تُوّج تشارلز الثالث، اليوم السبت، ملكا لبريطانيا في كنيسة “ويستمنستر” في احتفال رسمي كبير تشهده العاصمة لندن منذ 70 عاما، وفي مراسم يعود تاريخها إلى ألف عام.
ويعد هذا التتويج “تأكيدا دينيا لاعتلاء تشارلز العرش، رغم كونه ملكا لبريطانيا منذ وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية يوم 8 شتنبر 2022، بعد 7 عقود من توليه ولاية العهد”.
وأصبح تشارلز الثالث الملك الأربعين لبريطانيا، خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي حكمت البلاد 70 عاما وماتت قبل 7 أشهر عن عمر بلغ 96 عاما.
وواكبت التتويج إقامة طقوس مسيحية استغرقت ساعتين برئاسة جاسن ويلبي أسقف كانتربري، وهو تقليد متوارث من ألف عام، إذ تُوّج أسلاف الملك التسعة والثلاثون في كنيسة ويستمنستر منذ عام 1066.
والتتويج هو ذروة مراسم تستمر 3 أيام، وتشمل احتفالا موسيقيا في قصر قلعة ويندسور غرب لندن مساء غد الأحد.
وتم عند الساعة 11:00 من صباح اليوم بتوقيت غرينتش، وضع تاج الملك إدوارد الرمز المقدس لسلطة العرش المصنوع من الذهب الخالص والذي يُستخدم لمرة واحدة خلال الحكم على رأس تشارلز، على وقع صيحات “ليحفظ الله الملك”.
كما صدحت الأبواق في أنحاء الكنيسة، وأطلقت المدافع الاحتفالية برا وبحرا بمناسبة أول تتويج لملك بريطاني منذ عام 1953، والخامس فقط منذ 1838.
وقرعت أجراس الكنائس في مختلف أنحاء البلاد، قبل أن ينطلق جنود متحمسون من المشاة والخيالة في عرض يضم 7 آلاف عسكري في شوارع العاصمة.
وسيعود الملك تشارلز البالغ من العمر 74 عاما وقرينته كاميلا التي ستُتوج ملكة لكن ضمن مراسم أكثر بساطة، إلى قصر باكنغهام في العربة المذهبة التي قلما تستخدم، أمام حشود كبيرة قبل أن يتابعا عرضا جويا من شرفة القصر.
وسعى تشارلز للمرة الأولى إلى ضمان مشاركة نساء أساقفة وقادة أقليات دينية أخرى، وإبراز عدد من اللغات الأخرى غير الإنجليزية خلال التتويج.
وبصفته ملكا، يترأس تشارلز كنيسة إنجلترا لكنه يقود بلدا أكثر تنوعا دينيا وعرقيا عن الذي ورثته والدته في ظل الحرب العالمية الثانية.
وسعى تشارلز أيضا لأن تكون لائحة المدعوين وعددهم 2300، أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جانب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم.
وفي تغيير آخر للتقاليد، سيعكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة.
وستمتلئ كنيسة ويستمنستر بأزهار موسمية وأغصان خضراء من جزيرة آيل أوف سكاي في شمال غرب أسكتلندا حتى كورنوال عند الطرف الساحلي الغربي لإنجلترا.
