تبون إلى أقصى الجنوب.. زيارة انتخابية برسائل سياسية
برمج المترشح الحر، عبد المجيد تبون، تجمعا شعبيا في ولاية جانت بأقصى الجنوب الشرقي، اليوم الخميس، في سياق خرجاته في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل.
يحمل اختيار جانت كولاية ممثلة للجنوب في خرجة الرئيس المترشح، رسائل سياسية ورمزية خاصة، بوصفها محورا إستراتيجيا في الصحراء الشاسعة وحدودها مع عدة بلدان إفريقية مهمة.
وتنبعث من زيارة الرئيس إلى جانت، بعد قسنطينة ووهران، منذ انطلاق الحملة الانتخابية، رسائل كثيرة، في انتظار الكشف عن طبيعة الخطاب المنتظر أن يلقيه المترشح يومها، من حيث الزمن السياسي والدبلوماسي، وتحركات مشبوهة في بلدان الجوار.
وتنطوي الزيارة أيضا على ردود ضمنية بتمسك الاستقرار في المنطقة ككل، واعتبار أن جانت بمثابة خط فاصل مع مناطق غير مستقرة. وتتساوق الزيارة مع تصريحات سابقة للمترشح حول الوضع الإقليمي المتردي في بلدان الساحل وليبيا وخيار الجزائر في التعامل معه، القائم على نقاط أساسية، هي مقاربة التنمية والحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واعتماد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية في الهيئات القارية والأممية.
وتعاملت الجزائر بهذا النهج في الأزمات المستجدة في مالي والنيجر، وليبيا، عندما دعت إلى عدم التدخل العسكري وإلى الانتخابات العامة للعودة للشرعية الدستورية، حيث حظي بدعم أممي ومباركة دولية.
ويسعى تبون، من خلال زيارة جانت وتنظيم تجمع شعبي فيها، لطمأنة مواطني جنوب البلاد وللتأكيد على الوحدة والوطنية، مثلما يرد عادة في خطابات سابقة للمترشح، إلى جانب ترسيخ الاستقرار وحلحلة الأزمات بالحوار.
ومن المتوقع أن يتطرق تبون إلى هذه المسائل الحيوية في الصحراء الجزائرية، والتي تعني بدرجة أولى مواطنيها، لما لهم من ارتباط بالأرض. كما يمكن أن يخوض المترشح، كما فعل في قسنطينة ووهران، في التزاماته للعهدة الثانية تحت شعار “من أجل جزائر منتصرة”، من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وضمان الأمن الغذائي والمائي، واستكمال العمل الذي بدأه عندما جاء إلى قصر المرادية في 2019.
وسبق أن زار تبون بصفته رئيسا المنطقة الصحراوية في جزئها بأدرار وتندوف، وبعث من هناك رسائل سياسية، وعادة ما تؤشر هذه الزيارات على توجهات وسياسات للمترشح خلال العهدة القادمة إذا نال ثقة المواطنين للمرة الثانية، حيث تعتبر بمثابة “بارومتر” يقيس مدى تجاوب المواطنين في الشمال والجنوب، مع تصوراته السياسية إزاء الأوضاع الإقليمية في منطقة الساحل، خاصة إذا أدلى بتصريحات في ذلك الشأن، وبالرغم من أن الزيارة انتخابية بامتياز.