أمد/ تل أبيب: اندلع سجال علني حاد بين مراسل القناة 12 العبرية عمِيت سيغل والباحثة الروسيةالإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي أُفرج عنها مؤخرًا بعد احتجاز دام أكثر من عامين في العراق، وذلك عقب انتقاد تسوركوف لتغطية القناة حادثة مقتل طفلين فلسطينيين في جنوب غزة. وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست.

وفي تقريرها، وصفت القناة الطفلين، البالغين 10 و12 عامًا، بأنهما “مشتبه بهما”، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنهما تجاوزا “الخط الأصفر” ونفذا “أنشطة مشبوهة” قبل استهدافهما. وانتقدت تسوركوف هذا الوصف، مؤكدة أنّ القناة 12 “الأكثر مشاهدة في إسرائيل وتمثّل التيار السائد”، وبالتالي فإنّ اللغة المستخدمة لها تأثير واسع.

 

איזו מדינה מופלאה זו ישראל, שאפילו את גדולי מטנפיה עושה מאמץ לפדות משבי שכלל לא קשור אליה ולא קרה באשמתה.

אפילו לחלאות כמו צורקוב לא מגיע להירקב בשבי ארגוני הטרור. https://t.co/rVtQ9IuxSk

— עמית סגל (@amit_segal) November 30, 2025

 

 

سيغل ردّ على الانتقاد بوصف تسوركوف بأنها “حثالة”، قبل أن يضيف أنّ إسرائيل “دولة استثنائية” لأنها سعت لتحريرها رغم أنها “تسيء إليها”. وردّت تسوركوف بالقول إنها لم تشوّه صورة الدولة، بل قامت بترجمة عنوان القناة ترجمة دقيقة، داعية إلى “تحسين التغطية لتتلاءم مع المعايير الصحفية”.

وتواصل التراشق بين الطرفين، إذ اتهم سيغل تسوركوف بأنها “تكره بلدها” وأن “مغامراتها الطائشة” كلّفت إسرائيل ثمنًا باهظًا، بينما نفت تسوركوف هذا الاتهام، مؤكدة أنها تنتقد السياسات لا الدولة، مضيفة: “إذا كنتَ تريد العيش في نظام يمنع النقد، فاذهب إلى غزة”.

وختم سيغل بقوله إن تسوركوف تمارس منذ سنوات “تحقيرًا ممنهجًا” لإسرائيل، فيما دعـاها إلى “تحمّل مسؤولية أفعالها”.

روايات متباينة حول مقتل الطفلين

وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن عمّ الطفلين، فادي وجمعة أبو عاصي، قوله إن طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدفتهما بينما كانا يجمعان الحطب شرق خان يونس لمساعدة والدهما المقعد.

ملف احتجاز تسوركوف

تسوركوف، وهي باحثة في جامعة برينستون وتحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، كانت قد اختُطفت في بغداد في مارس 2023 أثناء بحث ميداني، واحتُجزت لدى ميليشيا كتائب حزب الله لمدة 903 أيام.

وأُفرج عنها في سبتمبر 2025 بعد ضغوط دبلوماسية قادتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وكشفت في مقابلة مع نيويورك تايمز أنها تعرّضت لتعذيب قاسٍ شمل الضرب المبرح، التعليق من السقف، الصعق الكهربائي، وإيذاءً جسديًا ونفسيًا مستمرًا أدى لإصابات دائمة، إضافة إلى تعرضها لاعتداءات جنسية خلال الأشهر الأولى من احتجازها.

كتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعية مدعومة من إيران وتعمل في العراق، مصنّفة كمنظمة إرهابية لدى الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، ويُقدّر أن الآلاف من عناصرها يتلقون رواتب من الحكومة العراقية رغم محدودية سيطرتها على نشاط المجموعة.
 

شاركها.