معها”.
وأشار فيدان إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد أكد منذ البداية أن تركيا على أتم الاستعداد لتقديم كل ما يلزم لعملية السلام، والمساهمة في المجالات الإنسانية والعسكرية والأمنية والتقنية والبنية التحتية بغزة.
وأضاف فيدان أن الأولوية بالنسبة لتركيا، هي تحديد الاحتياجات الميدانية في غزة، وأن الجهة التي ستنفذها أمر ثانوي.
وذكر أنه “إذا جاء غيرنا وفعل ما نفعله في غزة باسم الإنسانية والقيم الإنسانية، فلا مشكلة لدينا في ذلك، ولكن إذا كانت مساعدتنا مطلوبة بشدة، فنحن على أتم الاستعداد للمساهمة”.
وأشار فيدان إلى الجهود الحثيثة التي بُذلت لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن لقاء إردوغان مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في نيويورك في أيلول/ سبتمبر الماضي، كان نقطة تحوّل نحو وقف إطلاق النار.
ولفت إلى أن إسرائيل تقوم بانتهاك وقف إطلاق النار المعلن في غزة باستمرار، وأن الولايات المتحدة تدرك خطورة هذا الوضع.
وأضاف أن نحو 400 شخص استشهدوا بنيران إسرائيلية منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في حين يواصل الفلسطينيون الالتزام به.
وأكد أن ما يحدث في فلسطين أمرٌ يجب على تركيا معارضته والتنديد به، وأن أنقرة دأبت على ذلك دبلوماسيا، منذ بداية الهجمات على غزة.
وتابع: “إسرائيل غير معتادة إطلاقا على هذا المستوى من النقد والإدانة من قِبل المجتمع الدولي، لأن المجتمع الدولي منحها تفويضاً مطلقاً لفعل ما تشاء، وما تراه ضروريا لأمنها”.
وذكر أنه “حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب مجازر جماعية. هذا هو الحال منذ عقود، وقد مُنحت إسرائيل استثناءً من قِبل النظام الدولي، لكنني أعتقد أن تلك الحقبة قد ولّت”.
وفي 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية مشروع قرار أميركي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية بغزة، يسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.
