“تراكمات” وراء عدم حضور الرئيس تبون قمة جدة
لا علاقة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي وللدعوة التي أرسلت له لحضور القمة العربية الـ32 بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بعدم سفر الرئيس عبد المجيد تبون لحضور أعمالها إلى جانب القادة العرب الآخرين.
حضور زيلنسكي الذي تنقل إلى جدة تحت مرافقة سرب من المقاتلات الحربية الفرنسية لضمان أمنه وسلامته، بعد التهديدات التي أطلقتها روسيا ضده بعد استهداف قواته مقر الرئاسة الروسية في موسكو، لم يتخل عن زيه العسكري رغم استضافته في قمة إقليمية لها خصوصياتها ومشكلاتها التي لا علاقة لها مع الحرب الدائرة في بلاده ضد جارتها روسيا الاتحادية.
ومع ذلك، فإن لا حضوره قمة جدة ولا دعوته إليها كان هو السبب وراء عدم مشاركة الرئيس عبد المجيد تبون في أعمالها أمس.
غير أن الكثير القراءات يمكن أن تكون الأسباب الرئيسية لهذا الغياب اللافت، خاصة أن الجزائر كانت لها، حتى يوم أمس الجمعة، الرئاسة الدورية للقمة العربية الـ31 التي انعقدت في الفاتح من نوفمبر الماضي.
وبالنظر إلى ما يتردد حول هذا الموضوع، فيمكن استعراض أهم هذه الأسباب بعيدا عن تهويل وسائل إعلام عربية وأجنبية سارعت للاستثمار في هذه المسألة، محاولة صب الزيت على النار لتحقيق مآرب مشبوهة.
أول هذه الأسباب، عدم إشراك الجزائر، باعتبارها رئيسة للقمة العربية، في اجتماعات إقليمية تناولت جداول أعمالها مسائل أوردها “إعلان الجزائر”، ولعل أبرزها التنسيق والتعاون والعمل المشترك من أجل تمكين الجمهورية العربية السورية من استعادة عضويتها في جامعة الدول العربية، خاصة بعدما هدأت النفوس وتصالحت الدول العربية فيما بينها من أجل تصفير الأزمات وتفادي المزيد من التمزق والتشرذم الذي لا يخدم مصالح الأمة العربية.
كما أن توصيات أخرى وردت في “إعلان الجزائر” لا يفهم لحد الآن سبب تعطيل تجسيدها، أو على الأقل قيام أمانة الجامعة العربية بقيادة الدكتور أحمد أبو الغيط بتحريكها في الآجال الممكنة، وكان ذلك سهل التحقيق، باعتبار أن أنشطة الجامعة العربية لا تتوقف على مستوى المندوبين الدائمين، وللجزائر كما يعلم الجميع مندوب على دراية كبيرة بالقضايا العربية وهو السفير عبد الحميد شبيرة.
ولعل أبرز هذه الملفات ما تعلق بالقضية الفلسطينية، وهو تشكيل فريق وزاري عربي يقوم بمساع دولية وإقليمية لتمكين دولة فلسطين من تبوؤ عضوية كاملة داخل منظمة الأمم المتحدة.
وقد كان هذا الموضوع محل مباحثات هاتفية بين الأمين العام أبو الغيط ووزير الخارجية أحمد عطاف بمناسبة تعيينه من طرف الرئيس تبون على رأس وزارة الخارجية.
وسرى اتفاق بين عطاف وأبو الغيط على أن يتم تحقيق هذه التوصية على مستوى الأمانة العامة ومندوب الجزائر الدائم شبيرة قبل قمة جدة، وهو ما لم يحدث!
مسألة أخرى تتعلق بتعطيل توصية قمة الجزائر ذات الصلة بالشباب وفعاليات المجتمع المدني العربي، وهي التوصية التي رحب بها ووافق عليها وتبناها رؤساء الوفود بلا استثناء بالإجماع.