اخر الاخبار

تدني الوعي الوطني، سوريا مثالا

أمد/ فرحنا لفرح السوريين للانعتاق من النظام الدكتاتوري، وحزنا لحجم الاجرام في سجون النظام الذي تتحدث عنه الفضائيات، ونتمنى أن تخرج جهة محايدة توثق حجم هذه الجرائم، بعيدا عن المغالاة أو الدفاع عن النظام السابق.

في ظل بث الاخبار بكثافة عن سجون النظام وعن انواع وأشكال التعذيب فيها كانت إسرائيل تقوم بأكبر عملية عسكرية في تاريخها، عملية قضت بل ابادت مقدرات جيش كامل من طائرات ومطارات وقطع بحرية ودبابات ومخازن تسليح ومصانع أسلحة وصواريخ ورادارات ومراكز ابحاث وجامعات وووو و إضافة إلى ملاحقة العلماء والشخصيات الهامة واعدام العديد منهم كما يدعي البعض.

الغريب اننا لم نجد احد يلتفت إلى هذه الجريمة بل أن الكثير كانوا فرحين بها، حتى أن البعض علق على ذلك “تدمرها إسرائيل افضل من أن يستخدمها النظام ضد الثورة”.

طبعا دون أي مواربة يتحمل النظام البائد نتيجة هذا التدمير، كما يتحمل الطغاة والدكتاتوريين هذا الموقف للجماهير السورية من الجيش الذي من المفترض أنه جيش الشعب وليش جيش النظام، وأن مقدراته هي من مقدرات الشعب، فلماذا اعتبر السوريين جيشهم عدوا لهم، لماذا لم يحزنوا على الأقل على هذا الجيش وهذه المؤسسة.

طبعا الطائفية والفئوية ودور الجيش في قمع الشعب لعب دورا هاما في وصول الشعب السوري إلى هذا الموقف من جيشهم.

الان سوريا بدون جيش وطني، والدول المجاورة تنهش لحمها وتقتطع ما تريد من ارضها، إسرائيل تقتطع الجولان، وتركيا تطمع في الشمال، والاكراد يقتطعون والعلويون ايضا قد يقتطعوا قطعة لهم يتوافق عليها دوليا.

أن موقف الشعب السوري من أهم مؤسسة وطنية وهي مؤسسة الجيش يثير الحزن ويشير إلى عدم وعي الشعوب العربية لاهمية المؤسسات الوطنية، خاصة مؤسسة الجيش، واعتبارها احد مؤسسات النظام وليس مؤسسة من مؤسسات الدولة، نخزن من هذا الموقف رغم تفهمنا للأسباب التي أدت إليه.

اسوق هذا المثال لادعوا الشعب الفلسطيني التمسك بالسلطة الوطنية واعتبار كل مؤسساتها خاصة المؤسسة الأمنية هي من مقدرات الشعب وملك له ومكون هام من مكونات الدولة الوطنية التي نتطلع لبنائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *