أمد/ سوكريه: فاز السيناتور الوسطي اليميني رودريغو باز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بوليفيا يوم الأحد، بحصوله على 54,5% من الأصوات، بعد فرز أكثر من 97% من أوراق الاقتراع، وفق ما أعلنت المحكمة الانتخابية العليا.
ونال خصمه، الرئيس اليميني السابق خورخي “توتو” كيروغا، 45,4% من الأصوات. ودُعي حوالى ثمانية ملايين بوليفي للتصويت في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة بعد عقدين من الحكومات اليسارية المتوالية.
وأغلقت مراكز الاقتراع في بوليفيا أبوابها وسط ترقب الناخبين نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي تشكل دليلا قاطعا على رفض الحكومة الاشتراكية وترجح تحولا في السياسة الخارجية نحو التقارب مع الولايات المتحدة بعد علاقات فاترة على مدى عقود.
وتنافس في السباق السناتور المنتمي لتيار الوسط رودريجو باز مع الرئيس المحافظ السابق خورخي “توتو” كويروجا وتعهد كلا المرشحين بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، التي توترت منذ 2009، والسعي للحصول على دعم مالي من الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في اقتصاد بوليفيا الهش.
وقال مراقبون للانتخابات من منظمة الدول الأمريكية إن التصويت جرى في أجواء طبيعية الأحد، وسوف يتولى الفائز في الانتخابات مهام منصبه في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
ويرى بعض الناخبين أن بلوغ هذين المرشحين جولة الإعادة يذكرهم بحكومات التسعينيات المحافظة التي أيدت الخصخصة والعلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة.
وسعى موراليس، الذي تولى السلطة عام 2006 وكان أول رئيس للبلاد من السكان الأصليين، إلى إقامة تحالفات مع كوبا وفنزويلا وروسيا وأمّم قطاع النفط والغاز.
وقالت جلايلديس جونزاليس كالانش المحللة في مجموعة الأزمات الدولية لشؤون منطقة الأنديز الجنوبية “تمثل هذه الانتخابات نقطة تحول سياسي”. وأضافت أنه بغض النظر عن النتيجة “تتجه بوليفيا نحو مسار جديد”.
ووعد كويروجا بإجراء “تغيير جذري” يشمل تخفيض الإنفاق العام بشدة وإغلاق الشركات الحكومية الخاسرة أو خصخصتها. في المقابل، يؤيد باز نهجا أكثر تدرجا مع الحفاظ على البرامج الاجتماعية للفقراء وتعزيز نمو القطاع الخاص.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم كويروجا بفارق طفيف، وأشار استطلاع أجرته شركة إبسوس في سبتمبر أيلول إلى حصوله على تأييد 47 بالمئة من الناخبين مقابل 39 بالمئة لباز رغم أن أداء باز فاق التوقعات في الجولة الأولى في أغسطس آب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قبل أيام إن المرشحين الرئاسيين “يريدان علاقات أقوى وأفضل مع الولايات المتحدة” بعد قيادة مناهضة لواشنطن على مدى عقود. وأضاف “هذه الانتخابات فرصة للتحول”.