أمد/ كتب حسن عصفور/ في شهر مايو 2025، نشرت صحيفة تلغراف البريطانية خبرا عن لجوء المبعوث الأمريكي الخاص بحرب غزة ويتكوف، عن الاستعانة برئيس وزراء الأسبق توني بلير كمستشار فيما يتعلق بالمشهد السياسي.
بذاته شكل “مفاجأة”، لكنه في الواقع أمر طبيعي، كون بلير يمتلك خبرة سياسية من خلال منصبه الرسمي، لكنه انتقل للعب أدوار سمسرة سياسية وعقارية في آن، وهي سمات تمنحه مكانة مميزة في “العقيدة الترامبية” القائمة مركزيا على “تطهير قطاع غزة” (يسمى إعلاميا بالتهجير)، وفي شهر يوليو 2025، نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن معهد توني بلير شارك في مشروع لتطوير خطة لما بعد الحرب على غزة، مشروع تكاملي يتوافق مع جوهر الموقف الترامبي، فيما عرف بـ “ريفيرا غزة”، ولم ينتظر بلير كثيرا من الوقت ليسارع بالعمل، والتقى بالرئيس محمود عباس، كما اتصل بأطراف عربية ذات صلة بمخطط التهجير.
وفي سياق بلورة الخطة الشاملة ليوم غزة التالي، على قاعدة فكرة ترامب التطهيرية، كان انضمام كوشنير زوج ابنة الرئيس الأمريكي لفريق صياغة المشروع “المستقبلي”، ولذا يمكن اعتبار لقاء “الثنائي” بلير كوشنير في البيت الأبيض مع ترامب بحضور ويتكوف، رسالة أولى بأن قطار اليوم التالي لحرب قطاع غزة قد انطلق عمليا.
لقاء ترامب بالثنائي المكلف باستكمال مشروع اليوم التالي، تزامن وتهديد دولة الفاشية اليهودية بترحيل أهل مدينة غزة داخليا نحو الوسط والجنوب، قبل البدء بعملية احتلال موسعة، كجزء من الصورة العامة للمخطط الذي بدأ يتشكل في البيت الأبيض، عملية مركبة بين الترهيب المباشر لعملية نزوح “طوعية”، لفرض واقع ضاغط في المنطقة الجنوبية، ويفتح الباب لمخطط اليوم التالي من شمال قطاع غزة.
لقاء “الثنائي” بلير كوشنير مع ترامب وفريقه الخاص، ليس حدثا مرتبطا بالمساعدات الإنسانية والبحث عن صفقة “تهدئة جزئية”، بل هي جزء من مناقش رؤية شاملة لما سيكون، ومنها بعض تفاصيل الحل المؤقت أو الانتقالي، الذي يستند إلى عناصر مترابطة ومنها:
- توفير المساعدات بآليات أمنية محددة بين قوات جيش الاحتلال وعناصر تنفيذية محلية.
- تهيئة مناطق نزوح داخلي تحت سيطرة ذات الجهات الأمنية.
- التوافق حول اللجنة الإدارية المحلية لإدارة شؤون الحياة المدنية في قطاع غزة.
- توافق حول الدور الأمني الإسرائيلي الشامل والجزئي، ومنه:
- ترتيبات الحركة الداخلية والبعد الأمني.
- الانتهاء من آلية عمل معبر رفح والرقابة الخاصة.
إعادة الإعمار ويشمل:
- التفكير بتركيبة “مجلس إعادة إعمار ” قطاع غزة.
- دراسة التكاليف المالية والمدة الزمنية لإعادة الإعمار.
- القواعد السياسية الناظمة للإعمار بما يمنع نشوب حروب، أو مواجهات عسكرية تمثل عقبة في طريق الإعمار.
التهجير، هو مبدأ مركزي في المخطط الأمريكي لإعادة بناء غزة، وبدأت عملية توفير الأموال اللازمة مع اتصالات بدول مختلفة، دون النظر في النفي او اللا نفي.
الرؤية الأمريكية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأهداف حكومة دولة الكيان، حول نزع سلاح قطاع غزة، وانتهاء زمن حماس السياسي والأمني، وفصل سياسي “مؤقت” عن الضفة، وإنهاء وجود المخيمات وتحويلها إلى مناطق عمرانية تلغي صفة “اللاجئ” التي كانت ميزة لها.
ملامح خطة ترامب الموسعة تنتقل من مرحلة الدراسة إلى مرحلة التنفيذ عبر وسائل متعددة، فيما تعتقد قيادة حركة حماس في قطر وتركيا بأنها قادرة على التعطيل، والحقيقة هي عكس ذلك تماما، فكل مواقفها من حرب غزة هي الفائدة الكبرى التي تقدم للإدارة الأمريكية ومعها حكومة نتنياهو، كونها تستخدم مواقفها “ذريعة” استراتيجية للمضي قدما بالمخطط الكبير، بينما تغرق الحركة الإخوانجية في بركة مياه متفرعة من قاعدة العديد.
مع انطلاق قاطرة مشروع ترامب التطهيري، أصبح من الأهمية الذهاب لنقاش مختلف حول ما يجب أن يكون بعيدا عن “اللاءات” الصماء، والتفكير بما يوفر حلولا عملية وفق معادلة محاصرة التهجير التطهيري بالاستيعاب الانتقالي، وفق تفاهم إقليمي عام.
الاكتفاء برفض مشروع التهجير التطهيري دون خطة عملية ليس سوى خدمة له..الوقت لا ينتظر والزمن أسرع من تفكير أصحاب “الغنائية الثورية”.
ملاحظة: أمريكا صوتت ضد 14 دولة في مجلس الأمن قالت بوقف حرب غزة والمجاعة صناعة إسرائيلية يعني أمريكانية..طبعا جماعة راس الحية العرب بيرقصوا أنها ما استخدمت الفيتو…ويا ساتر تستر ما يرسلوا كم صندوق من اللي بالكوا شكر ومحبة..في زمن الدونية كل شي بيصير..
تنويه خاص: البحرين تقبل أوراق سفير دولة العدو الفاشي بعد يومين من رفض البرازيل تعيين سفير لهم..ممكن نفهم شو القيمة الكبيرة لهيك خطوة بحرانية..يا ناس شوية بس صدقوا حالكم انكم عرب..أو صدقوا كلامكم أنكم ضد إبادة اهل فلسطين.. شو نحكي الفرق كبير بين “ب” اللاتينية و “الخليجية”..باء تبؤ كل دوني..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص