ترامب يطالب بالبديل .. !
حملت الأخبار أن طلبا موجها من أمريكا إلى كلا من مصر والأردن لاقتراح الحل البديل بعد رفضهما استقبال الفلسطينيين الذين يريد الكيان المحتل تهجيرهم من أراضيهم بقطاع غزة والضفة الغربية.
بلغت الصفاقة بأطراف تدّعي التحضر والديمقراطية واحترام الحريات حقوق الإنسان أن تقترح تشريد ملايين البشر من أصحاب الأرض والتاريخ في فلسطين إلى دول الجوار في سيناء المصرية وفي الأردن وذلك لترضية الكيان المحتل وتمكينه من فرض سيطرته الكاملة على الأرض الفلسطينية بما في ذلك القدس، جاء الطلب الأمريكي مباشرة بعد أن أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الكيني بالقاهرة أن " تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ظلم تاريخي لن يشارك فيه " والشعب المصري يرفض الفكرة من أساسها برغم أنه يستضيف ما يزيد على 9 مليون شخص نازح ومهاجر ولاجئ.. من 133 دولة ـ حسب بيان الحكومة المصرية ـ يعاملون جميعا معاملة المواطن المصري في الحقوق والواجبات ، إنه عبء ثقيل جدا على دولة تتلمس طريقها نحو التنمية الشاملة والمستدامة، ومصر ترى أن قبولها باستقبال الفلسطينيين إنما هو جريمة في حق فلسطين لأن التهجير القسري أو ذلك الطوعي في ظاهره هو تفريغ الأرض من أهلها تمهيدا لتصفية القضية حسب مخطط الكيان المحتل.حتى هنا يبدو الأمر معلوما للعامة قبل الخاصة، ولكن ما تعلمه نخبة الخاصة هو الأدهى والأمرّ، إذ لا شيء سيتوقف عند هذا الحد بل سيتعداه لاحقا إلى اختلاق الأسباب لمطاردة الفلسطينيين في أرض سيناء بزعم ملاحقة عناصر جماعات المسلحة اعتدت على مستوطنيها بالمناطق الحدودية، ولن يكون مستبعدا أن يسعى جيش الاحتلال إلى توسيع نطاق عملياته إلى المناطق الداخلية في سيناء لتشكيل هامش أمني عريض، وهو ما سيشكل تحديا خطيرا للأمن القومي المصري لن يقبله الشعب أبدا وسيفتح المجال أمام القيام بكل السيناريوهات المنتظرة وليست المحتملة أو المتوقعة، ثم تشتعل المنطقة كما هو مخطط لها .
الحل ، يجب أن تُسرع القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة دون تأخير بإعادة بناء ما دمرته آلة حرب الكيان المحتل، وتجري عمليات إعادة البناء فورا حسب القطاعات والمربعات السكانية وتمكين الخواص سريعا من ترميم منازلهم بمواد البناء ، وإلى حين البدء الفوري في هذا يجري تسكينهم في البيوت الجاهزة ، وتوفير أقصى ما يمكن من وسائل العيش والخدمات مياه الشرب ، الصرف الصحي ، الكهرباء ،، المسؤولية الأخلاقية الملقاة على الكيان المحتل في هذا الشأن ثابتة ومؤكدة بعد إفراطه في القتل والتدمير والتخريب ، ومن جهة أخرى تسارع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة إلى أرسال المساعدات الإنسانية وإلإغاثية والعلاجية عبر المعابر البرية والبحرية وحتى عن طريق الإسقاط الجوي للمساعدات لتخفيف وطأة المحنة. هذا هو الحل الذي لا يروق للكيان ولا يرضي شرطي المدينة وحارس الحديقة ، ولكنه العدل والحق، حل الدولتين الذي يجب أن يشكر الكيان الله عليه ، وإن كان هناك ثمة اعتراض فلا مناص من القبول بتخصيص صحراء النقب بديلا مع إنها لا تتمتع بإطلالة بحرية ساحرة كمنطقة قطاع غزة التي أبهرموقعها على المياه الدافئة شرطي المدينة .