أمد/ كتب حسن عصفور/ لم تشهد الأمم المتحدة منذ إعلانها بعد لقاءات سان فرنسيسكو يوم 24 أكتوبر 1945، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حدثا كما كان يوم 26 سبتمبر 2025، أي ما يقارب الـ 80 عاما، في نيويورك.
رئيس دولة أمريكية لاتينية يغادر، كما عشرات من الحضور، قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما يعتلي رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو منصة الكلام، لا ليذهب إلى مكان استراحة انتظارا، أو ذهابا للتنزه لقضاء زمن، بل اختار أن يضع حجر أساس لتقليد ثوري جديد، هو الأول في تاريخ المدينة الأمريكية الأشهر سياسيا، منذ بناها المستوطنون الهولنديون باسمها الأول “أمستردام الجديدة عام 1624، قبل أن يفرض الإنجليز تغييرها إلى نيويورك (يورك شقيق الملك تشارلز في حينه).
بيدرو، خلع كل ما هو زي رسمي ومكانة رسمية، وأسقط أحكام بروتوكول تحرك “القادة”، وخرج مع صديقه الفنان روجر ووترز، المؤسس المشارك لفرقة “بينك فلويد”، وذهب ليشارك من جاء رافعا علما وقبضه ويهتف لفلسطين، وقطاعها المنكوب بحرب إبادية صناعة عدو وراعي عدو وأداة عدو، عاد لسنوات انطلاقته الثورية متمردا، حضور كسر كل ما هو تقليد رسمي، بل ما هو محظور “قانونا” في العرف الأمريكي.
ربما، كان يمكن أن يكون مشهد الانسحاب الجماعي لوفود دول عالمية من خطاب نتنياهو، هو الأهم عالميا، خاصة وأنه بات محل سخرية نادرة داخل كيانه، قبل أن يكون خارجه، ومقارنته بخطاب الرئيس محمود عباس الذي وقف غالبية من هم بداخل قاعة الجمعية العامة تصفيقا له وهو وحيدا في غرفته، لكن الرئيس الكولومبي المتمرد على كل تقاليد الرسميات كان له فعل آخر، لصناعة تقليد ثوري جديد، فاختار أن تكون شوارع نيويورك هي مسرح الحدث، ومكان الرد على مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ضد فلسطين، أرضا وشعبا.
بيدرو، الثائر غارد قاعة الجمعية العامة تاركا الفاشي المستحدث نتنياهو، يهذي كما يريد، دون أن يكون له صدى سوى هتافات من داخل كيانه يرددون، أنت تكذب يا بيبي..فيما صوت بيدرو يكسر كل جدران الممنوع الرسمي، ويطالب بتشكيل “جيش أممي” من أجل مواجهة دولة الكيان، محددا بوضوح صارخ وعبر مكبر صوت ليسمع من لا يريد أن يسمع: “يجب تشكيل جيش أقوى من جيشي الولايات المتحدة وإسرائيل مجتمعين”.. “مع آخر فيتو استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن انتهى زمن الدبلوماسية… والرد سيكون بالسلاح.. حرروا فلسطين.. إذا سقطت غزة، ستموت الإنسانية”.
وكم كان سخرية سياسية أن يكون الرئيس الكولومبي يقود حشدا من أجل فلسطين، فيما وزير خارجية عربي إماراتي يلتقي برئيس حكومة الإبادة الجماعية، المنبوذ من غالبية أممية، وهو أول وزير خليجي يفعلها منذ 7 أكتوبر 2023، وفي ذات مدينة الحشد الثوري بنيويورك، مواقف تنعكس أن عمق الولاء الإنساني كان دوما وسيبقى بعيدا عن اللغة والمظاهر الادعائية.
تاريخ أممي لثائر أممي اسمه بيدرو كتب يوم 26 سبتمبر 2025، بأن شوارع نيويورك كانت قاعة الفعل الكفاحي باسم فلسطين ولأجل فلسطين.
ملاحظة: صار وقته يا ريس عباس..اليوم ومش بكرة اسم بيدرو يلعلع بمرسوم يطير من رام الله إلى بوتوغا..جواز وهوية ومسمى مكان ..هيك زلمة من زمان ما مر علينا بعد ما راح الخالد نوفمبر 2004..بدهاش تفكير ولا تحسيب.. يا ريس..
تنويه خاص: حزب نعيم قاسم “حزب الله” سابقا.. وقع في مقامرة الغباء الكبير لما سمع كلام الفرس بتحريضهم التمرد عل البلد..طيب انتوا قبل ما تتمردوا شوفوا اللي حرضكم حالته وين صارت..نازل يبوس القدم ويبدي الندم في مجلس الأمن..لبنان راجع تاني بس للبنان مش لحرامية لبنان..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص
منصة أكس