أمد/ تل أبيب: وصل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إسرائيل صباح يوم الخميس.

تأتي الزيارة في لحظة حرجة يتعين على إسرائيل فيها اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة.

والتقى رئيس الوزراء نتنياهو بالمبعوث ويتكوف، وقبل ذلك، غرّد ترامب، في ما اعتُبر تهديدًا، قائلاً: “أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو أن تُطلق حماس سراح الرهائن وتستسلم”.

 

 

وتأتي زيارة ويتكوف إلى إسرائيل بسبب قضيتين رئيسيتين تُقلقان إسرائيل والعديد من دول العالم: استمرار القتال في غزة والوضع الإنساني في القطاع. وفقا للقناة 12 العبرية.

وتزداد معضلة المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي حدةً في ضوء الصور الصعبة التي تتدفق من غزة هل يُفضّل السعي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أم توسيع نطاق القتال إلى حد احتلال وضم أراضٍ في القطاع.

السبب الثاني والأبرز لزيارة مبعوث ترامب الخاص هو الصور المقلقة القادمة من غزة، والضغط الدولي الشديد على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان القطاع.

من المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مرافق مؤسسة GHF الأمريكية للوقوف عن كثب على الوضع الإنساني المتردي في القطاع، وخاصة المجاعة التي انتشرت في مناطق عديدة.

محاولات الترويج لصفقة الرهائن

ووفقا للقناة 12 العبرية يُنصت ويتكوف جيدًا لأصوات كلا الجانبين. فهو يُدرك أن حماس لا تزال مُتمسكة بمواقفها، بل أوضح بنفسه أنه يُدرك نوعًا من التصلب من جانبها، وهي رسالةٌ تأتي أيضًا من الرئيس ترامب.

ومع ذلك، فإن رسالته هنا هي محاولةٌ واضحة: عدم عرقلة فرصة التوصل إلى اتفاقٍ لا يزال من الممكن التقدم فيه، قبل أن تختار إسرائيل خطواتٍ قد تُؤجل المحادثات لأشهرٍ عديدة، وربما حتى عامًا.

يحافظ ويتكوف على تواصل مباشر مع بعض عائلات الرهائن، وقد وعد سابقًا ببذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق. ولهذا السبب تحديدًا، يُثير عدم جدولة أي لقاء له مع العائلات تساؤلاتٍ مُحيّرة، ويُجرى حاليًا بحث ما إذا كانت هذه مسائل فنية، ولكن تُبذل محاولاتٌ خفيةٌ للتواصل بين الطرفين خلال هذه الزيارة أيضًا.

وأضافت القناة “لا تنبع حاجة ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة من قلقه على سكان القطاع فحسب، بل أيضًا من الضغوط الشعبية والسياسية التي تُمارس في الولايات المتحدة.

ترامب نفسه، الذي نادرًا ما ينتقد نتنياهو، عبّر عن هذا الأمر علنًا، قائلًا إنه يختلف معه بشأن الوضع في القطاع، ومعترفًا بوجود جوع في غزة.

كما يضغط السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، وأعضاء في الكونغرس، وأحزاب أخرى، لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.

مفترق طرق: صفقة أو حرب

تقف إسرائيل حاليًا عند مفترق طرق هام، وعليها أن تقرر ما إذا كانت ستمضي قدمًا في اتفاق وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم ستختار تصعيدًا قد يوسع الحرب إلى أبعاد جديدة.

وقد يكون ويتكوف، الذي يُعتبر شخصًا قادرًا على التوسط والضغط من الإدارة الأمريكية، بمثابة محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية.

مع أنه ليس مبعوثًا رسميًا للإدارة الحالية، إلا أن وجوده هنا، بتنسيق كامل، يدل على عمق التدخل الأمريكي، حتى وإن لم يكن علنيًا دائمًا.

وسواء نجح في إقناع الأطراف بالمرونة أم لا، فمن الواضح أن ما سيحدث في الساعات والأيام القادمة سيحدد إلى حد كبير مسار الأحداث في الأسابيع المقبلة، وربما حتى الأشهر القادمة.

شاركها.